طيران

الصين تسعى إلى انتزاع حصة في سوق الطيران العالمي من “إيرباص” و”بوينج”

أعلنت شركة الطيران التجاري الصينية “كوماك” قبل أيام تلقيها 730 طلبًا مسبقًا للحصول على طائرة الركاب الضخمة محلية الصنع “سي 919″، وهذا الحجم من الطلب ربما لن يكون كافيًا لإثارة مخاوف “إيرباص” أو “بوينج”.

 

لكن على أي حال تقدر “بيونج” حاجة الخطوط الجوية الصينية وحدها لنحو 5420 طائرة جديدة بحلول عام 2036، ومع ذلك فإن الشركة الصينية بهذه الطائرة الجديدة تنذر بإنهاء احتكار ثنائي صناعة الطائرات، بحسب تقرير لـ”بلومبرج”.

 

مخاوف وآمال

– معظم طلبات “سي 919” تأتي من الشركات الصينية المملوكة للدولة، والتي ربما ما كانت لتشتريها لو كان الخيار بيدها، فالطائرة قديمة من الناحية التكنولوجية، وتأخر إطلاقها مرارًا، ومن غير المرجح دخولها الخدمة قبل 2020.

– الطائرة أرخص 10% من النماذج المنافسة لها، وصممت لتلائم السوق المحلي والأسواق الناشئة الأخرى، أملًا في الاستفادة من ازدهار أعمال السفر جوًا وفي ظل قواعد تنظيمية أقل صرامة عما تشهده البلدان المتقدمة.

– تأمل الشركة في قيادة المشغلين المهتمين بخفض التكلفة في آسيا وإفريقيا للطلب على الطائرة للاستفادة من سعرها المنخفض حتى لو كانت التكنولوجيا المستخدمة بها ليست متطورة بشكل كاف.

– لدى الشركات الصينية سجل حافل بالنجاح في اقتناص الحصص السوقية، لما تقدمه من منتجات تلبي احتياجات المستهلكين في العالم النامي، الذي يراها مصدرًا للسلع الأقل تكلفة والموجهة للمناطق الأكثر فقرًا.

– على سبيل المثال، ارتفعت حصة الصين من واردات كينيا إلى 23% من 12% خلال الفترة من عام 2012 إلى 2014، ما أدى لهبوط أسعار السلع المصنعة محليًا في البلد الإفريقي بنسبة 10%.

النهج الصيني للتوسع

– خلال الربع الأول من العام الجاري، استحوذت الصين على 51% من سوق الجوالات الذكية الهندي، متفوقة على علامات عالمية شهيرة لكن أكثر تكلفة مثل “سامسونج إلكترونيكس” و”آبل”.

– بدأت الشركات الصينية إثبات قدرتها على الابتكار، فعلى سبيل المثال، أمضت شركة “Sany Heavy Industry” التي تعد أكبر مصنع للمعدات الثقيلة في البلاد، العقود الثلاثة الماضية في تطوير وبيع حفارات منخفضة الحجم وشاحنات إسمنت.

– بدلًا من تحدي المنافسين الدوليين مثل “كاتربيلر” في الجودة أو التكنولوجيا، ركزت “ساني” على اكتساب حصتها عبر تقديم سعر مناسب، واستغلال التمويل الرخيص والعلاقات المحلية، وكل ذلك بدعم وتوجيه الحكومة الصينية.

– سمح هذا النهج لشركات مثل “ساني” بالنمو سريعًا وتحقيق انتشار أوسع وأخيرًا الاستثمار في البحث والتطوير.

– أصبحت “ساني” وغيرها من صناع المعدات الصينيين أكثر قدرة على تضييق الفجوة النوعية مع المنافسين واستقطاب العملاء في البلدان المتقدمة وحتى من يستهدفون الجودة المرتفعة، بما في ذلك كبرى شركات التعدين العالمية.

المنافسة ممكنة ولكن..

– تخطط الحكومة الصينية لاتباع نهج مماثل لما تبنته مع “ساني” عند طرح الطائرة “سي 919″، التي بدأ العمل عليها عام 2008 في إطار خطة طويلة الأمد لتمكين صناعة الطيران في الصين من منافسة “إيرباص” و”بوينج”.

– المكونات الأكثر أهمية في “سي 919” تشمل المحركات ومعظم الإلكترونيات، وهي مصنعة من قبل شركات غير صينية لديها خبرة طويلة في أعمال الطيران والفضاء.

– بينما “كوماك” لا تملك تاريخًا طويلًا مثل “بوينج”، عكس تأخر إطلاق الطائرة ميل الشركة الصينية لاستغراق المزيد من الوقت في التعلم بدلًا من الاندفاع، علمًا بأنها تملك رفاهية الوقت والإنفاق بفضل الدعم الحكومي.

– إذا كان من المرجح أن تحافط “بوينج” و”إيرباص” على مكانتهما في السوق، يتوجب على العالم النامي أن يقود طلبًا قويًا على “سي 919” ليجعل من “كوماك” بديلًا بمقدوره تقديم أسعار مقبولة.