يقول “والاس ستنجر” مؤلف كتاب البحث عن البترول العربي “كل أمريكي حتى وإن كان لا يعرف اسم السعودية أو حتى موقعها على الخريطة فإنه بالطبع يعرف ما هي الأرامكو”. وفى ظل التطورات الراهنة بسوق النفط تتجه الأنظار إلى اكبر أكبر منتج فى محاولة لاستقراء كيف سيصمد تاريخ يمتد لنحو 80 عاماً أمام التقلبات الراهنة فى السوق؟ وإلى أين تتجه عملية الهيكلة بالشركة ؟
عملاق النفط
أرامكو هى عملاق النفط وأكبر شركة وطنية للبترول في العالم, يعمل بها نحو 60 ألف موظف ، تتولى هذه الشركة جميع عناصر وعمليات الإنتاج لصناعة منتجات البترول في السعودية، فضلا عن عمليات التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق والشحن الدولي، وتأتي في طليعة شركات العالم في إنتاج وتصدير الزيت الخام والغاز الطبيعي.وتبلغ الطاقة الإنتاجية لها من الزيت الخام نحو 12 مليون برميل في اليوم.وقد أصبحت “أرامكو” خلال تاريخها الممتد لثمانين عامًا شركة عالمية رائدة في مجال التنقيب عن المواد الهيدروكربونية وإنتاجها وتكريرها وتوزيعها وشحنها وتسويقها، فضلاً عن كونها أكبر مصدر للنفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي في العالم.
وبدأ تاريخ إنتاج النفط في السعودية منذ عام 1933 عندما منح الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا “سوكال” امتيازا للتنقيب عن النفط في المملكة.
وبعد 5 سنوات من التنقيب اكتشف الزيت بكميات تجارية في شهر مارس عام 1938 في بئر الدمام رقم 7 فكانت نقطة تحول في تاريخ المملكة وبداية لظهور أكبر شركة للبترول في العالم.
الهيكلة
ثمن عدد من الاقتصاديين القرار الإيجابي بإعادة الهيكلة النفطية لشركة أرامكو استجابة للظرف الحالي التى تمر به صناعة النفط على مستوى العالم، مشيرين إلى أن القرار سيضفي نتائج قوية وكبيرة للمشروعات المستقبلية في اقتصاد المملكة.
وأشار محللون إلى أن إعادة هيكلة شركة أرامكو أنقذها من شيخوخة كانت ستقع فيه لافتا أنها تسير في نمط واحد منذ تأسيسها، وعندما لا يكون هناك انسجام وتوافق لابد من ترتيب جديد خاصة أن الظروف الحالية تحتم عليها الهيلكة الجديدة.
وأوضحوا أن 500 شركة في عام 1955 من أكبر شركات العالم لم يبق منها الآن إلا 10 في المائة والسبب يعود إلى عدم الهيكلة أو استجابتها للتجديد أوالدخول في مغامرت، مشيرًا إلى أن أرامكو تمتلك العديد من الكفاءات والخبرات والتقنية الجديدة التي تصب في صالح الغاز والنفط تستطيع أن تستثمر خارج الحدود مثل الدول الخليجية حيث تكون تحالفات من خلال استكشافات البترول وتسهيل تبادل التجارة الحرة في ليبيا حيث يوجد بها غاز كبير وهذه فرصة كبيرة للشركة.
اقترح خبير إدارة العقود في شركة “أرامكو السعودية” سابقاً الدكتور سعود البقعاوي إعادة هيكلة الشركة إلى 8 شركات وهي كالتالي:
– شركة مستقلة لأعمال البحث والتنقيب والإنتاج.
– شركة مستقلة لمعامل مصافي التكرير تحت مسمى “شركة مصافي التكرير”.
– شركة لتصنيع ومعالجة الغاز.
– شركة للتسويق والتوزيع وتنقسم الى شركتين الأولى محلية والأخرى دولية.
– شركة هندسية وإدارية.
