كشفت البيانات المالية لشركة أرامكو السعودية أنها الأكثر ربحية على مستوى العالم خلال النصف الأول من العام الجارى ، متفوقة بذلك على كبرى الشركات العالمية.
وبالرغم من أن نتائج أرامكو الشركة الأكبر لإنتاج النفط في العالم من دون منازع ظلت لنحو 40 عاما، غير معلنة بحكم كونها مملوكة للحكومة، لكن مع ترقب طرح 5%، من الشركة للاكتتاب العام بما سيكون أكبر طرح أولي في العالم قد يجمع 100 مليار دولار، أعلنت عن نتائجها للنصف الأول من العام الماضي.
34 مليار دولار أرباح النصف الأول
وأظهرت الأرقام أن الأرباح الصافية لشركة أرامكو تتفوق بجدارة على كبريات الشركات العالمية أمثال آبل وسامسونغ ومايكروسوفت وغيرها وقد قاربت 34 مليار دولار وهو ما يتجاوز أرباح آبل التي جاءت في المرتبة الثانية بنحو 17%.
ومقارنة مع الشركات النفطية الأخرى عالميا، فأرباح عملاق النفط السعودي يتجاوز أرباح أكسون موبيل أو شل بأكثر من أربعة أضعاف ونصف الضعف.
كما تتميز شركة أرامكو بمستويات دين منخفضة جدا حيث بلغ صافي الدين لديها 1.3 مليار دولار بالنصف الأول 2017 مقابل 88 مليار دولار لأكسون موبيل وأكثر من 66 مليار دولار لشل.
كذلك تتمتع أرامكو بمستويات نقد مرتفعة جدا تجاوزت 52 مليار دولار وهو ما يتجاوز النقد لدى أكسون موبيل بأكثر من 3 مرات.
وتستثمر أرامكو بكثافة، فوفقًا للبيانات، بلغت النفقات الرأسمالية 14.7 مليار دولار أي نحو ضعف ما استثمرته إكسون وشل خلال نفس الفترة.
كما تنتج أرامكو من بعض أكبر الحقول في العالم وأقلها تكلفة، حيث تشير التقديرات إلى أن تكلفة إنتاج برميل من النفط على أرامكو هي نحو 4 دولارات مقابل نحو 20 دولار للبرميل لأكسون وشل، وهذه ميزة تنافسية قوية لأكبر شركة نفط في العالم.
نتائج أرامكو تظهر أنها خالية من الديون
من بين أكثر الحقائق الملفتة للنظر أنّ الشركة شبه خالية من الديون، وتبين الأرقام أنّ تكاليف الإنتاج تتنافس في جزء صغير من معيار الصناعة.
ولكن مع اعتماد السعودية على الشركة لتمويل الإنفاق الاجتماعي والعسكري لها، فضلًا عن أسلوب حياة مئات الأمراء، يضع عبئًا ثقيلًا على تدفقها النقدي.
كما أنّ مشروع قانون ضريبة أرامكو يرتفع بشدة مع ارتفاع أسعار النفط. إلى جانب الإنفاق الرأسمالي المرتفع، من المحتمل أن يحد ذلك من نطاق مدفوعات الأرباح بعد بيع الأسهم.
كما أظهرت الحسابات المعدة وفقًا لمعايير مجلس المحاسبة الدولية IFRS، حساسية أرامكو لأسعار النفط، ففي النصف الأول من عام 2016، عندما بلغ متوسط سعر النفط 41 دولارًا، حققت الشركة دخلًا صافيًا بلغ 7.2 مليار دولار، أمّا هذا العام فمن المرجح أن تكون الأرباح أعلى بكثير من عام 2017؛ وذلك بعد الارتفاع الأخير في أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولار للبرميل.
ووفقًا لحسابات بلومبيرج استنادًا إلى البيانات، حققت أرامكو تدفقات نقدية معدلة من عمليات بلغت 52.1 مليار دولار في النصف الأول من العام الماضي، عندما بلغ متوسط سعر خام برنت حوالي 53 دولارًا للبرميل، وفي نفس الفترة أنتجت شل السيولة النقدية من عمليات بلغت حوالي 21 مليار دولار على الرغم من ضخ ربع النفط والغاز التي تنتجها شركة أرامكو.
قامت أخبار بلومبرج بتعديل توليد السيولة النقدية، بإضافة 21.4 مليار دولار تدين بها الحكومة السعودية للشركة للخدمات التي تقدمها أرامكو للمملكة والشركات المملوكة للدولة، وقالت التفاصيل المالية إنّ أرامكو والحكومة تجري محادثات حول التسوية حتى منتصف عام 2017، ولم تتوقع الشركة أن تختلف الصفقة بشكل جوهري عن الأموال المستحقة.
عائد الأرباح على الرغم من كونه كبيرًا، ليس ضخمًا على غيره من قادة الصناعة. قامت أرامكو بتوزيع مبلغ 13 مليار دولار على الحكومة في النصف الأول من عام 2017، ويقارن ذلك بمبالغ المساهمين التي بلغت 6.4 مليار دولار من قبل Exxon، و7.8 مليار دولار لشركة Royal Dutch Shell Plc، رغم أنّ هذين المشتركين ينتجان نفطًا أقل من أرامكو.
