تقارير

العاصمة الإدارية الجديدة …حلم مصري أصبح واقعًا ملمومساً

العاصمة الإدارية ..حلم يراود جموع المصريين وذلك منذ أن أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد بمدينة شرم الشيخ في مارس 2015، بتكلفة 45 مليار دولار ، مؤكدًا أن مصر تستهدف الانتهاء من المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة بحلول عام 2018، فيما تنتهي من كامل المراحل في غضون 5 إلى 6 سنوات .

وبالفعل استطاعت الحكومة المصرية متمثلة فى وزارة الإسكان من تنفيذ هذا المخطط لتصبح لمصر عاصمة إدارية عالمية تتنافس على الإستثمار بها العديد من الشركات العقارية ، تؤسس لحضارة مصر العريقة وتعمل على تخفيف الضغط على المناطق الحضرية والتاريخية الحالية بالقاهرة وتعزيز وتطوير الإمكانات الاقتصادية للبلاد والعمل على تنوعها.

“مدبولي”: سيذكرنا الأحفاد بما حققناه من طفرة عقارية في وقت قياسي

و أكد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، خلال مشاركته في الاحتفال بوضع حجر أساس العاصمة الإدارية الجديدة، أن العاصمة الإدارية الجديدة أول مشروع يتم تنفيذه في وقت قياسي، وذلك طبقاً لتنفيذ توجيهات السيد الرئيس، لتنفيذ المشروعات التنموية والعمرانية المختلفة بأعلى جودة وبأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن، موضحا أن التاريخ سينصفنا، وسيذكرنا الأحفاد بما حققناه من طفرة عقارية في وقت قياسي.

لماذا عاصمة جديدة ؟

وتساءل وزير الإسكان .. لماذا نحتاج لمدينة جديدة؟! .. أو لعاصمة إدارية جديدة؟ موضحاً أن عدد سكان القاهرة الكبرى سيصل من 18 إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2050، وسيبلغ عدد سكان الحضر ضعفي عدد سكان الريف خلال الفترة من 2015/2030، وستصل نسبة السكان في المناطق الحضرية بحلول عام 2050 إلى أكثر من 60 % بينما تبلغ حالياً 40 %، ولذا وجب إيجاد رؤية جريئة لمركز حضري جديد للعاصمة، وتخفيف الضغط على المناطق الحضرية والتاريخية الحالية بالقاهرة، وتعزيز وتطوير الإمكانات الاقتصادية للبلاد والعمل على تنوعها.

استيعاب 6.5 مليون نسمة

وتناول الدكتور مصطفى مدبولي معايير اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة، حيث أشار إلى أن مساحتها تبلغ 170 ألف فدان، ومن المقرر أن تستوعب 6.5 مليون نسمة، وتقع على بعد 32 كم من مطار القاهرة، و45 كم من وسط القاهرة، و80 كم من السويس، و55 كم من شمال غرب خليج السويس والعين السخنة.

وأوضح وزير الإسكان أن المشروع تعرض لهجوم كبير في بداية تنفيذه، لكن اتضح للجميع الحاجة الملحة للعاصمة الإدارية وغيرها من المدن الجديدة لاستيعاب الزيادة السكانية الهائلة، فمثلاً مدينة القاهرة لا تتعدى 95 ألف فدان، وهي مكتظة بالسكان، بينما مساحة العاصمة الإدارية 170 ألف فدان، مؤكداً أن العاصمة الإدارية ستخدم كل فئات المصريين، فهي ليست مقصورة على فئة واحدة، ونحن حريصون على توفير مستوى جودة الحياة لكل المصريين.

 

إتجاه لنقل كافى الأجهزة والمباني الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: سيتم نقل الأجهزة والمباني الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وقد روعي في تصميم المدينة، أن يتوسطها النهر الأخضر، وتكون جميع أحياء المدينة مرتبطة به، وذلك محاكاة لنهر النيل الذي يتوسط مدينة القاهرة، كما روعي في تصميم طرق العاصمة الإدارية، أن تستوعب الحركة المرورية لأكثر من 150 عاماً مقبلاً، ولأول مرة يتم تنفيذ أنفاق للبنية الأساسية كما هو الحال في المدن العالمية، تجنباً لتكسير الشوارع في حالة صيانة المرافق أو الإضافة إليها.

“الإسكان”: نقدم  للعالم نموذجاً حضارياً وإنسانياً لبنية حياتية بمفهوم مبتكر

وأضاف: نهدف لإنشاء مدينة مصرية عصرية حديثة، تؤسس لحضارة مصر العريقة، وتقدم للعالم نموذجاً حضارياً وإنسانياً لبنية حياتية بمفهوم مبتكر، وتنمية عمرانية متكاملة تسمو بحياة كريمة، وعدالة اجتماعية متواصلة، وخدمات إنسانية كريمة، وتنمية مستدامة صديقة للبيئة، تحترم شخصية الزمان والمكان، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تحقق العاصمة الإدارية الجديدة 7 أهداف، وهي: أن تكون مدينة خضراء يبلغ فيها نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمفتوحة، المعايير العالمية لجودة الحياة (15 م2/فرد)، ومستدامة تُستخدم بها محددات الاستدامة فى الطاقة وتدوير المخلفات، ويتم تغطية 70 % من أسطح مبانيها بوحدات الطاقة الشمسية، كذلك تكون مدينة للمشاة ويُراعى بها تواصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشاة والدراجات، ويتم تخصيص 40 % من شبكة الطرق بها للمشاة والدراجات، ومدينة للسكن والحياة، وبها 35 % إسكان عالى الكثافة، و50 % إسكان متوسط الكثافة، و15 % إسكان منخفض الكثافة، حيث إن 30 % من مساحة المدينة مخصص للسكن والحياة ومن المقرر أن يكون به 1.5 مليون وحدة سكنية، وأن تكون مدينة متصلة يُراعى بها تدرج جميع شبكات النقل والمواصلات (قطار – مترو – ترام – تروللى – باص – تاكسى)، ومدينة ذكية تُقدم جميع خدماتها إلكترونياً، كما تُغطى المدينة بشبكة المعلومات العالمية، وتكون مدينة للأعمال وتُعد مركزاً للمال والأعمال يخدم إقليم القاهرة الكبرى، وإقليم قناة السويس، ويتم تخصيص 30 % منها لخدمة قطاع الأعمال والمال.