– شركة خدمات مساندة لجميع الشركات تضم التموين وخدمات المجتمع والأحياء السكنية وبعض الخدمات الأخرى التي تحتاجها الشركة.
– تأسيس شركة طبية لخدمة موظفي الشركات ومجتمعاتها.
– شركة تدريب تتكون من مراكز التدريب التابعة لأرامكو ويلحق بها كليات الغد الدولية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب المهني والتعليم الفني والتي ساعــدت أرامكو بإنشائها.
وأشار البقعاوي إلى أن نقاط القوة في إعادة الهيكلة تفوق نقاط الضعف، مؤكدا أن هذه الشركات ستخدم الاقتصاد الوطني من عدة نواح وتخلق وظائف للشباب، إضافة إلى إحداث حركة هائلة بسوق المال بعد إدراجها.
وكان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قد وافق مؤخراً على رؤية ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بإعادة هيكلة أرامكو السعودية وفصلها عن وزارة البترول. وأصدر العاهل السعودي أوامر ملكية بفصل أكبر شركة للطاقة في العالم عن وزارة البترول السعودية وتعيين الرئيس التنفيذي خالد الفالح رئيسا لمجلس إدارتها وتشكيل مجلس أعلى للشركة برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الطرح العام
وتوقع خبراء ” إنه لو طرحت أسهم “أرامكو السعودية” للتداول لأصبحت على الأرجح أول شركة على الإطلاق تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار أو أكثر.
وبينوا أن “أرامكو” تنتج أكثر من 10 ملايين برميل يوميا أو أكثر من ثلاثة أمثال ما تنتجه أكبر شركة نفط مدرجة في العالم وهي “إكسون موبيل” وتبلغ احتياطياتها أكثر من عشرة أمثال ما تملكه إكسون موبيل.
وأضافوا أن “أرامكو” تتفوق بمراحل على كل الشركات الأخرى في قطاع النفط وتبلغ احتياطياتها من الخام 265 مليار برميل أو أكثر من 15% من كل الاحتياطيات النفطية العالمية.
الاحتياطيات
سجلت احتياطيات الزيت الخام والمكثفات لدى شركة الزيت العربية السعودية “أرامكو” مستويات قياسية خلال عام 2014، وذلك حسب التقرير السنوي للشركة والصادر أمس.
وبلغت احتياطيات الزيت الخام والمكثفات لـ”أرامكو” في نهاية عام 2014 ما مقداره 261.1 مليار برميل، فيما بلغت احتياطيات الغاز الطبيعي 294 تريليون قدم مكعبة.
وقالت أرامكو إنها حافظت على دورها كأكبر مصدر للنفط الخام في العالم بفضل تعظيم أثر مواردها بعدة طرق واستثماراتها الكبيرة في مجال التنقيب والإنتاج إلى جانب توسعة البنية التحتية للإنتاج.
الاكتشافات الجديدة
تمكنت “أرامكو السعودية” من خلال برنامج التنقيب الذي تنفذه من اكتشاف 8 حقول غاز ونفط جديدة خلال العام الماضي.ولم تفصح أرامكو عن أرقام الاحتياطيات المقدرة أو معدلات الإنتاج للحقول المكتشفة وقالت إن عدد الحقول المكتشفة تعتبر أكبر عدد يتم اكتشافه في عام واحد خلال تاريخها.وأشارت إلى أن هذه الحقول تتكون من خمسة حقول للغاز، هي حقل أبوعلي، وحقل فرس، وحقل أمجد، وحقل البديع، وحقل فارس، وحقلين اثنين للنفط، هما حقل السعداوي، وحقل الناقة، وحقل واحد للنفط والغاز، هو حقل القدقاد.وبهذا يصبح إجمالي عدد الحقول التي اكتشفتها أرامكو السعودية 129 حقلاً.
