اقترب الدولار الأمريكي من تحقيق طفرة تاريخية بعد أن توقع استراتيجيون أن تواصل العملة الأمريكية ارتفاعها مقابل سلة من العملات الأخرى خلال عام 2016، لترتفع بذلك قيمة الدولار للعام الرابع على التوالي.
وأفادت دراسة أجرتها شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية بأن العام الجاري سيشهد تفوق الدولار على سبع من العملات الرئيسية الأخرى نظرا لاعتزام البنك الفيدرالي الأمريكي الاستمرار في سياسة رفع سعر الفائدة، في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأخرى للابقاء على مستوى سعر الفائدة كما هو أو تخفيضه.
وقالت “بلومبرج” إن موجة صعود الدولار التي بدأت خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس باراك أوباما تعد ثالث أقوى موجة صعود للعملة الأمريكية، بعد الطفرتين في عهد الرئيسين الأسبقين رونالد ريجان وبيل كلينتون، اللتين ارتفعت فيهما قيمة الدولار لفترة تخطت أربع سنوات متتالية.
وتوقع خبراء ومحللون أن ينهي الدولار الأمريكي عام 2016 مرتفعا في مقابل عملات منافسة باستثناء الدولار الكندي والجنيه الإسترليني والكرون النرويجي، وأن يحقق الدولار الأمريكي خلال العام الجاري أرباحا كبيرة مقابل الدولار النيوزيلاندي والدولار الأسترالي والفرنك السويسري.
وكانت قيمة الدولار الأمريكي قد ارتفعت في ست سنوات متتالية منذ عام 1979 وحتى عام 1984، وهي الفترة التي شهدت تولي ريجان منصب الرئيس الأمريكي بدءا من عام 1981، وقام خلالها بخفض الضرائب بالتزامن مع قيام البنك الفيدرالي برفع سعر الفائدة.
وفي عام 1996 بدأ الدولار موجة صعود قوية في عهد الرئيس كلينتون استمرت ما يقرب من 6 سنوات أيضا حتى عام 2001، وهي الفترة التي شهدت نموا كبيرا للاقتصاد الأمريكي.
أما موجة الصعود الحالية للعملة الأمريكية فقد بدأت عام 2013، بعد أن أنهى البنك الفيدرالي اجراءات التحفيز الاستثنائية التي تم اقرارها في فترة الركود بين عامي 2007 و2009 على نحو عزز التوقعات بإقدام البنك على رفع سعر الفائدة مستقبلا، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع قيمة الدولار.
وكان البنك الفيدرالي قد رفع سعر الفائدة الشهر الماضي بمعدل 0.25% لأول مرة منذ ما يقرب من عقد كامل، وفتح الباب أمام احتمالات رفع سعر الفائدة بالمعدل ذاته أربع مرات خلال العام الجاري في حال استمرار نمو الاقتصاد الأمريكي.
أضف تعليق