74 مليار دولار قيمة صفقات وقعتها أرامكو الشهر الجارى فقط
وعلى صعيد الخطط والاستثمارات تعمل أرامكو على تنفيذ برنامج تحولي تسعى من خلاله أن تصبح الشركة العالمية الرائدة والمتكاملة في مجال الطاقة والكيميائيات بحلول العام 2020. وبغية تحقيق ذلك ,وقعت شركة أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع الهند لبناء مصفاة نفط بطاقة 60 مليون طن سنويا ومصنع للبتروكيماويات على الساحل الغربي. وتم التوقيع بين أرامكو ومجموعة شركات Ratnagiri للتكرير والبتروكيميائيات المحدودة المكونة من مؤسسة النفط الهندية المحدودة، وشركة Bharat Petroleum وشركة Hindustan Petroleum. قال الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر إنه يأمل في أن تكون مصفاة الساحل الغربي الهندي جاهزة قبل 2025.
وقعت أرامكو السعودية وشركة توتال الفرنسية مذكرة تفاهم لإقامة مجمع بتروكيميائيات ضخم بمدينة الجبيل في المملكة العربية السعودية، وذلك بالتزامن مع الزيارة الرسمية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى العاصمة الفرنسية باريس.
ومن المقرر أن تتكامل أعمال المجمع على صعيد التكرير مع مصفاة ساتورب في الجبيل وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية (62.5 %) وتوتال (37.5 %)، وذلك بهدف تعزيز أوجه التعاون التشغيلي بشكل كامل بين الشركتين. وقد رفعت المصفاة طاقتها التكريرية من 400 ألف برميل يوميًا، منذ بدء أعمالها في عام 2014م، إلى 440 ألف برميل يوميًا في الوقت الحاضر، وتُعد واحد من أكثر المصافي كفاءةً في العالم.
وسيُقام المجمع بالقرب من مصفاة ساتورب في المنطقة الصناعية نفسها، وسيضم وحدة تكسير بخارية مختلطة اللقيم بمواصفاتٍ عالمية وبطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن في السنة من الإيثيلين، ووحدات بتروكيميائيات ذات قيمة مضافة عالية، بما في ذلك مركبات البوليمرات. وتناهز قيمة الاستثمار في المشروع نحو 5.2 مليار دولار، ومن المقرر أن تبدأ الشركتان في إعداد التصميمات الهندسية الأولية في الربع الثالث من عام 2018م.
وستغذي وحدة التكسير الوحدات الأخرى للبتروكيميائيات ذات القيمة المضافة العالية ومعامل المواد الكيميائية المتخصصة بما يمثل استثمارًا بقيمة إجمالية تبلغ 4 مليارات دولار من جانب مستثمرين آخرين.
وسيبلغ حجم الاستثمار إجمالًا في المشروع 9 مليارات دولار وسيوفر 8 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. ومن المتوقع أن يزيد إنتاج المشروع من المواد الكيميائية عالية القيمة على 2.7 مليون طن متري.
كما تم توقيع 8 اتفاقيات مع شركات فرنسية بـ 10 مليارات دولار. وشهد السبت قبل الماضى التوقيع على مذكرتي تفاهم بقيمة تتراوح من 8 إلى 10 مليارات دولار، بين شركة التكرير والمعالجة والتسويق “موتيفا إنتربرايسز إل. إل.سي”، التابعة لأرامكو السعودية، والمملوكة لها بالكامل، مع شركتي “تيك نيب إف إم سي بي إل سي”، و”هوني ويل يو أو بي إل إل سي”، الأميركيتين.
وتمّهد مذكرة التفاهم الأولى، الطريق لتقييم استخدام تقنيات إنتاج الإيثيلين باللقيم المختلط الذي تنتجه شركة تيك نيب إف إم سي بي إل سي في الولايات المتحدة الأميركية.
أمّا مذكرة التفاهم الثانية، فتساعد شركة موتيفا على تجربة استخدام التقنيات التي تنتجها “هوني ويل” لاستخلاص المركّبات العطرية لإنتاج البنزين والبرازايلين، لغرض إنشاء مجمع بتروكيماويات محتمل على طول الساحل الأميركي.
10معلومات عن شركة أرامكو:
- شركة سعودية، هي الأكبر في تصدير النفط في العالم
- تأسست عام 1933 كشركة أمريكية ولكنها لم تعرف باسم أرامكو إلا عام 1944 وهذا الاسم اختصار لشركة الزيت العربية الأمريكية.
- بدأ أول إنتاج لها من بئر دمام 7 عام 1938
- ظلت الشركة تتحول تدريجيا إلى ملكية السعودية حتى أصبحت مملوكة للدولة بالكامل عام 1980
- في عام 2015 فصلت الشركة إداريا عن وزارة النفط وتشكل مجلس أعلى لها برئاسة ولي ولي العهد آنذاك الأمير محمد بن سلمان وقال المجلس إن هذا التغيير من شأنه إعطاء المزيد من الاستقلال لأرامكو، أكبر الشركات المصدرة للنفط في العالم. ويتكون المجلس من عشرة أعضاء، خمسة منهم من أعضاء في مجلس إدارة أرامكو.
أضف تعليق