وتناول وزير الإسكان المخطط الاستراتيجي للمدينة، واستعمالات الأراضي بها، حيث تبلغ مساحة المدينة 714 كم2، وسيتم تخصيص 30 % من المدينة لخدمة قطاع الأعمال (مدينة المال والأعمال)، لخدمة إقليم القاهرة الكبرى، وإقليم قناة السويس، وتخصيص 25 كم2 للحديقة المركزية والنهر الأخضر، كما ستضم المدينة 20 حياً سكنياً تتسع لنحو 6.5 مليون نسمة، ومطارا دوليا بمساحة 33 كم2، وشبكة طرق رئيسية بطول 650 كم.

مسارات النقل الجماعى المقترحة بالعاصمة الجديدة

واوضح الوزير أن مسارات النقل الجماعى المقترحة، تضم خطوط السكك الحديدية، والمترو، والمونوريل، وغيرها، وبالفعل بدأت وزارة النقل في تنفيذ خط القطار الكهربائي السلام / العاشر من رمضان، وسيتم ربط العاصمة الإدارية بشبكة النقل الجماعي والسكة الحديد، ومونوريل العاصمة / القاهرة الجديدة، كما سيتم ربط العاصمة الإدارية بالمدن الجديدة بشبكة سكك حديد الجمهورية بطول 534 كم، على 3 أجزاء، وهي: الأول: من العاصمة الإدارية إلى مدينة 6 أكتوبر ومحور روض الفرج بطول 122 كم، والثاني: من مدينة 6 أكتوبر إلى مدينة العلمين بطول 221 كم وتفريعة الإسكندرية بطول 99 كم، والثالث: من العاصمة الإدارية إلى منطقة وميناء السخنة بطول 92 كم.

مراحل تنمية العاصمة الإدارية

واستعرض وزير الإسكان مراحل تنمية العاصمة الإدارية، وهي 3 مراحل، الأولي بمساحة 40 ألف فدان، وتضم (النهر الاخضر والواحة – منطقة المال والاعمال – مدينة الفنون والثقافة – الحي الحكومي “مجمع الوزارات” – منطقة المستثمرين – الحي الدبلوماسي “حي السفارات”)، والثانية بمساحة 47 ألف فدان، والثالثة بمساحة 97 ألف فدان.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن تنفيذ هذا الحلم “العاصمة الإدارية” بدأ منذ شهر مايو 2016، والآن أصبح واقعاً ملموساً.

وأوضح الوزير أن مساحة الحي السكني الثالث، الذى تشرف على تنفيذه وزارة الإسكان، تبلغ 1000 فدان، وينقسم إلى 8 مجاورات تشمل مناطق فيلات (328 فيلا)، وعمارات سكنية (699 عمارة – 19984 وحدة)، وتاون هاوس (157 مبنى – 624 وحدة)، ومناطق سكنية تجارية (140 عمارة – 3360 وحدة سكنية – 1120 وحدة تجارية)، ليصل إجمالي الوحدات بالحى الثالث 25416 وحدة سكنية وتجارية، بجانب مبانى الخدمات المختلفة، مشيراً إلى أن منطقة الأعمال المركزية تضم 20 برجاً ( سكني – اداري – خدمات – تجاري )، بمساحة 1.7 مليون م 2 مسطحات بنائية، ومنها أعلي برج في افريقيا بارتفاع 345 م.

إنشاء مدينة الفنون والثقافة

وأضاف وزير الإسكان: سيتم تنفيذ مدينة الفنون والثقافة بالشراكة بين وزارتي الدفاع والإسكان، ومن المقرر تنفيذها خلال 30 شهراً، وتضم (قاعة احتفالات كبري تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات – المسرح الصغير بقاعتين تستوعبان 750 شخصا للعروض الخاصة – مسرح الجيب ويستوعب 50 شخصاً ومسرح الحجرة – مركز الابداع الفني لشباب المبدعين – قاعة عرض سينمائي يتم ربطها بالاقمار الصناعية، وثلاث قاعات للتدريب – استوديو تسجيل صوتي مجهز بأحدث التقنيات – متحف تاريخ الاوبرا ومتحف مفتوح للفن الحديث – مكتبة موسيقية و مكتبة مركزية تسع 6000 شخص – ومدينة الفنون، وبها (رسم – نحت – موسيقي – تمثيل – رقص – ادب – الشعر)، موضحاً أن النهر الأخضر يبلغ طوله 35 كم، و50 % منه للاستثمار، ويضم عدداً من المتنزهات والحدائق، والملاهي والخدمات المختلفة.