نزيف الخسائر الذى طال البيتكوين وأخواتها يشير إلى أن العملات الرقمية فى طريقها للانهيار وأن الفقاعة أوشكت على الانفجار فى ظل حالات التضييق الرسمى عليها
خطوط البيتكوين تشكل “صليب الموت”
وقالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، السبت، إن العملة الرقمية “بيتكوين” قد تواصل انهيارها المستمر حتى تصل إلى ما دون ثلاثة آلاف دولار.وكشف التحليل الفني لعروض أسعار سوق “بيتكوين”، السبت، احتمالية انهيارها إلى ما دون 2.8 ألف دولار.
وذكرت بلومبيرغ أن الخطين البيانيين لمتوسط قيمة 50 يوماً و200 يوم يمكن أن يتقاطعا ليشكلا ما يسمى بـ”صليب الموت” (Death Cross)، في إشارة واضحة إلى الانخفاض الحاد للعملة الإلكترونية.
ووفقاً للمحلل في شركة الأسهم “Market Securities Dubai” بول داي، فإنه مقارنة بمؤشرات نهاية فبراير، ستنخفض عملة بيتكوين بنسبة 76% عن قيمتها الحالية المقدرة بنحو 8100 دولار. ويشير موقع (lenta.ru) إلى أن شركة التأمين الكبرى في أوروبا (آليانز) أعربت، الأربعاء الماضي، عن رأيها بأن الفقاعة في سوق بيتكوين ستنفجر عاجلاً أم آجلاً.
وتعتقد إدارة شركة التأمين أن التكلفة الحقيقية لبيتكوين تساوي صفراً.
وحذر بنك غولد مان ساسكس (Goldman Sachs) الاستثماري، ، من أن تكلفة بيتكوين ستهبط في المستقبل القريب إلى ما دون أدنى مستويات شهر فبراير، مرجحاً انخفاض قيمتها لتصل إلى 5 آلاف دولار.
خسائر كبرى عقب إعلان جوجل حظر نشر إعلاناتها
وشهدت العملات الرقمية، وعلى رأسها “بيتكوين”، خسائر كبرى عقب إعلان أكبر عمالقة المواقع الإلكترونية حظر نشر إعلاناتها، مما دفع “بيتكوين” إلى ما دون مستوى 8 آلاف دولار ظهر الخميس، في ظل الضغوط المتوالية التي تعانيها العملات الرقمية، والتي كان أحدثها دعوة صندوق النقد الدولي إلى تحرك لضبط تداول هذه الأصول.
وكانت شركة “غوغل”، عملاق التصفح الإلكتروني على الإنترنت، قالت أول)، إنها ستحظر نشر إعلانات عن العملات المشفرة، ومنها عملة “بيتكوين”، على صفحاتها، في خطوة مشابهة لقرار اتخذه موقع “فيسبوك” في مطلع العام الجاري. ولن تسمح الشركة، اعتبارا من يونيو (حزيران) المقبل، بالترويج للعملات المشفرة وما يتصل بها، مثل الاتجار فيها أو بالمحفظة المالية التي تخزنها، سواء على صفحة بحث المحرك، أو على موقع “يوتيوب” التابع لـ”غوغل”.
ولم تعلن شركة “غوغل” عن الأسباب المباشرة التي دفعتها إلى اتخاذ هذا الإجراء، لكن المفهوم هو أن الشركة اتخذته احترازا من أي ثغرات تقوض أمن المستخدمين، علمًا أن الخطوة شكّلت ضربة كبرى للعملات الرقمية، خصوصًا أنها جاءت بالتزامن مع دعوة كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، المنظمين حول العالم لضبط تداول العملات الرقمية، قائلة إن هذه الأصول الافتراضية مثل “بيتكوين” يمكن استخدامها من قبل المجرمين والإرهابيين.
تسمح العملات المشفرة بتداول الأموال بعيدا عن رقابة المصارف الحكومية، ولكنها تخضع لمضاربة شديدة الخطورة وتُستخدم كثيرا في الابتزازات التي تهدف للحصول على فدية، وخلال الأشهر القليلة الماضية، حظرت مصارف في بريطانيا والولايات المتحدة على زبائنها استخدام بطاقات الائتمان لشراء عملة “بيتكوين”، وغيرها من العملات الرقمية، خشية أن يؤدي انخفاض أسعارها إلى عجز هؤلاء الزبائن عن الوفاء بديونهم. إضافة إلى رواج أنباء متوالية عن مساع في عدة دول لمحاصرة تعاملات العملات الرقمية، أو ضبطها قانونا.
الانفجار أمر حتمى
وبالتوازي، أكد تقرير اقتصادي صدر الخميس، عن شركة “آليانز غلوبال إنفستورز”، أن انفجار فقاعة العملات الرقمية مثل “بيتكوين”، “حتمي”، وإن كان توقيت الانفجار لم يتضح بعد، وذكرت شركة الخدمات الاستثمارية التابعة لمجموعة “آليانز” الألمانية، أكبر مجموعة تأمين في أوروبا والتي تدير نحو 500 مليون يورو، أن العملات الرقمية “عديمة القيمة”، حتى لو كانت تكنولوجيا البيانات التسلسلية (بلوكتشين) يمكن أن تحقق مكاسب كبيرة للمستثمرين.
