ارتفعت أسعار النفط نحو 1%، بعد أن قالت إيران إنها احتجزت ناقلة نفط أجنبية في الخليج في ظل تصاعد التوترات بين طهران والغرب بشان سلامة الملاحة في مضيق هرمز وهو ممر حيوي لصادرات الطاقة، بحسب وكالة رويترز.
وصعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 43 سنتا إلى 57.21 دولار، وتراجع الخام 1.5 بالمئة في الجلسة السابقة و3% الثلاثاء الماضي.
وقالت إيران إن السفينة، التي لم تحدد هويتها، كانت تُهرب الوقود وتحمل مليون لتر أو ما يعادل نحو 6200 برميل.
وقالت إيران، إنها هي نفس السفينة التي جرى قطرها الأحد الماضي بعد أن أرسلت إشارة استغاثة. وقال مسؤولون أمريكيون، أمس الأربعاء إنهم غير واثقين مما إذا كانت ناقلة نفط جرى سحبها إلى المياه الإيرانية قد جرى التحفظ عليها أم إنقاذها، وفقا للوكالة.
هجوم على ناقلتي نفط
تسبب الهجوم على ناقلتي نفط الخميس الماضي، في إجلاء أكثر من 40 بحارا إلى الجنوب من مضيق هرمز وهو بوابة رئيسية لقطاع النفط.
وأبرزت سلسلة الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط، في خليج عمان، أهمية مضيق هرمز كممر دولي لنقل النفط للعالم.
ارتفاع علاوات التامين على الناقلات
ارتفعت علاوات التأمين على ناقلات النفط مع تزايد التوتر بين الخليج والغرب وإيران، حيث تضاعف بين 8 إلى 10 مرات، بحسب ما ذكره صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
يأتي ذلك في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وآخرها احتجاز إيران لناقلة سويدية تحمل العلم البريطاني. ويمر عبر مضيق هرمز ثلث إمدادات البترول المنقول بحراً، ما يجعله أكثر الممرات البحرية حيوية لقطاع نقل النفط.
عودة القوات الأمريكية للسعودية
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أنه يجري الآن نشر قوات أمريكية في السعودية للدفاع عن المصالح الأمريكية في مواجهة “تهديدات ناشئة جدية”.
ويأتي هذا التحرك وسط توتر متصاعد مع إيران بشأن سلامة خطوط الملاحة البحرية في الحليج.
كان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد وافق على “استضافة قوات أمريكية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وجاء الإعلان السعودي في إطار تحرك مشترك يستهدف تعزيز الأمن الإقليمي بعد تصاعد التوترات في المنطقة، وفقا لتصريحات صادرة عن وزارة الدفاع السعودية.
ولا توجد قوات أمريكية في السعودية منذ عام 2003 الذي انسحبت فيه هذه القوات بعد غزو العراق.
مخاطر على الناقلات البريطانية
عادت المخاطر على الناقلات البريطانية بعد الوعود الإيرانية بالرد على احتجاز ناقلتها النفطية في البحر المتوسط والتي اتهمت بتهريب الوقود إلى سوريا.
وتَجري محاولات دبلوماسية لاحتواء أزمة الاحتجاز المتبادل لناقلتي نفط إيرانية وبريطانية. وأجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وأعرب له فيها عن خيبة أمل شديدة لاحتجاز طهران ناقلة ترفع العلم البريطاني. وفيما تتجاهل طهران الدعوات الغربية المتكررة للإفراج عن الناقلة، نشر الحرس الثوري الإيراني لقطات مصورة تُظهر زوارق سريعة تقف بجوار الناقلة المحتجزة.
إيران تنفى تأثر صادراتها النفطية
قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، إن حوادث الناقلات في الخليج لم تؤثر حتى الآن على صادرات إيران النفطية.
وكانت نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريراً الأسبوع الماضي، أوضحت فيه أن “النفط الإيراني مازال يُهرّب إلى سوريا”، على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن تهريب النفط أدى لسحب نحو مليوني برميل يومياً من الأسواق العالمية “دون التسبب برفع أسعاره”.
وأوضحت أن 5 ناقلات نفطية إيرانية وصلت إلى ميناء بانياس السوري خلال أيار/مايو الفائت.
كما نوّهت الصحيفة إلى أن كل سفينة تحمل قرابة مليوني برميل من النفط، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار، تستلم “المصافي السورية النفط وتقوم بمعالجته واستخدام مشتقاته في إدامة العمليات العسكرية، وبيع الباقي للمواطنين”.
مضيق هرمز
يفصل مضيق هرمز المائي بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج بخليج عمان وبحر العرب. ويبلغ عرض المضيق 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه 3 كيلومترات في كلا الاتجاهين.
وبحسب شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية فإن نحو خمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر المضيق، أي نحو 17.4 مليون برميل يوميا في حين بلغ الاستهلاك نحو 100 مليون برميل يوميا عام 2018.
أعضاء “أوبك” تمر بـ “هرمز”
يمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ومع هذا التوتر ترتفع المطالبات العالمية بتوفير حماية دولية لحرية الملاحة البحرية في خليج عمان مع استمرار تهديدات إيران لأهم شريان بحري في العالم.
وفي حين تبدو الخيارات المتاحة لشركات الشحن في تأمين سفنها قليلة، يبدو أن تكلفة تهديدات إيران لحركة الشحن في المضيق ستقع على عاتق هذه الشركات.
تأمين الشحنات
تلجأ شركات الشحن وفي محاولة إلى لتأمين شحناتها من خلال توظيف حراس أمن على متن السفن, ولكن ذلك لا يضمن سلامة هذه السفن بالإضافة إلى تكلفته العالية.
كما أن مطالبات وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لشركات الشحن البريطانية بتجنب مضيق هرمز قد لا تحل المعضلة، خاصة في ظل توجه شركات الشحن بعيدا عن الناقلات البحرية الإنجليزية.
أضف تعليق