تقارير

الحقول الإفريقية ..هل تحدث طفرة بسوق النفط العالمية ؟

تشير بيانات  إلى أن منصات التنقيب البحرية في جميع أنحاء إفريقيا بلغت أعلى مستوياتها في عامين، فيما تتوقع “ريستاد إنرجي” حفر 30 بئرًا استكشافية بحرية في المنطقة هذا العام، مقارنة بنحو نصف ذلك المستوى في 2017، وإذا بقيت الأسعار في مكانها ربما تضيف الشركات الكثير من الإمدادات النفطية والغازية إلى السوق العالمي عبر الحقول الإفريقية.

إذ أن هناك ما لا يقل عن 41 مليار برميل من النفط الخام غير المستغل في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية، وفقًا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ونظرًا لهذه الاحتياطيات الكبيرة، تهافتت شركات النفط على تراخيص التنقيب في المنطقة خلال فترة الانكماش، أملًا في الاستفادة منها بعد انتعاش الأسعار، بحسب تقرير لموقع “أويل برايس”.

توسعت شركات مستقلة مثل “تولو أويل” و”كوزموس أويل” في المنطقة جنبًا إلى جنب مع شركات كبرى مثل “بي بي”، والآن بدأت هذه الكيانات تسرع خططها لبدء التنقيب عن النفط في القارة السمراء.

 

أوغندا هي واحدة من البقاع الواعدة في المنطقة، وقد رحبت الدولة الحبيسة، والوافدة للتو على الساحة النفطية، بتواجد “تولو أويل” و”توتال” والمؤسسة الوطنية الصينية لأعمال النفط البحرية للتنقيب عن الخام في أراضيها الغنية به. تتوقع حكومة البلاد استقطاب استثمارات تتراوح قيمتها بين 15 إلى 20 مليار دولار في صناعاتها النفطية خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، وتخطط لبناء خط أنابيب إلى الساحل التنزاني، ومصفاة لتكرير النفط، رغم أن إنتاج الخام لم يبدأ بعد.

 

السنغال هي محور اهتمام آخر، وتتبنى الدولة مشروعا يحمل الاسم “سني” بالتعاون مع الشركة الأسترالية للتنقيب “فار” والتي تقول إن المشروع يستهدف ثلاثة تجمعات نفطية بحرية تحتوي على ما يصل إلى 1.5 مليار برميل من الخام.من المتوقع صدور قرار الاستثمار النهائي في المشروع خلال العام المقبل، ويُعتقد أن المرحلة الأولى منه ستُدر نحو 240 مليون برميل.

أما في الجارة السنغالية، يبدو أن أعمال الغاز واعدة أكثر من النفط، حيث يجرى حاليًا التجهيز لإخراج حقل النفط الوحيد المنتج من الخدمة وهي منتج كبير محتمل للغاز، حيث تتوقع شركتا “بي بي” و”كوزموس” (الشركتان ساهمتا في اكتشاف تجمعات غازية في قاع البحر تمتد إلى الحدود المائية لموريتانيا) صدور قرار استثماري نهائي بشأن مشروعهما بحلول نهاية 2018، على أن يبدأ الإنتاج منه أول عام 2021.

نامبيا تصر على الدخول فى الصناعة  حيث أعلنت شركة “تولو أويل” مؤخرًا بدء التنقيب في أحد الحقول على الساحل الناميبي، في مثال على بلد لا يمتلك الكثير من النفط الخام لكنه يبدو مصمماً على اقتحام القطاع ، ومن المتوقع أن ينتج المشروع 124 مليون برميل. ودخلت “إكسون” مؤخرًا إلى ناميبيا، حيث اشترت الشهر الماضي حصة نسبتها 30% من حقوق مشروع للتنقيب البحري، ورغم أن البلاد لم يُكتشف فيها أي نفط بعد، فهناك نظرية تفيد بأن أحواضها البحرية تتشارك نفس الخصائص مع منطقتي “كامبوس” و”سانتوس” البرازيليتين الغنيتين بالنفط، وأن البلدين كانا جزءًا واحدًا قبل بضعة مليارات من السنين.

 

موريتانيا ستحظى هي الأخرى باهتمام أكبر من قبل اللاعبين في هذه الصناعة  إذ أن شركات النفط الكبرى، تسعى هي الأخرى لدخول المنطقة، وأعلنت “شل” في وقت سابق هذا العام عن فوزها بحقوق التنقيب عن النفط في موريتانيا لأول مرة في تاريخها،أهمية الغاز في المنطقة آخذة في التزايد، وإذا حققت نتائج الاستكشافات التوقعات المرجوة، فإن موريتانيا ستكون محل اهتمام  شركات النفط العالمية  ، بالإضافة إلى شركات “بي بي” و”إكسون” و”توتال” و”تولو” و”بتروناس” المتواجدة لديها بالفعل.

كينيا آفاق صناعة النفط بها تبدو مشرقة  حيث  عُثر على أول تجمع نفطي فيها عام 2012 من قبل “تولو أويل”، وفي يونيو/ حزيران من هذا العام بدأت الدولة الواقعة في شرق إفريقيا نقل النفط الخام في إطار مخطط تجريبي لشحن ألفي برميل يوميًا إلى ميناء مومباسا وتخزينها حتى يكون هناك ما يكفي لتحميل الناقلات للبيع في الخارج.

 

ومع ذلك يقلل خبراء  ما تردد عن ضخامة احتياطيات النفط والغاز فى أفريقيا جنوب الصحراء، وأنها ستعيد وضع القارة على خريطة إمدادات الطاقة العالمية ، مشرين إلى أن  وزن إفريقيا يظل محدودا نسبيا على الصعيد العالمى برغم ما لدى بعض دولها من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز مثلما هو الحال فى الجزائر أو موزمبيق مرورا بنيجيريا وأنجولا والسنغال وموريتانيا