تقارير رئيسي

إلى أين تتجه أوبك+ في 2021.. التخفيض أم التحرير؟

تنتظر أسواق النفط العالمية ما سيسفر عنه اجتماعات تحالف أوبك + بشأن تحديد السياسة النفطية للعام المقبل، في ظل تزايد إصابات كورونا.

وتبدأ اجتماعات دول أوبك مع عدد من كبار المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا في التحالف المعروف باسم أوبك + اليوم الإثنين، وتستمر حتى غدا الثلاثاء. وخصص أمس الأحد لمحادثات فنية غير رسمية.

ويواجه سوق النفط تحديات عديدة يأتي على رأسها تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مما يؤدي إلى تزايد الإغلاقات والقيود على الحركة والسفر في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يؤثر على الطلب على النفط.

وتواجه أوبك زيادة في الإمدادات من الإنتاج الليبي وليبيا عضو بأوبك لكنها مازالت معفية من قيود اتفاق خفض إنتاج النفط، وقد زاد إنتاجها أكثر من 1.1 مليون برميل يوميا منذ أوائل سبتمبر/أيلول الماضي. بالإضافة إلى عدم التزام عدد من الأعضاء المشاركين في الاتفاق بالحصص المقررة لهم مثل نيجيريا.

وفي منتصف شهر أبريل/نيسان 2020، اتفقت منظمة أوبك وحلفاؤها من كبار المنتجين المستقلين على خفض إنتاج النفط بنحو 9.7 مليون برميل يوميا مطلع شهر مايو/أيار الماضي.

وقلص تحالف أوبك+ اتفاقه بنحو 2 مليون برميل من النفط يوميا ليصبح 7.7 مليون برميل يوميا منذ مطلع شهر أغسطس/آب حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2020.

ووفقا لاتفاق التحالف، فإنه من المقرر أن يتم تقليص قيود اتفاق خفض الإنتاج بنحو 2 مليون برميل أخرى إلى 5,8 مليون برميل في اليوم، بداية من شهر يناير/كانون الثاني 2021، لكن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا قد لا يساعد التحالف على المضي قدما بتنفيذ هذه الخطة.

وتميل معظم دول التحالف إلى الإبقاء على مستوى التخفيض الحالي عند 7.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية شهر مارس/آذار المقبل، وتأجيل التخفيض على الأقل حتى نهاية مارس/آذار 2021.

أسعار النفط

وتمكنت التخفيضات الضخمة التي أقرها تحالف أوبك+ في أبريل/نيسان الماضي في انعاش أسعار النفط التي هبطت إلى أقل مستوي لها في أكثر من 20 عاما إلى ما دون الـ17 دولار للبرميل لتقفز في الوقت الحالى أعلى من 45 دولار للبرميل.

وسجل خام برنت في بداية تعاملات اليوم الإثنين، 47.10 دولار للبرميل قبيل اجتماع لأوبك+، فيما سجل الخام الأمريكي نحو 44.45 دولار للبرميل.

وسحقت جائحة كورونا الطلب على النفط بسبب القيود العالمية التى فرضتها الدول للحد من انتشار الوباء وكان منها الإغلاقات الوطنية وقيود السفر ووتنقل الأفراد ما هو قلص الطلب على النفط والوقود بنحو 30%.

الإعلان عن لقاح كورونا

وعلى الرغم من الدوافع الإيجايبة التي خلقها الإعلان عن لقاحات متعددة لفيروس كورونا، منها لقاح فايزر الذي أعلنته عنه شركة فايزر الأمريكية وشريكتها الألمانية بيونتيك، ولقاح أسترازينيكا البريطانية وموديرنا الأمريكية بالإضافة إلى اللقاح الروسي.

وقالت هذه الشركات إن فعالية لقالحتهم في مواجهة كورونا تتخطى 95%، غير أن تأثير هذه اللقاحات لن يظهر قبل عدة أشهر، بينما تتعلق قرارات أوبك بالفصل الأول من 2021، وربما الفصل الثاني على أبعد تقدير.

وقال جيه.بي مورجان “في حين أن التوزيع الناجح للقاح سيكسر الحلقة بين انتقال العدوى وحركة الأفراد، فإنه حتى في ذلك الحين من المرجح ألا يصل الطلب العالمي على النفط إلى معدلاته قبل الجائحة إلا في منتصف 2022.”

خيارات أوبك

يدرس تحالف أوبك+ عدة خيارات يأتي على رأسها تمديد التخفيضات الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يوميا، أو ما يقدر بنحو 8% من الطلب العالمي، إلى الأشهر الأولى من 2021.

وتركز المحادثات على تمديد التخفيضات نحو 3-4 أشهر لحين اتضاح الرؤية بعد انتهاء الربع الأول من 2021، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز عن مصادر بأوبك+.

ومن بين الخيارات الاتفاق على زيادة تدريجية في الإنتاج، وفقا لرويترز التى نقلت عن مصادر أن الأفكار المتعلقة بالتخفيضات الكبيرة أو تمديد مستويات الخفض الحالية لمدة 6 أشهر أقل احتمالا بكثير.

التزام العراق

وأمس الأحد، جدد وزير النفط العراقي إحسان اسماعيل التزام بلاده باتفاق أوبك+، مؤكدا أن العراق لن يطلب الاستثناء من قرار خفض إنتاج النفط.

وشدد على أن اتفاق خفض الإنتاج الذي أقر من قبل الدول المنتجة للنفط “أوبك+” يحقق هدف إعادة الاستقرار والتوازن للأسواق النفطية العالمية.

وكشف الوزير عن استقرار معدل تصدير العراق ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك عند 2.876 مليون برميل يوميا، حيث بلغ ما تم تصديره من موانئ البصرة نحو 2.770 مليون برميل يوميا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأكد وزير النفط العراقي أن اتفاق أوبك + واستمرار حرص الدول الأعضاء على الالتزام بمحددات خفض الإنتاج من شأنه الحفاظ على سعر برميل النفط، والمساهمة في ارتفاعه في السوق العالمية.

وقال وزير النفط إن العراق لن يطلب الاستثناء خشية من حدوث انخفاض جديد في سعر البرميل في الأسواق العالمية.

توقع الوزير أن يلامس سعر البرميل مستوى 50 دولاراً في مطلع 2021 وسط مؤشرات على تعافٍ بسيط في مستويات الطلب العالمي على النفط بعد عمليات الإغلاق لمواجهة جائحة كورونا.

وقال توقعاتنا بشأن الطلب تأتي نتيجة لتطورات اقتصادات وتعامل الحكومات والناس مع خطر الفيروس ولاستمرار قيود أوبك والتزام الدول الأعضاء بقرارات خفض الإنتاج المقررة.

وعلى نفس النهج أعلنت الكويت تعاونها والتزامها الكامل بخفض مستویات الإنتاج وفقا للحصة المقررة من أوبك بھدف استعادة التوازن في الأسواق العالمیة.