الهبوط الحاد الذى منيت به وول ستريت اليوم أعاد إلى الأذهان الأزمة المالية التى ضربت الاقتصاد فى عام 2008 عندما انهار بنك “ليمان براذرز” .كرة الثلج امتدت إلى البورصات الآسيوية وسجلت هى الآخرى خسائر متفاوتة ..تسلسل الأحداث لايخلو من مخاوف من انهيار مالى وكارثة قد تمتد لتضرب جنبات الاقتصاد العالمى ككل .
الفقاعة والانهيارالمفاجىء
بحسب شبكة CNBC فإن الانهيار على نحو مفاجئ ولا توجد بحسب الشبكة أي مقالات إخبارية أو تحليلية توضح السبب فيما حدث فعلى عكس الكساد الكبير في 1929 لا توجد مؤشرات سابقة تشير إلى أن هذا الانهيار سيحدث.
وقالت الشبكة “الأسواق كان لها عقل خاص بها وتصرفت بغرابة”.. ولذا كانت بداية اليوم في البورصة بتعاملات منخفضة
لكن ما جعل الأمر أسوأ هو حالة الفزع التي سيطرت على المتعاملين الذين سارعوا ببيع الأسهم الخاصة بهم تخلصا من خسارة قريبة، وكان ذلك سببا في تزايد الخسائر حتى وصلت إلى الانهيار الذي حدث أمس.
الغريب أنه في مارس 2017 توقعت مدونة الفيديو Epic Economist أن الانهيار سيحدث في أواخر 2017 أو أوائل 2018.
وبحسب المدونة فإن الأمر يشبه ما حدث من قبل في الكساد الكبير 1929 والأزمة الاقتصادية عام 2008 ففي كلا الحالتين كانت الأسهم في البورصات تشهد رواجا غير معقول قبل انخفاضها وانهيار الاقتصاد.
وقالت المدونة إن العديد من الخبراء في مجال البورصة يؤكدون أن الأسهم مرتفعة بشكل كبير لا يعكس النمو الاقتصادي الحقيقي، والبعض كان يرى أنه مازال هنام بعض الوقت للقفز وتحقيق ربح سريع قبل الانهيار، فيما يرى أخرون إنه من الأفضل اللعب بحذر لكن الجميع يتفق على أن الأمر لن يستمر على هذه الحالة للأبد.
ويكفي النظر لما قاله دونالد ترامب في مناظرته أمام هيلاري كلينتون قبل الانتخابات حيث قال أمام الجمهور “صدقوني نحن في فقاعة الأن والشئ الوحيد الذي يبدو جيدا هو أسهم البورصة ولكن إذا ارتفعت الفائدة قليلا فسوف ينهار كل شئ”.
خلفيات الهبوط الدراماتيكى
رصدت عدة تقارير غربية في الصحافة البريطانية والمواقع الإخبارية الاقتصادية، فإن الأشياء العشرة التي يتوجب معرفتها عن الأسواق صباح الثلاثاء هي ما يلي:
أولاً: سجل مؤشر “داو جونز” أكبر هبوط خلال يوم واحد في تاريخه، وذلك في تداولات الاثنين، حيث فقد 1500 نقطة، وفقد بذلك في يوم واحد كافة المكاسب التي سجلها خلال عام كامل.
ثانياً: المستثمرون في الولايات المتحدة تدافعوا للهروب من أسواق الأسهم إلى الملاذات الآمنة، وتحديداً نحو سندات الخزانة الأميركية طويلة الأمد (لأجل 10 سنوات).
ثالثاً: أجهزة الكمبيوتر والأنظمة الآلية في البورصة الأميركية لعبت دوراً في الهبوط الدراماتيكي الذي شهدته الأسواق، فالعديد من الخبراء قالوا إن “ثمة مشكلة آلية” وبعض الوسطاء تحدثوا عن أن الأنظمة لم تحتمل “التدافع السريع على البيع” من قبل المستثمرين.
