احتل الأمير الوليد بن طلال للعام الرابع على التوالي صدارة القائمة السنوية التى تعدها مجلة “أموال ” لأقوى 100. وقد جاءت قائمة هذا العام تحت عنوان “أقوى 100 من “رواد الابتكار” فى 2015 حيث تم تسليط الضوء على إنجازات الشركات فى مجالي الابتكار والإبداع باعتبارهما محرك رئيس للنمو.
وأجرى فريق ” أموال ” بحثاً وتحليلاً معمقاً شمل عدد كبير يتجاوز نحو 1000 من قادة الأعمال فى مختلف القطاعات الاستثمارية فى سبيل التعرف على من وسعوا نطاق أعمالهم واعتمدوا الابتكار كركيزة أساسية فى استراتجيات شركاتهم كما تم تقييم الشركات العامة والخاصة واستطلاع رأي مجموعة كبيرة من الخبراء المنطقة بهدف الخروج
و قالت المجلة ” يعد الأمير الوليد بن طلال حالة استثنائية بكل المعايير الاقتصادية المتعارف عليها فى التقييم , حيث تربع على عرش القائمة للعام الرابع على التوالى وبإجماع من فريق التحرير والخبراء المشاركين فى الاستطلاع” .
وأضافت “لا يختلف أحد حول كون الأمير الوليد بن طلال أقوى رجل أعمال عربي على الإطلاق، فمشاريعه وشركاته تعتبر مدرسة متكاملة من حيث الإدارة المتفوقة والرؤية الثاقبة والسديدة والتخطيط العملي وقراءة آفاق المستقبل في تسيير شؤون مجموعات شركاته وفنادقه ومؤسسته الخيرية ومختلف مجالات الأعمال الأخرى” .
ويرأس الأمير، الذي لا يشغل منصبا حكوميا، شركة المملكة القابضة الاستثمارية.وتمتلك الشركة حصصا في فنادق “فور سيزون” و”فيرمونت” و”رافلز”، بالإضافة إلى “نيوز كوربوريشن” و”سيتي غروب” وتويتر وآبل.
المسيرة
بدأ الوليد بن طـلال مزاولة نشاطاته الاستثمارية والتجارية عند عودته إلى السعودية بعد حصوله على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1979 وأسس في حينها العديد من المشاريع تحت مظلة “مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات” برأس مال لا يزيد عن 100 ألف ريال سعودي فقط وحققت المؤسسة نمواً سـريعاً بالتركيز على أعمال الإنشاء وتطوير البنية التحتية والمشاريع العقارية. وتنوعت أعمال المؤسسة فأصبحت تمتلك استثمارات في قطاعات متعددة. وفي عام 1996 تم تحويل المؤسسة إلى شركة المملكة القابضة التي تقوم بإدارة استثمارات متنوعة في مجالات البنوك المحلية والعالمية، والإنتاج الإعلامي ومحطات التلفزيون الفضائية، وصناعة الفنادق والترفيه والسياحة، وأعمال تطوير العقارات والمشاريع الإنشائية، وصناعة الإلكترونيات، وصناعة معدات الكومبيوتر وإنتاج برامجه، ومجال الإنترنت والتجارة الإلكترونية، وقطاع التجارة والمتاجر الفاخرة، والأسواق المركزية، وتصنيع السيارات والمعدات الثقيلة، والمشاريع الزراعية. وتعتبر المملكة القابضة اليوم واحدة من الشركات العالمية الرائدة في مجال الاستثمارات
التبرع بالثروة
بالإضافة إلى أعماله واستثماراته ومشاريعه المتعددة، يدير الوليد بن طلال، مؤسسته الخيرية، التي تُعنى بالأعمال الخيرية في المملكة العربية السعودية، وتدير الكثير من المشاريع الخيرية ومنح التعليم، في لبنان وفي شتى أنحاء العالم .
ولعل أبرز خطوة قام بها الأمير الوليد هذا العام هى تبرعه بكامل ثروته التي تبلغ قيمتها 32 مليار دولار لصالح الأعمال الخيرية.وقال الأمير السعودي إنه استلهم الخطوة من مؤسسة غيتس، التي أسساها بيل غيتس وزوجته ميلندا في عام 1997.
وأوضح أن الأموال ستُنفق في عدة أوجه خيرية، منها “تعزيز التفاهم الثقافي” و”تمكين المرأة” و”تقديم الإغاثة الحيوية في حالات الكوارث”.وسترسل الأموال إلى مؤسسة الأمير وليد بن طلال الخيرية “الوليد للإنسانية” التي تبرع لها بالفعل بمبلغ 3.5 مليار دولار.
وسيتبرع الأمير السعودي بثروته تدريجيا. وقال في بيان “هذا أمر منفصل تماما عن ملكيتي في شركة المملكة القابضة”.وأضاف “الأعمال الإنسانية مسؤولية شخصية، وهو المجال الذي خضته منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو جزء أصيل من عقيدتي الإسلامية”.
وقال إنه يأمل في أن تساعد الأموال “في بناء الجسور لتعزيز التفاهم الثقافي، وتطوير المجتمعات، وتمكين المرأة، ودعم الشباب، وتقديم المساعدات الضرورية في حالات الكوارث، وخلق عالم أكثر تسامحا وقبولا”.وأوضح أن الأموال سيجري التبرع بها تدريجيا على مدار عدة سنوات، وستراقب من خلال مجلس أمناء، سيكون هو على رأسه.
الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود ولد في الرياض في 7 مارس 1955 وهو الابن الثاني للأمير طلال بن عبد العزيز، رجل أعمال سعودي يعد من أكبر المستثمرين في العالم.
مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر، أعطى الوليد شيكا بقيمة 10 ملايين دولار لعمدة مدينة نيويورك رودي جولياني. ونشر بيان على تبرعه، قائلا “في مثل هذه الأوقات، يجب أن نعالج بعض القضايا التي أدت إلى مثل هذا الهجوم الإجرامي. وأعتقد أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تعيد النظر في سياساتها تجاه الشرق الأوسط وتبني موقف أكثر توازنا تجاه القضية الفلسطينية”. نتيجة لبيانه، أعاد عمدة نيويورك رودي جولياني الشيك
قام الكاتب والصحفي البريطاني ريز خان، بكتابة كتاب عن الأمير الوليد وبيع منه ما يقارب المليون نسخه. ويتحدث عن حياة الوليد بن طلال، بناء على حوارات ولقائات مع الوليد ومن حوله يصورالنجاح الباهر له في الاعمال. يتكون الكتاب من 18 فصلاً وقامت بنشره شركة هاربركولينز (بالإنجليزية: HarperCollins)
يعتبر الوليد بن طلال وفق كثير من الدارسين للاستثمار والمستثمرين العرب، من أوائل من دخلوا هذا العالم، عالم الأعمال الحرة من العرب، ونجح فيه نجاحًا باهرًا، يعتبر ظاهرة فريدة في عالم الاستثمار. كما يعد مثالًا ونموذجًا للمستثمر الناجح، الذي كوّن ثروته بنفسه، وجعل اسمه يُوضع بين أسماء مشاهير العالم، ليصبح الوليد بن طلال، ظاهرة الاستثمار في الوطن العربي.
أضف تعليق