قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير حديث لها إن دولة الإمارات تعتبر أبرز رواد مجال الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط.
وتستحوذ دولة الإمارات على 70 بالمائة من إجمالي استثمارات قطاع الطاقة المتجددة المثبتة بالمنطقة خلال الأربع السنوات الماضية؛ وفقاً لحساب الرسمي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، قال وزير التغير المناخي والبيئة بالإمارات الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في كلمته خلال المنتدى الوزاري العربي الثالث للإسكان والتنمية الحضرية 2019 الذي انطلقت أعماله بدبي مؤخراً إن الإمارات وضعت استراتيجيات وطنية بعيدة المدى لتحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.
تنمية مستدامة
رغم امتلاكها واحدة من أكبر احتياطات النفط على مستوى العالم، إلا أن الإمارات تؤمن تماماً بأهمية الطاقة المتجددة في تحقيق بيئة تنمية مستدامة وخضراء.
وقد انعكس إيمانها هذا على حجم الاستثمارات التي ضختها بالقطاع محلياً وإقليمياً وعالمياً، فضلاً عن ملايين الدولارات التي قدمتها في صورة منح لدعم الدول النامية ومساعدتها على الظفر بفرص نمو استثنائية عبر التحول إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة.
وتظهر جهود الإمارات في الطاقة النظيفة على المستوى الدولي عبر مبادرات عدة لنشر حلول الطاقة المتجددة ومساعدة الدول والمناطق المتضررة للتكيف مع آثار التغير المناخي.
وبحسب وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، قدمت البلاد منذ عام 2013، مساعدات بنحو مليار دولار للدول النامية بهدف نشر حلول الطاقة المتجددة، والتزمت بالحد من تداعيات التغير المناخي والتكيف معها عبر حافظة المساعدات السنوية التي تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار.
والأرقام التي كشفتها الوزارة قبل أشهر أثبتت قيادة الإمارات للجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها؛ وهو ما تنبأ به عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، في فبراير 2018.
ولتعظيم نتائج جهودها الحثيثة لإنقاذ المناخ العالمي ودفع الدول إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة، استثمرت الإمارات أيضاً في أبحاث معمقة لابتكار تقنيات جديدة تخفض من تكلفة صناعة مكونات الطاقة المتجددة وتحسن من إنتاجها.
وتعزز الإمارات جهودها للانتقال إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون تماشياً مع أهداف الأجندة الخضراء للإمارات 2015 – 2030 والخطة الوطنية للتغير المناخي 2017 – 2050، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وتستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة؛ لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وزيادة حصة الطاقة النظيفة من مزيج الطاقة المحلي الإجمالي إلى 50بالمائة.
ولضمان تنفيذ استراتيجيتها تعتمد الإمارات على عدة أذرع أبرزها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، التي قفز حجم استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة، إلى 12 مليار دولار (44.1 مليار درهم)؛ وفقاً لما كشفه محمد الرمحي الرئيس التنفيذي للشركة في يونيو الماضي.
وتبلغ القدرة الإجمالية لإنتاج مشاريع شركة “مصدر” من الطاقة النظيفة الناتجة عن مشروعات قيد التشغيل، وأخرى لا تزال تحت التطوير في 25 دولة حول العالم نحو 5 جيجاواط.
وفي مطلع العام الجاري، تعهد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، بتسريع وتيرة العمل في تطوير عدد من مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية في الإمارات، من بينها محطة “نور أبوظبي”، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1177 ميجاوات، باستخدام تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية.
وتقدر الإمارات أن العالم يحتج إلى إنفاق ما يقدر بـ300 إلى 400 مليار دولار سنوياً؛ للحفاظ على سلامة النظام البيئي العالمي؛ ما دفعها إلى تعزيز التمويل الأخضر الذي يقوم على الاستثمار في المنتجات المالية التي تدعم الشركات والمشاريع الملتزمة بالحفاظ على الموارد الطبيعية والمهتمة بتطبيق ممارسات الأعمال الصديقة للبيئة أو إيجاد مصادر مبتكرة للطاقة المتجددة.
أضف تعليق