رابعاً: الأسواق الأميركية شهدت الاثنين “موجة طال انتظارها من التقلب”، كما قال بعض الخبراء والوسطاء، حيث إن “مؤشر التقلب” بلغ مستوى قياسياً عند 84%، وهو مستوى من التقلب في الأسعار لم تشهده الأسواق الأميركية منذ العام 1990!
خامساً: الكارثة التي أصابت أسواق الأسهم الأميركية تفاقمت أيضاً بسبب حالة “التوتر” التي أصابت كبار المستثمرين في العالم والتي لم تشهد الأسواق لها مثيلاً منذ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة قبل أكثر من عام، وذلك بحسب ما قال مدير استراتيجيات الأسهم الأميركية في “جولدمان ساكس” ديفيد كوستن.
سادساً: “المذبحة المالية” التي شهدتها أسواق الأسهم العالمية طالت آسيا صباح الثلاثاء مع هبوط مؤشر “نيكي” الياباني بأكثر من 6%، ودخول الأسهم اليابانية في موجة تصحيح سعري.
سابعاً: سوق العملات الرقمية المشفرة شهد “حمام دم” هو الآخر، حيث هبط سعر “بيتكوين” الى مستويات الستة آلاف دولار، ليكون بذلك فقد نحو 70% من قيمته منذ بلغ أعلى مستوى له مقترباً من 20 ألف دولار في شهر ديسمبر الماضي.
ثامناً: الصين وجهت الضربة الأقسى لأسواق العملات الرقمية المشفرة، حيث قال بنك الشعب الصيني إنه سيحظر كافة منصات التداول المحلية والأجنبية لهذه العملات.
تاسعاً: استبعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي “بشكل قاطع” البقاء مع أوروبا ضمن “اتحاد جمركي”، وهو ما أشعل مخاوف جديدة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتأثيرات ذلك على الاقتصاد الأوروبي والعالمي معاً.
عاشراً: شركة “تويوتا موتور”، وهي أحد أهم وأكبر صانعي السيارات في العالم، قالت الثلاثاء إن الأرباح التشغيلية للشركة ارتفعت بنسبة 54% خلال الربع الثالث من عامها المالي، وذلك بسبب الأداء القوي لها في اليابان، إضافة الى أن ضعف سعر الين الياباني دعم من مبيعاتها، وهو ما دفع الشركة في النهاية إلى توقع الارتفاع في أرباحها العام الحالي. وهذا الخبر الإيجابي ربما يكون الوحيد وسط جملة الأخبار السلبية التي تغرق بها أسواق الأسهم في العالم.
النفط يتفاعل يهبط أكثر من 1%
تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1% اليوم الثلاثاء لتواصل النزول الذي شهدته في الجلسة السابقة، مع هبوط الأسواق المالية العالمية في أعقاب واحدة من أكبر الخسائر التي سجلتها وول ستريت خلال التعاملات على الإطلاق.
وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 66.91 دولار للبرميل، بانخفاض 71 سنتا أو 1.1% عن التسوية السابقة. ويقل هذا السعر أكثر من 4 دولارات عن أعلى مستوى في 2018 الذي سجله الخام الشهر الماضي.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 63.46 دولار للبرميل، متراجعا 69 سنتا أو 1.1% عن التسوية السابقة ومنخفضا أكثر من 3 دولارات عن أعلى مستوى منذ بداية 2018.
وقال محمد الشطي، خبير نفطي أن السوق النفطية متماسكة بفعل تحسن وتعافي أساسيات السوق بشكل كبير مع وصول مستويات المخزون بحدود 60 مليون برميل. وأضاف أن أسعار النفط تبقى مدعومة لكن قوة الدولار قد يؤثر سلباً على أسعار النفط في المرحلة القادمة.
وأضاف الشطي “أن الأسواق مقبلة على حركة تصحيح لكنها ستعاود النمو خصوصاً أننا مقبلون على اجتماع اللجنة الفنية في أوبك لتعطي نسبة إلتزام الأعضاء بمساعي خفض الإنتاج”.
أضف تعليق