وقعت شركة أزدان للاستثمار مع الشركة الفرنسية رونجيس اتفاقية لبناء أكبر سوق جملة للأغذية في المنطقة، وتبلغ قيمة العقد 500 مليون يورو، فيما ستبلغ القيمة الاستثمارية للمشروع حوالي 10 مليارات درهم عند الانتهاء من جميع مراحله. وقال نيكولاس ميتانيس، رئيس الاستراتيجية في شركة أزدان للاستثمار لـ«البيان الاقتصادي» ان المشروع الذي سيعتبر الأكبر عالمياً خارج أوروبا، سيكون على مساحة 40 إلى 50 مليون قدم مربع، وسيستقطب أكثر من 12 ألف موظف في المرحلة الأولى، في حين ستتجه 90 % من مواده إلى التصدير وإعادة التصدير للأسواق الإقليمية مثل السعودية وباقي دول الخليج.
احتياجات
وأضاف ميتانيس أن المشروع سيغطي احتياجات الإمارات من كافة أنواع الأغذية سواءً الخضر والفواكه أو اللحوم والأسماك، مشيراً إلى أن الإمارات في حاجة لمثل هذا المشروع، لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية خصوصاً مع اقتراب موعد استضافة معرض إكسبو 2020، والذي سيستقطب 25 مليون زائر 75 % منهم سيأتون من خارج الدولة. وأشار إلى أن الإمارات تعتبر المكان المثالي لإطلاق هذا المشروع، باعتبارها من أسرع الدول في عملية التطور والتحول الذكي عالمياً، بالإضافة إلى مكانتها كمركز تجاري دولي يربط الشرق بالغرب، كما أن الإمارات تمتلك موقعاً مثالياً، وبنية تحتية ولوجستية هائلة.
وأضاف رئيس الاستراتيجية في شركة أزدان للاستثمار، أن هذا المشروع سيخدم منطقة أكبر من الخليج فقط، حيث ستصل صادراته إلى أقصى جنوب أفريقيا وجنوب آسيا، كما سيسد حاجيات الإمارات بالكامل، خصوصاً وأن دولة الإمارات لا يتوفر بها مشروع بهذا الحجم. ويقول «يتضمن مشروعنا السمك واللحوم وكل أنواع الأغذية، مع توفير بنية تحتية متطورة وتقنيات حديثة… وبدوره سيحل الكثير من المشاكل مثل ندرة بعض الأنواع والتقييم السعري وتنظيم القطاع بشكل كبير».
وأضاف: عندما فكرنا في إطلاق المشروع ذهبنا للأفضل، وهي رونجيس التي تعتبر الأقدم والأكثر خبرة حالياً في العالم. وبالفعل دولة الإمارات تعتبر منطقة وصل لقطاع الأغذية حيث تقوم بإعادة التصدير لكل المنطقة وحتى بعض الدول الأفريقية، لكن بوجود هذا المشروع سيكون القطاع الأكبر.
إكسبو 2020
من جانبه قال أجاي أرورا، الرئيس التنفيذي لشركة سيدرا كابيتال، إن العقد قد تم توقيعه بالفعل، وننتظر حالياً الموافقات اللازمة وإيجاد الموقع المثالي للبدء في أعمال المشروع، الذي من المتوقع أن يفتتح مرحلته الأولى قبل العام 2020، ليشكل أحد المشاريع التي ستخدم إكسبو وزواره. وأضاف: اخترنا رونجيس لأنها الأفضل عالمياً في هذا المجال، ورأينا أن الإمارات تملك من الطلب ما جعلنا مقتنعين أن المشروع سينجح بشكل كبير. وعن تمويل المشروع قال أرورا ان الشركة ستستخدم الأدوات التمويلية التقليدية، ومنها التسهيلات البنكية بالإضافة إلى مشاركة صناديق حكومية دون أن ننسى السيولة التي ستتوفر عن طريق بعض المستثمرين.
البدء بالأعمال
بدوره قال ستيفان لاياني، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة رونجيس العالمية لأسواق الجملة، ان البدء بأعمال المشروع، سيكون بعد الحصول على كافة الموافقات التي نتوقع أن تتم قبل نهاية العام الجاري، حيث سيتيح لنا ذلك افتتاح المشروع قبل 2020، الذي سيصادف استضافة معرض إكسبو، حيث سيحتاج زوار المعرض والمشاركون فيه إلى كميات هائلة من الأغذية وهو ما يستطيع المشروع بإمكاناته توفيره.
