لامست أسعار النفط مستويات مرتفعة لم تسجلها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار لاجتماع أوبك هذا الأسبوع.
وتراجع خام برنت تسليم أغسطس/آب المقبل سنتا واحدا إلى 76.17 دولار للبرميل بحلول الساعة 0619 بتوقيت جرينتش، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس/آب 74.09دولار للبرميل بزيادة 4 سنتات.
وقال رافيندرا راو نائب رئيس السلع الأولية في كوتاك سيكيورتيز “التوقعات بشح في السوق العالمية هي العامل الرئيسي الذي يدعم النفط الخام، إذ يتعافى الطلب بينما تقيد أوبك+ المعروض وتتراجع الأسهم الأمريكية”.
والأنظار مسلطة على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، المقرر أن يجتمعوا في أول يوليو/تموز لبحث تخفيف أكبر لتخفيضات إنتاجهم، اعتبارا من أغسطس/آب مع ارتفاع أسعار النفط وتعافي الطلب.
وتعيد مجموعة أوبك+ نحو 2.1 مليون برميل من الخام للسوق بداية من مايو/أيار وحتى نهاية يوليو/تموز، ضمن خطة للخفض التدريجي لقيود الإنتاج غير المسبوقة التي بدأت العام الماضي.
وتتوقع كل من “أيه.إن.زد” و”آي.إن.جي” أن ترفع أوبك+ الإنتاج بحوالي 500 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب، وهو الأمر الذي من المرجح أن يدعم ارتفاع أسعار.
وذكرت آي.ان.جي في مذكرة “أي كمية أقل من ذلك من المرجح أن تكون كافية لنرى متعاملين يدفعون السوق للصعود على المدى القصير”.
وقال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق في أواندا “ارتفعت أسعار الخام مع تحسن توقعات الطلب والتوقعات بأن تظل السوق في حالة شح، إذ من المرجح أن تطبق أوبك+ زيادة ضئيلة فحسب للإنتاج في الاجتماع الوزاري في الأول من يوليو/تموز”.
نمو الطلب
وعلى صعيد الطلب، يقول محللون إن العوامل الرئيسية التي سيكون على أوبك+ أخذها في الاعتبار هي النمو القوي في الولايات المتحدة وأوروبا والصين، بدعم طرح اللقاحات واستئناف أنشطة اقتصادية، مضيفين أن هذا قد يواجهه ارتفاع وتيرة الإصابات بكوفيد-19 وموجات انتشار في أماكن أخرى.
والخميس الماضي، حث وزير النفط الهندي دارمندرا برادان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مجددا على وقف تخفيضات إنتاج النفط، إذ تغذي الأسعار المرتفعة التضخم.
وتعتمد الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، على الإمدادات الخارجية لتلبية ما يزيد عن 80% من احتياجاتها النفطية. وقفزت أسعار بيع الوقود بالتجزئة في الهند إلى مستوى غير مسبوق بسبب ارتفاع أسعار النفط والضرائب المحلية الباهظة.
وفي سلسلة من التغريدات بعد اجتماع افتراضي مع أمين عام أوبك محمد باركيندو، قال برادان إن أسعار النفط يجب أن تظل في نطاق معقول لتشجيع التعافي الذي يقوده الاستهلاك من جائحة فيروس كورونا.
وشكر برادان اليوم الخميس مجددا أوبك والشريكين الرئيسيين لبلده، السعودية والإمارات، على دعمهما خلال الموجة الثانية من الجائحة.
