اخبار

الإمارات تبحث تنمية الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي

بحث سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتية، سبل تنمية الشراكة الاقتصادية والتجارية القائمة مع دول الاتحاد الأوروبي بالتركيز على المجالات الزراعية والصناعات الغذائية. 

جاء ذلك خلال لقاءات ثنائية عقدها معالي الوزير مع كل من معالي فيل هوجان مفوض الاتحاد الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية، ومعالي يان كشيشتوف أردانوفسكي وزير الزراعة البولندي، على هامش انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من معرض جلفود 2019، بمركز دبي التجاري العالمي.

ووفقاً لبيان صحفي، تناولت اللقاءات استعراض لتطور العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، لاسيما على صعيد الاستثمارات الزراعية والصناعات الغذائية وسلاسل التوريد الغذائي والخدمات المصاحبة لهذا القطاع الحيوي.

وأكد المسؤولون خلال الاجتماعات على وجود فرص واسعة لتوطيد روابط التعاون فيما بين المؤسسات المعنية من الجانبين وفتح المجال أمام القطاع الخاص لتعزيز تواجده بأسواق الطرفين.

كما ناقشت اللقاءات أهمية دفع جهود التعاون المشترك في مجالات صناعة الحلال، مع استعراض تجربة الإمارات في تنمية الحوار الإقليمي والدولي في هذا المجال من خلال تأسيس المنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال، الذي يبحث آليات التنسيق على الصعيد الدولي فيما يخص معايير اعتمادات الحلال.

حضر الاجتماعات كل من: سعادة المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وسعادة عبدالله المعيني مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، وسعادة جمعة محمد الكيت الوكيل المساعد لقطاع التجارة الخارجية، وعدد من مسؤولي الوزارة.

وخلال اللقاء الثنائي مع مفوض الاتحاد الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية، أكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، على قوة العلاقات الإماراتية الأوروبية المشتركة، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري؛ إذ يمثل الاتحاد الأوروبي أحد أهم الشركاء التجاريين للدولة، فيما تعد الإمارات شريكاً رئيسياً للاتحاد الأوروبي على مستوى المنطقة.

وتابع أن مجالات التعاون الإماراتي الأوروبي تشمل معظم القطاعات التنموية، وأن القطاع الزراعي يحتل أولوية على خارطة التعاون المشترك، في ظل القدرات والإمكانات التي تتمتع بها الأسواق الأوروبية في هذا الشأن التي توافق توجهات الدولة في تنويع وارداتها من المحاصيل الزراعية بما يخدم سياسات الأمن الغذائي للدولة. 

وأشار المنصوري إلى أن الاستثمارات الإماراتية نجحت في تعزيز تنافسيتها في العديد من المجالات الحيوية ومن أبرزها الصناعات الغذائية، موضحاً وجود العديد من الشراكات المثمرة مع دول أوروبية في هذا المجال، إلى جانب الشراكات المتميزة في مجالات تنموية أخرى منها الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة والخدمات اللوجستية.

وإلى ذلك، استعرض معالي الوزير فرص التعاون المطروحة في مجال صناعة الحلال، في ظل جهود دولة الإمارات لتسهيل ودعم حركة التجارة الدولية القائمة على المنتجات الحلال، ودعا المنصوري الجانب الأوروبي لتعزيز تواجد الدول الأوروبية في المنتدى الدول لهيئات اعتماد الحلال، وهي المبادرة النوعية التي تدعمها الدولة التي انضمت إليها 32 دولة من مختلف أنحاء العالم.

ومن جانبه، أكد فيل هوجان مفوض الاتحاد الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية، على حرص الاتحاد الأوروبي على توثيق أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري مع دولة الإمارات، مشيراً إلى أن قطاع الزراعة أحد القطاعات الرئيسية التي تشغل حيزاً مهماً في العلاقة المشتركة بين الجانبين التي تشهد نمواً متزايداً.

وتابع أن معرض جلفود يمثل منصة إقليمية ودولية متميزة لاستعراض المنتجات الزراعية والغذائية الأوروبية والعمل على تعزيز تواجدها بأسواق دولة الإمارات ودول المنطقة ككل، مشيراً إلى وجود مشاركة واسعة من قبل الدول الأوروبية في فعاليات المعرض. وأكد الاهتمام بالاطلاع على فرص التعاون المطروحة في مختلف المجالات التنموية، خاصة في مجال صناعة الحلال التي تشهد نمواً متزايداً على مستوى العالم.

كما تناول النقاش أبرز التطورات الاقتصادية الإقليمية والدولية، والتحديات والفرص التي تطرحها، مع التطرق إلى ضرورة تحريك المفاوضات الخاصة بتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ومحاولة التوصل إلى توافق لإحراز تقدم بها خلال الفترة المقبلة. 

وخلال اللقاء الثنائي مع وزير الزراعة البولندي، قال معالي المنصوري إن العلاقات الاقتصادية الإماراتية البولندية شهدت خلال السنوات العشر الماضية نمواً ملموساً، مدعومة بالجهود المشتركة والرغبة المتبادلة بالارتقاء بأفاق التعاون إلى مستويات تعكس الإمكانات والقدرات التي يتمتع بها الطرفين.

وأشار إلى أن المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية البولندية عززت من تواجدها بأسواق الدولة، فضلاً عن نجاح الجانبين في تطوير نماذج متميزة للتعاون في مختلف القطاعات التنموية الأخرى من الطاقة المتجددة والطيران والسياحة.

وأوضح أن اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين لعبت دوراً رئيسياً في وضع وتنفيذ خطط عمل محددة لدفع جهود التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد المنصوري على أن المرحلة المقبلة تحمل العديد من الفرص خاصة في المجالات القائمة على الابتكار والبحث العلمي، التي تتماشى مع جهود دولة الإمارات في تعزيز قدراتها في هذا الصدد.

ومن جانبه، قال يان كشيشتوف أردانوفسكي وزير الزراعة البولندي، إن بلاده تعتز بالنموذج المتميز للتعاون الاقتصادي والتجاري الذي يجمعها مع دولة الإمارات، لما تمثله الإمارات من محور تجاري رئيسي في المنطقة، فضلاً عن بيئة الأعمال الميسرة والجاذبة للاستثمارات الأجنبية.

وأوضح أن بولندا تعد من أسرع الاقتصادات نمواً في الاتحاد الأوروبي وأن هناك العديد من القواسم المشتركة فيما بين البلدين فضلاً عن التوافق في الرؤى التنموية وهو ما يطرح مناخ متميز للتعاون، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات كبوابة للنفاذ إلى دول منطقة الشرق الأوسط وهو مما يعزز من جاذبية الدولة أمام الاستثمارات البولندية.

وأكد الوزير الحرص على استكشاف مختلف أوجه التعاون المطروحة في المجالات ذات الاهتمام المتبادل والعمل المشترك على تنميتها.

كما اتفق الجانبان على التنسيق لعقد اجتماع فني فيما بين المختصين من البلدين للاطلاع بشكل أكثر تفصيلي على الفرص التي يطرحها المنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال وتبادل المعلومات والبيانات الخاصة به ودراسة فرص التعاون في هذا الصدد.