وأضاف أن اختيار رونجيس لدولة الإمارات لتكون ثالث مدينة حول العالم لاستضافة مشروع بهذا الحجم بعد باريس وموسكو يدل على الأهمية المتزايدة التي تكتسبها بصفتها مركزاً عالمياً للتجارة والأعمال، كما أن المشروع سيخدم المنطقة ككل، وسيكون مماثلاً لمشروع باريس الذي يخدم أوروبا ككل، حيث تستطيع الدولة لعب الوسيط التجاري بين الغرب والشرق، وبين الشمال والجنوب.
وأضاف لاياني أن المشروع الذي تبلغ قيمة عقده 500 مليون يورو، سيكون الأكبر في المنطقة وقد يقترب من حجم مشروع باريس، الذي يخدم 10 ملايين شخص، ويستحوذ على 0.33 % من الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا. أضاف أن رونجيس باريس، تصل مساحته إلى 240 هكتاراً، وحجم مبيعاته 10 مليارات يورو سنوياً، كما تبلغ صادراته مليار يورو سنوياً، ويضم 12 ألف موظف، و1200 شركة، كما يعتبر المشروع مسؤولاً على 60 ألف طن سمك، و300 ألف طن لحوم، و1.4 مليون طن من الخضر والفواكه، مضيفاً: نتمنى أن هذا المشروع يكون أكبر منذ ذلك باستخدام الخبرة الفرنسية… هذا شرف لنا.
استكمال الترتيبات
وأشار إلى أن الشركة تعمل جنباً إلى جنب مع شركائها المحليين والمتمثلين في سيدرا كابيتال وأزدان للاستثمار، على استكمال الترتيبات المبدئية مع مستثمري البنى التحتية والصناديق السيادية، كما تم الاجتماع مع العديد من المسؤولين من أجل تقييم مواقع مختلفة لاختيار الموقع المناسب والشراكات المناسبة مشيراً إلى أن الإمارات ببنيتها التحتية وخدماتها اللوجستية وموقعها الجغرافي تعتبر المكان المثالي لمثل هذا المشروع.
اتفاق حصري
ويكشف أن المشروع هو اتفاق حصري ونحن بصدد التعامل مع التفاصيل المالية في هذه المرحلة. رنجيز تقود تطوير خطوط الواردات والبنى التحتية بينما تقوم أزدان الاستثمارية بتأمين الخبرات المحلية وتوجيه العلاقات الإقليميـة وإدارة المشروع لرنجيز. سدرا كابيتـال ترتـب الاتفـاق والتمويـل.
في هذه المرحلة لا نتطلع لتأسيس أي شراكات مع أي سلسلة سوبرماركت. وفي مرحلة لاحقة، سنقوم بإعداد نماذج عمل موجهة إزاء خدمة كبار المشترين كسلسلة شركات التجزئة. وفي ذات الوقت، سنقصد شراكات محتملة لضمان تلبية احتياجاتهم.
كشركاء محليين استكشفنا سوق دولة الإمارات وقمنا بتحديد وتقييم بضع مواقع جوهرية، بعضها أكثر تميزًا. نجري الآن محادثات متقدمة مع جهات رسمية وشبه رسمية رفيعة المستوى لضرورة توفر سمات وخصائص معينة لتلك الأماكن – وأن يكون لها ارتباط مع الطرق السريعة الرئيسة والمرافئ وأن تكون على رقعة واسعة من الأرض، على الرغم من أنها يمكن أن تكون في وسط منطقة مبنية.
ويتم حالياً تكييف نموذج أعمال بشكل نسبي لتعزيز العمليات لمختلف التجار الذين يعملون بشكل منفصل. وهذا من شأنه أن يوفر عليهم التكاليف ويساعدهم على تنفيذ عملياتهم بطريقة أكثر استدامة والاستفادة من اقتصادات الحجم. حيث ستعمل الشركتان على بناء السوق، ولا يكون هناك أي تنافس مع المزودين، بل سنزودهم بالحلول المناسبة التي تجتذبهم للانتقال إلى سوقنا والعمل فيها.
سوق كبيرة
ستعمل السوق على تنظيم القطاعات والأقسام المشتتة وجمعها تحت سقف واحد. لذلك ستعتبر هذا السوق كبيرة، وستشمل أكثر من ملياري شخص يعيشون في المنطقة التي يستهدفها المشروع. ويسهم قطاع تجارة الأغذية في دبي بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، أي نحو 20 مليار درهم، في حين تتراوح قيمة سوق استهلاك الأغذية في الإمارات بين 8 – 10 مليارات دولار. وعندما يكون المشروع مشغلاً بشكل كامل، سيتمكن من تعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بعدة نقاط مئوية.
أضف تعليق