وأشارت “أرامكو” إلى أنها أنجزت حفر عدد من الآبار في مياه البحر الأحمر مما أكسبها فهمًا أعمق للأنظمة الهيدروكربونية والموارد المحتملة في هذه المنطقة، مبينة أن الحصول على فهم أفضل لقاعدة الموارد في المملكة يعد ضروريًا لتمكينها من تسجيل احتياطيات جديدة قابلة للاستخلاص لتعويض جميع إنتاجها من النفط الخام مع تحقيق الهدف بعيد المدى المتمثل في تنمية قاعدة موارد المملكة، مؤكدة أنها أحرزت تقدمًا جيدًا في تحقيقه خلال العقد الماضي.
متوسط الانتاج
وارتفع متوسط إنتاج الشركة من النفط الخام في عام 2014 بنسبة 1 % مقارنة بالعام السابق ليبلغ نحو 9.5 مليون برميل نفط يوميا، ما يعادل نحو 3.5 مليار برميل سنويا، وصدرت ما إجماليه 2.5 مليار برميل للعملاء حول العالم.
وأكدت ارامكو السعودية انها ستكرس معظم انفاقها على مدى العقد المقبل لأنشطة انتاج النفط للحفاظ على مكانتها كأكبر مصدر للخام في العالم.
وذكرت الشركة ان معظم الانفاق سيوجه لانشطة المنبع لضمان الحفاظ على طاقة انتاج فائضة تسهم في تحقيق الاستقرار في السوق النفطية العالمية في حالة حدوث اي تعطل للامدادات.واضافت ارامكو انها ستستمر على المدى القصير في زيادة الاستثمار في الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي دون ذكر حجم الانفاق المتوقع.
واستكملت شركة النفط العملاقة برنامج استثمار رفع طاقة انتاجها إلى نحو 12 مليون برميل يوميا وقالت في احدث تقرير انها تعتزم بدء الانتاج من التوسعات في حقل شيبة بطاقة تصل إلى مليون برميل يوميا في ابريل نيسان 2016 وهو موعد أبكر مما كان متوقعا.وكان مسؤولون اشاروا من قبل إلى ان بدء الانتاج من توسعات الحقل سيكون في نهاية 2016 أو أوائل 2017.
وضخت الشركة 9.5 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال العام الماضي وتذهب اكثر من 62 في المئة الصادرات إلى آسيا. وتراجعت صادرات النفط في العام الماضي بشكل طفيف إلى 2.544 مليار برميل أو 6.7 برميل يوميا مقارنة مع 2.677 مليار برميل ما يوازي 7.3 مليون برميل يوميا في عام 2013. ولكن انتاج منتجات النفط ارتفع بفضل تشغيل مصاف جديدة تابعة لارامكو.وقالت الشركة ان احتياطيات النفط والغاز سجلت مستوى مرتفعا جديدا عند 261.1 مليار برميل من النفط و294 تريليون قدم مكعبة من الغاز وفي عام 2014 انتجت ارامكو 11.3 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا من الغاز الخام بزيادة بنحو ثلاثة بالمئة عن عام 2013.
شركة جديدة
ورغم التحديات بسوق النفط إلا أن ” ارامكو ” تتجه إلى توسيع أعمالها حيث تخطط لتأسيس شركة جديدة لإدارة المشاريع بالسعودية.وتستهدف الشركة الجديدة ادارة مشاريع حكومية في البنية التحتية بنحو 600 مليار ريال (160 مليار دولار) خلال العشر سنوات المقبلة.وستكون الشركة الجديدة بالشراكة مع أكثر من خمس شركات دولية لإدارة المشاريع.
وقال مسؤول بشركة أرامكو السعودية إن الشركة لن تخفض صادراتها هذا العام رغم ارتفاع الطلب المحلي ، مضيفا أنها مستعدة لتلبية الزيادة في طلب دول مثل الهند.
وقال أحمد السبيعي المدير التنفيذي للتسويق والإمداد وتنسيق المشاريع المشتركة بأرامكو إنه بينما يتجه الطلب الصيني على النفط للاستقرار فمن المرجح أن تسجل الهند أعلى معدل نمو للطلب في النصف الثاني من العام.وذكر السبيعي عقب اجتماع مع وزير النفط الهندي في نيودلهي إن أرامكو تجري بالفعل محادثات مع مشترين هنود محتملين لشراء إمدادات إضافية.
