خطت دولة الإمارات، خطوات فعلية وجادة لبناء قاعدة رقمية، ومرافق ذكية واعدة، تبرز في العديد من المواقع بالعاصمة أبوظبي في مدينة مصدر وفي دبي، من خلال العديد من المواقع والمجالات، بحسب رامز شحادة، نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإداري لشركة «بوز ألن هاملتون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
أضاف شحادة يسعى المسؤولون في مدينة مصدر نحو الابتكار بجدية، وقد قاموا بخطوات مهمة نحو بناء مرافق ذكية في مجالات متنوعة كإدارة النفايات ومواقف السيارات، فيما أوشكت دبي على إنجاز نموذجها للتحول إلى مدينة ذكية بشكل كامل.
وقال شحادة: إن قيمة سوق الخدمات الرقمية العالمية يتوقع أن يصل إلى 1.2 تريليون دولار العام 2018، وعلى الرغم من توقع تشكيل المنطقة، ومن ضمنها منطقة الخليج العربي، نسبة 2 % فقط من تلك القيمة، إلّا أن التوقعات تشير كذلك إلى أن الرقمنة ستعزز الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ 5.5 مليار دولار في دبي وحدها خلال 5 سنوات مقبلة.
وأكد شحادة أنه وبمجرد استحداث مصدر غني من المعلومات القابلة للمشاركة، ستتمكن دول الخليج العربي من المنافسة لتحقيق مكانتها في أعلى قائمة المدن الذكية، ورغم أن المسيرة في هذا الاتجاه لا تزال طويلة، لكن دبي بدأت بمواجهة التحدي من خلال طرح قانون دبي للبيانات 2016، هذا القانون الجديد، يتطلب من الأفراد والمؤسسات في القطاعين العام والخاص توفير بياناتهم، إما بشكل مجاني أو مقابل بيانات من مصادر تزويد أخرى.
وقال شحادة: إن دبي كانت قد قامت بخطوات في هذا الاتجاه بالإعلان عن تشكيل المجلس العالمي لتقنية بلوك تشين وتطوير متحف المستقبل، وهو متحف تكنولوجي يستطلع ويبحث في التوجهات والابتكارات الناشئة.
وأشار شحادة إلى أن التقرير الحديث الصادر عن «بوز ألن هاملتون» قد أوضح أن تقنيات «بلوك تشين» الجديدة والناشئة تعد أساسية لدعم وتحقيق الاقتصاد الرقمي في المنطقة، فيما تضمن في الوقت نفسه حماية فعالة بمواجهة التهديدات المتنامية في أمن البيانات والجريمة الإلكترونية.
وأوضح أن التقرير الصادر تحت عنوان: «تقنية بلوك تشين – هل يمكن للاقتصاد الرقمي أن يزدهر من دونها؟» قد أشار إلى أنه، ومع سعي الحكومات في بلدان الخليج العربي إلى استحداث بعض من أذكى المدن في العالم وسط ثقافة الابتكار، يمكن أن توفر تكنولوجيا «بلوك تشين» وسائل سلسة وفعالة لحماية المدن الذكية وإتاحة تطورها، وتشفير أنظمة المعاملات الرقمية وتطوير نظام بيئي جديد للدفع بالاقتصاد نحو النمو.
وتساعد تكنولوجيا «بلوك تشين» التي كانت تعرف بسجل المعاملات بيتكوين، على الحفاظ على قوائم مقاومة للتلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، وتتيح تبادلاً آمناً للمواد القيمة كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات.
وخلافاً لأنظمة التجارة التقليدية، لا حاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل، بل تقوم كل الجهات بالتعامل مباشرة مع بعضها البعض.
وقال نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإداري ل«بوز ألن هاملتون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» والمشارك في وضع التقرير: إن تكنولوجيا «بلوك تشين» تدعم القدرة على التطبيق في العالم الحقيقي عبر مجموعة من القطاعات من الرعاية الصحية إلى السيارات والقطاع المالي، وتساعد الحكومات الإقليمية على استخراج قيمة ملموسة من الكميات الهائلة من البيانات التي يمكن استخدامها لتلبية متطلبات المستهلكين المتغيرة باستمرار بتكاليف إضافية ضئيلة.
أضف تعليق