بفعل 3 عوامل، قفزت أسعار النفط اليوم الأربعاء، إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل مارس/ آذار الماضي، لتمنح الأمل في عودة النشاط الاقتصادي العالمي على مسار التعافي.
يأتي في مقدمة العوامل التي عززت صعود أسعار الخام، الهبوط الحاد في مخزونات الخام الأمريكية وأيضا تراجع الدولار، لكن تزايد الإصابات بفيروس كورونا يجعل المستثمرين قلقين بشأن آفاق الطلب.
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 74 سنتا، أو 1.67%، لتبلغ عند التسوية 45.17 دولار للبرميل.
وزادت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 49 سنتا، أو 1.18%، لتسجل عند التسوية 42.19 دولار للبرميل.
وبلغت مكاسب عقود الخامين كليهما أكثر من 4% في وقت سابق من الجلسة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت بمقدار 7.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق متوسط توقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم الذي كان يشير إلى انخفاض قدره ثلاثة ملايين برميل.
ولقيت الأسعار دعما أيضا من تراجع الدولار، وهو ما يجعل النفط المسعر بالعملة الأمريكية أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
واستمد النفط دعما أيضا من علامات على أن محادثات بين البيت الابيض والديمقراطيين في الكونجرس بشأن حزمة مساعدات جديدة لتخفيف وطأة فيروس كورونا تحقق تقدما، رغم أن الجانبين ما زالا متباعدين.
ويأتي تصاعد الأسعار بينما قفزت حالات الإصابة بفيروس كورونا وهو ما قد يهدد تعافي الطلب على الوقود.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، أن مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول 1982 لثالث أسبوع على التوالي.
البيانات إلى أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، قفزت إلى نحو 180 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 31 يوليو/تموز الماضي مع ارتفاع المخزونات في منطقة ساحل الخليج لمستوى قياسي عند 61.8 مليون برميل.
وفي وقت سابق اليوم، صعد خام برنت 1.03 دولار أو ما يعادل 2.3% إلى 45.46 دولار للبرميل عند الساعة 0951 بتوقيت جرينتش. ولم يكن خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أقل حظا من سابقه، إذ صعد هو الآخر 1.03 دولار أو ما يوازي 2.5% إلى 42.73 دولار للبرميل.
هبوط المخزونات
ومن ناحية أخرى، زادت معدلات تشغيل مصافي التكرير الأمريكية إلى أعلى مستوى منذ أواخر مارس/آذار الماضي.
وأضافت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات النفط في أمريكا هبطت بنحو 7.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات لانخفاض قدره 3 ملايين برميل.
أن متوسط صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بنحو 1.26 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي إلى 3.19 مليون برميل/يوميا.
تراجع الصادرات
كما أظهرت بيانات للتجارة الخارجية من مكتب تعداد الولايات المتحدة، الأربعاء، أن صادرات النفط الخام الأمريكية تراجعت إلى 2.75 مليون برميل يوميا في يونيو/حزيران الماضي، مقابل 2.93 مليون برميل يوميا في مايو/أيار الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن الولايات المتحدة صًدرت 657 ألف برميل يوميا من الخام إلى الصين في يونيو/ حزيران الماضي، و352 ألف برميل يوميا إلى الهند، و311 ألف برميل يوميا إلى كندا.م
مكتبالتعداد بيانات التجارة الخارجية للنفط قبل أسابيع من البيانات الشهرية لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي تحظى بمتابعة وثيقة.
وستصدر إدارة معلومات الطاقة، التي تستند أرقامها إلى بيانات مكتب التعداد، تقريرها الشهري بشأن تجارة النفط في نهاية الشهر.
زيادة إنتاج أوبك+
وأغلقت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت في نهاية تعاملات الثلاثاء عند أعلى مستوياتها منذ مارس/آذار الماضي.
وارتفعت أسعار النفط بدعم من آمال في تحقيق الولايات المتحدة بعض التقدم فيما يتعلق بحزمة تحفيز اقتصادي جديدة ومؤشرات على أن البلاد تشهد تحسنا على صعيد الحد من انتشار فيروس كورونا.
ويرفع منتجو منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة “أوبك+”، الإنتاج هذا الشهر بنحو 1.5 مليون برميل يوميا. كما يعتزم المنتجون بالولايات المتحدة استعادة طاقة الإنتاج المتوقفة.
والشهر الماضي، توقعت وحدة تحليل السلع في بنك باركليز، أن تتراجع أرباح النفط قليلا قبل أن تعاود الارتفاع مجددا إلى نحو 50 دولارا للبرميل بحلول العام المقبل.
وقالت باركليز كوموديتيز ريسيرش، إن أسعار النفط قد تشهد تصحيحا في الأجل القريب إذا تفاقم تباطؤ تعافي الطلب، على الأخص في الولايات المتحدة.
وخفض البنك توقعاته لفائض سوق النفط إلى 2.5 مليون برميل يوميا في المتوسط في 2020، انخفاضا من 3.5 مليون برميل يوميا في تقديره السابق