وقال ستيفان هوفريختر، رئيس قطاع الاقتصادات العالمية والتخطيط في شركة الخدمات الاستثمارية: “من وجهة نظرنا، فإن قيمتها الحقيقية يجب أن تكون صفر، أي عملة (بيتكوين) ليست مسؤولة من أحد، على عكس السندات السيادية أو الأوراق المالية أو أوراق النقد على سبيل المثال، كما أنها لا تضمن أي دخل مستمر”، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، وأضاف أنه في حين يمكن للبعض القول إن الكلام نفسه ينطبق على الذهب، فإن المعدن الأصفر مقبول على نطاق واسع كمستودع للقيمة على مدى أكثر من 2500 سنة، مقابل أقل من 10 سنوات هي عمر “البيتكوين”. علاوة على ذلك، فإن العملات الرقمية أو الافتراضية تنطوي على كل المعايير الأساسية لأي فقاعة أصول، بما في ذلك المبالغة في التعامل عليها.
وأشارت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء الاقتصادية إلى أن المحلل هوفريختر انضم إلى فريق من المحللين الذين يشككون في قيمة العملات الرقمية، وقد اعتبر باحثو جامعة بيتسبورغ الأميركية أن هذه العملات عبارة عن “أصل بلا أي قيمة بالمقاييس التقليدية”، في حين وصفها المحلل الاقتصادي نوريل روبيني بأنها “أكبر فقاعة في تاريخ البشرية”. وقد فقدت العملة الرقمية عالميا أكثر من نصف قيمتها، مقارنة بأعلى مستوى لها على الإطلاق، حين شارفت “بيتكوين” على بلوغ مستوى 20 ألف دولار للوحدة الواحدة
العملات الافتراضية تواصل رحلة السقوط
ووصلت العملة الافتراضية، في ديسمبر 2017 إلى أعلى مستوياتها؛ عندما قاربت 20 ألف دولار.لكن كل العملات الرقمية بدأت تراجعاً حاداً أوائل 2018، ليستقر سعر بتكوين عند مستوى ثمانية آلاف دولار.
ومنذ بداية العام الجاري، تكبدت العملات الرقمية خسائر عنيفة بلغت نحو 294.8 مليار دولار بعدما تراجعت قيمتها السوقية من نحو 590.2 مليار دولار في تعاملات نهاية ديسمبر الماضي لتسجل نحو 295.4 مليار دولار في تعاملات صباح الأحد بنسبة تراجع تقدر بنحو 49.5%.
ووفقاً لموقع “coinmarketcap”، تراجعت عملة ” بيتكوين” التي تتصدر سوق العملات الرقمية من حيث القوة والانتشار بنسبة 60.47% منذ بداية العام وحتى صباح اليوم، بعدما تراجعت من مستوى 19528 دولار في نهاية ديسمبر الماضي لتسجل نحو 7718 دولارا في تعاملات صباح اليوم فاقدة نحو 11810 دولارات من قيمتها.
وهوت القيمة السوقية لعملة “بيتكوين” بنسبة 60% خاسرة نحو 196.4 مليار دولار بعدما تراجعت قيمتها السوقية من مستوى 327 مليار دولار في نهاية ديسمبر الماضي إلى مستوى 130.6 مليار دولار في تعاملات صباح الأحد.
وتراجعت عملة ” إيثريوم” بنسبة 28% بعدما انخفضت من نحو 719 دولارا في نهاية ديسمبر الماضي إلى مستوى 517 دولارا في تعاملات صباح اليوم فاقدة نحو 202 دولار.
وتراجعت قيمتها السوقية بنسبة 26.7% بعدما خسرت نحو 18.5 مليار دولار منخفضة من مستوى 69.3 مليار دولار في نهاية العام الماضي إلى مستوى 50.8 مليار دولار في تعاملات صباح اليوم.
وتراجعت عملة “ريبل” بنسبة 20% فاقدة نحو 0.15 دولار بعدما هوت من مستوى 0.75 دولار بنهاية ديسمبر الماضي إلى مستوى 0.60 دولار.
وهوت القيمة السوقية لعملة ” ريبل” من مستوى 29.2 مليار دولار إلى مستوى 23.6 مليار دولار خاسرة نحو 5.6 مليار دولار بنسبة تراجع تقدر بنحو 17.17%.
وتراجعت عملة “بيتكوين كاش” بنسبة 50.5% فاقدة نحو 932 دولارا بعدما انخفضت من نحو 1845 دولارا بنهاية العام الماضي إلى مستوى 913 دولارا.
وتراجعت القيمة السوقية لـ “بيتكوين كاش” بنسبة 50.16% خاسرة نحو 15.6 مليار دولار بعدما هوت قيمتها السوقية من مستوى 31.1 مليار دولار في نهاية العام الماضي لتسجل نحو 15.5 مليار دولار في تعاملات صباح الأحد.
كما تراجعت عملة “ليتكوين” بنسبة 54.45% متراجعة من مستوى 318 دولارا إلى مستوى 148 دولارا في تعاملات صباح اليوم.
وهوت القيمة السوقية الإجمالية لعمة “ليتكوين” من مستوى 17.3 مليار دولار إلى مستوى 8.2 مليار دولار بنسبة تراجع تقدر بنحو 52.6% بعدما فقدت نحو 9.1 مليارات دولار.
أضف تعليق