يعقد تحالف أوبك+ اجتماعا الثلاثاء، لأعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائهم العشرة، قد يقرر زيادة في إنتاج النفط في ظل انتعاش الطلب.
وبعدما اتخذت الدول الـ23 المكونة للتحالف، قرارا في أبريل/نيسان 2020، بتخفيض إنتاج الملايين من براميل النفط يوميا لتفادي إغراق سوق متباطئة في ظل تفشي كوفيد-19، قامت في مايو/أيار 2021 بزيادة إنتاجها من الخام مع بدء تعافي الاقتصاد مستفيدا من حملات التطعيم ضد الوباء.
وتم ذلك بموجب استراتيجية تدريجية تقضي بزيادة شهرية تم تحديدها حتى يوليو/تموز المقبل.
ويأتي على جدول أعمال التحالف النفطي الكبير، المقرر عقده يوم الثلاثاء المقبل، إعادة تقييم هذه السياسة مع احتمال تمديدها اعتبارا من شهر أغسطس/آب المقبل.
ورأت حليمة كروفت المحللة لدى شركة “أر بي سي” أن أوبك+”ستلتزم بالجدول الزمني الحذر الذي تم الاتفاق عليه في أبريل/نيسان، وهو رأي يشاطره العديد من المحللين.
وتابعت أن روسيا التي تتزعم الدول الحليفة لمنظمة أوبك “ستسعى على الأرجح إلى تسريع الوتيرة” مثلما فعلت منذ مطلع العام.
لكن ذلك سيصطدم بمعاودة تسجيل إصابات بكوفيد-19 في آسيا وخصوصا الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم.
صدمة كورونا الهندي
وتلقت أسواق صدمة في مايو/أيار مع تسجيل موجة واسعة من الإصابات في الهند، التي تحتل المرتبة الثالثة بين الدول المستهلكة للنفط بعد الولايات المتحدة والصين.
وبالرغم من معاودة فرض قيود على التنقلات في العديد من الدول الآسيوية، ما يكبح استهلاك النفط، توقعت ميليندا إيرسدون من شركة “أواندا” ان “يواصل الطلب الارتفاع مع تكثيف حركة السفر في الصيف في أوروبا والولايات المتحدة بفضل حملات توزيع اللقاحات المكثفة” في هذه المناطق.
كما تبدي أوبك تفاؤلا بشأن انتعاش الطلب، فأبقت في مطلع الشهر على توقعاتها التي تنص على زيادة الاستهلاك بمقدار 6 ملايين برميل في اليوم هذه السنة بالمقارنة مع 2020، وصولا إلى 96,65 مليون برميل في اليوم في العالم.
وأدى ذلك مقترنا بخفض عرض أوبك وحلفائها، إلى “ميزان عالمي للنفط يظهر بوضوح عجزا بحوالى 3 ملايين برميل في اليوم في يوليو/ تموز وأغسطس/آب “.
وانعكس ذلك على الأسعار التي عادت وارتفعت في الأيام الأخيرة إلى مستويات ما قبل الوباء، فأقفل نفط خام برنت على ما يقترب من مستوى 70 دولارا للبرميل خلال تداولات يوم الجمعة الماضي، في حين قارب سعر نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي من مستوى 66 دولارا للبرميل.
وفي الوقت الذي تراقب فيه أوبك الطلب على النفط، فهي تتابع أيضا عن كثب إنتاج منافسيها مثل الولايات المتحدة، أكبر المنتجين في العالم، وأعضائها أنفسهم، وهو ما يثير على الدوام خلافات خلال الاجتماعات الوزارية.
وبعد عودة الإنتاج الليبي تدريجيا إلى السوق وصولا إلى مليون برميل في اليوم في نهاية 2020، تستعد المجموعة لاستيعاب دفعة جديدة في المستقبل، مع ترقب عودة الإنتاج الإيراني إلى السوق، وهو بحسب كروفت “نقطة أساسية في المناقشات”.