أسواق تقارير رئيسي

الذهب يواصل التحليق في 2025… هل يستمر الصعود في النصف الثاني؟

سجّل الذهب ارتفاعًا تاريخيًا خلال النصف الأول من عام 2025، متجاوزًا حاجز 3,390 دولارًا للأونصة في منتصف يوليو، وهو أعلى مستوى في تاريخه، مدفوعًا بارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة، وتزايد مشتريات البنوك المركزية، وسط اضطرابات سياسية واقتصادية عالمية متزايدة.

وقالت وكالة “بلومبرغ” في تقرير حديث، إن الذهب ارتفع بنسبة تقارب 29% منذ بداية العام، متجاوزًا معظم الأصول التقليدية، بما في ذلك الأسهم والسندات.

أسباب الصعود
وفقاً لتحليلات صادرة عن مؤسسات مالية كبرى، من بينها “غولدمان ساكس” و**”جيه بي مورغان”** و**”UBS”**، فإن هناك عدة عوامل رئيسية تقف وراء صعود الذهب، من أبرزها:

ارتفاع مشتريات البنوك المركزية بنسبة 14% في الربع الأول من 2025، مع توجه متزايد من دول الشرق الأوسط وآسيا لتقليل الاعتماد على الدولار.

تزايد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا وبحر الصين الجنوبي، ما عزز الطلب على الأصول الآمنة.

توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بدءًا من الربع الثالث من العام، في ظل تراجع التضخم، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية.

توقعات الأسعار عالميًا
تباينت توقعات المؤسسات الاستثمارية الكبرى حول مستقبل الذهب خلال النصف الثاني من 2025:

غولدمان ساكس: توقعت أن يتراوح سعر الذهب بين 3,400 و3,600 دولار للأونصة بنهاية العام، بدعم استمرار الطلب المؤسساتي وتراجع الفائدة.

جيه بي مورغان: وضعت سيناريو متفائل بوصول الذهب إلى 3,700 دولار حال تصاعد التوترات السياسية أو تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

UBS: ترى أن الذهب قد يتراجع إلى حدود 3,000 دولار إذا تحسنت مؤشرات النمو العالمي أو هدأت الأوضاع الجيوسياسية.

أسواق الذهب في العالم العربيالخليج:
في دول الخليج، بقيت الأسعار مستقرة نسبيًا نظرًا لربط العملات بالدولار، لكن الإقبال على شراء السبائك والذهب الخام في الإمارات والسعودية شهد نموًا ملحوظًا، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي.
كما شهدت السوق المصرية تقلبات حادة متأثرة بأسعار الأوقية عالميًا، إلى جانب تراجع الجنيه أمام الدولار.

في العراق ولبنان، يعاني السوق من اضطرابات سعرية نتيجة تقلبات النقد المحلي. أما في الجزائر والمغرب، ظل الطلب متزايدًا على المشغولات الذهبية رغم التحديات الاقتصادية المحلية.

ماذا ينتظر السوق العربي في النصف الثاني من 2025؟
تشير التوقعات إلى أن الأسواق العربية ستواصل التأثر بشكل مباشر بأسعار الأوقية عالميًا، في ظل تراجع الإنتاج المحلي واعتماد السوق على الاستيراد.

ومن المتوقع أن تزداد وتيرة الإقبال على الذهب كملاذ آمن في حال تصاعد التوترات الإقليمية، أو اتخاذ البنوك المركزية العربية قرارات تؤثر على السيولة النقدية.

كما تترقب الأسواق القرارات القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي سيكون لها أثر مباشر على أداء الدولار ومن ثم أسعار الذهب.

رغم الارتفاعات القياسية، لا تزال الأسواق العربية والعالمية تتعامل مع الذهب بحذر وترقّب، وسط تقلبات مستمرة في المشهد الاقتصادي العالمي.وتبقى التحركات القادمة مشروطة بسيناريوهات معقدة تتعلق بأسعار الفائدة، والاستقرار الجيوسياسي، والسيولة النقدية في الأسواق الناشئة.