استثمارات خارجية
وتتطلع شركة أرامكو السعودية إلى صفقات استحواذ، واستثمارات خارجية بقيمة 300 مليار ريال (80 مليار دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة.
ونقلت مصادر أن هذه الاستثمارات الخارجية تأتي ضمن خطة الشركة لاستثمار نحو 600 مليار ريال (150 مليار دولار) داخليا وخارجيا حتى 2019.وستركز الشركة على الاستثمار في آسيا، وخاصة في الصين وكوريا، ولعل هذا يفسر الزيارة التي قام بها وزير البترول المهندس علي النعيمي فى إبريل الماضى إلى كوريا واليابان ولقاءه بكبار شركات تكرير النفط في كوريا.
وتنوي أرامكو التوسع في مشاريع البتروكيماويات داخليا وخارجيا، إذ إنها ستبدأ في تشغيل مجمع الكيماويات الجديد «صدارة» والذي أنشأته في الجبيل، والذي سيكون من أكبر مشاريع الكيماويات في العالم.
وكشف جان فياليفونت نائب رئيس البتروكيماويات في شركة شل العملاقة أن شل وأرامكو تخططان لمشروع بتروكيماويات جديد في مدينة الجبيل سيكون موقعه بالقرب من مصفاة ساتورب.
وأعلنت أرامكو مؤخرا عن حصولها على قرض بقيمة 10 مليارات دولار من بنوك محلية وأجنبية ستستخدمه في تمويل أعمالها وتوسعاتها.
وكان الرئيس التنفيذي السابق لأرامكو المهندس خالد الفالح قد ذكر مؤخرا أن الشركة لديها خطة لإنفاق ما بين 30 إلى 50 مليار دولار سنويا على مشاريعها داخليا وخارجيا، ومن أجل الحفاظ على طاقتها الإنتاجية عند مستوى 12 مليون برميل يوميا من النفط الخام.كما تتضمن هذه الخطة استثمار نحو 10 مليارات دولار أمريكي لإنتاج الغاز غير التقليدي بما فيه الغاز الصخري من المملكة، وتم إنفاق 3 مليارات، وتبقى 7 مليارات دولار من المبالغ المرصودة.
وفي عام 2012 صرح الفالح أن الشركة تخطط لاستثمار 20 مليار دولار سنويا حتى عام 2020 للتوسع في بناء المصافي داخليا وخارجيا، إذ إن أرامكو تسعى لأن تكون أكبر شركة لتكرير النفط، إضافة إلى كونها أكبر شركة لإنتاج النفط الخام.
| تطور التوظيف المباشر للسعوديين في “أرامكو” | ||
| العام | عدد الموظفين (تم توظيفهم خلال السنة) | التغير |
| 2014 | 1713 | + 20 % |
| 2013 | 1428 | +65 % |
| 2012 | 867 | +29 % |
| 2011 | 671 | +42 % |
| 2010 | 474 | + 52 % |
| 2009 | 312 | — |
| احتياطيات وإنتاج أرامكو من النفط لعام 2014 | |||
| البند | 2013 | 2014 | التغير |
| احتياطيات النفط الخام والمكثفات القابلة للاستخراج (بليون برميل) | 260.2 | 261.1 | + 0.3 % |
| الطاقة الإنتاجية القصوى من الزيت الخام (مليون برميل/يوميا) | 12.0 | 12.0 | — |
| الإنتاج السنوي للزيت الخام (بليون برميل) | 3.4 | 3.5 | + 3 % |
| متوسط الإنتاج اليومي من الزيت الخام (مليون برميل/يوميا) | 9.4 | 9.5 | + 1 % |
| صادرات الزيت الخام (بليون برميل) | 2.68 | 2.54 | (5 %) |
| متوسط صادرات الزيت الخام (مليون برميل/يوميا) | 7.33 | 6.97 | (5 %) |
| نسبة الصادرات من الإنتاج | 79 % | 73 % | (6 %) |
أضف تعليق