تقارير

“أبوظبى للاستثمار “.. أربعة عقود لتعزيز مكانة الإمارات

حامد بن زايد : “أبوظبي للاستثمار” أحد أفضل المؤسسات السيادية في العالم
جي.بي توقع اتفاقا مع وحدة تابعة لجهاز أبوظبي للاستثمار لتمويل صفقة
“جهاز أبوظبي للاستثمار” كان وراء عدد من أكبر 10صفقات خلال 2015.

مرت الشهر الماضى أربعة عقود على تأسيس جهاز أبوظبى للاستثمار و على مدار الـ40 عاماً الماضية، مضى بخطى واثقة منذ تأسيسه كمكتب لينمو ويصبح إحدى أكبر المؤسسات الاستثمارية وأكثرها تطوراً في العالم،فى التقرير التالى نلقى الضوء على الجهاز باعتباره واحداً من أكبر الصناديق السيادية بالعالم
أفضل المؤسسات السيادية
وأكد الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، أن الجهاز يُعد إحدى أفضل المؤسسات السيادية للاستثمار في العالم من خلال مسيرته الزاخرة بالإنجازات الكبيرة والنجاحات المتواصلة.
وقال في كلمته بمناسبة احتفال جهاز أبوظبي للاستثمار بمرور أربعة عقود على تأسيسه، إنه «في إطار الحرص الشديد على التخطيط للمستقبل نضع دائماً أهدافاً بعيدة المدى فيما نواصل مسيرتنا نحو تطوير وتعزيز كفاءة الأنظمة والعمليات».
وأضاف أنه على مدار العقود الأربعة الماضية، مضى جهاز أبوظبي للاستثمار بخطى واثقة منذ تأسيسه كمكتب لينمو ويصبح إحدى أكبر المؤسسات الاستثمارية وأكثرها تطوراً في العالم، مشيراً إلى أن هذا تحقق بفضل نهجه المتفرد في العمل، الذي يلخص مسيرة 40 عاماً توجتها إنجازات ملموسة.
وأوضح الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، أن مهمة الجهاز تتضمن العمل على تنمية متزنة لرأس المال عبر منهجية استثمارية محكمة وكوادر بشرية ملتزمة، والذي يعتبر من السمات الأساسية لجميع أعمال الجهاز ونشاطاته ابتداء من طريقة تخطيط وتنظيم الأعمال وصولاً إلى آلية اتخاذ القرارات.
وأكد أن المكانة المتميزة التي يتمتع بها جهاز أبوظبي للاستثمار هي خلاصة القيم التي تبناها وثمرة الإجراءات الكبيرة والصغيرة التي اتخذها خلال مسيرته الناجحة على مدى العقود الأربعة الماضية، مضيفاً «نحن اليوم لدينا استثمارات عدة من فئات وأنواع الأصول الاستثمارية ولم نكتفِ بالإنجازات التي حققناها، بل نواصل مسيرة النمو والتطور على الصعيدين الاستثماري والتنظيمي بما يعزز قدرتنا على اغتنام واقتناص الفرص بالشكل الأمثل».
وتابع: «لقد قطع جهاز أبوظبي للاستثمار أشواطاً كبيرة في سبيل تطوير إمكاناته الداخلية وتعزيز مرونته وقدرته على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة».

حجم الأصول
وقدر تقرير حديث من البنك الدولي حجم أصول جهاز أبوظبي للاستثمار في العام الماضي بحوالي 2.84 تريليون درهم (773 مليار دولار)، ليحل بذلك في المركز الثاني بعد صندوق المعاشات الحكومية النرويجي، والذي وصلت قيمة أصوله الإجمالية في العام الماضي إلى حوالي 878 مليار دولار.
وارتفع العائد السنوي لجهاز أبوظبي للاستثمار، خلال 20 عاماً إلى 7.4% العام الماضي، صعوداً من 7.2% نهاية 2013، كما نما معدل العائد السنوي خلال 30 عاماً إلى 8.4%، مقابل 8.3% خلال 2013.

وضمت القائمة صناديق سيادية عربية أخرى، حيث حل صندوق الاستثمار السيادي السعودي في المركز الثالث بإجمالي أصول بلغ حوالي 737.6 مليار دولار في 2014، وجاءت سلطة الاستثمار الكويتية في المركز السادس بإجمالي أصول وصلت في نهاية العام الماضي إلى 410 مليارات دولار. وحلت سلطة الاستثمار القطرية في المركز 11 بأصول وصلت قيمتها الإجمالية إلى 170 مليار دولار في نهاية 2014.
أكبر الصفقات
أفاد “المعهد الدولي للصناديق الاستثمارية السيادية”، أن “جهاز أبوظبي للاستثمار” كان وراء عدد من أكبر عشر صفقات في العالم خلال 2015.
وبين المعهد، أن الصفقات تضمنت شراء 50% من ثلاثة فنادق في هونغ كونغ (رينسانس هاربور فيو، وحياة ريجينسي تسيمشاتسوي، وجراند حياة)، مقابل نحو مليار دولار، وعقارات صناعية أميركية بقيمة 3.15 مليارات دولار بالشراكة مع “مؤسسة التقاعد الكندية”.
ولفت المعهد إلى أن صناديق سيادية أخرى مثل “مؤسسة الصين للاستثمار”، و”صندوق النرويج الحكومي للمعاشات”، و”هيئة الاستثمار القطرية”، قامت إلى جانب “جهاز أبوظبي للاستثمار”، بإبرام أكبر عشر صفقات استثمارية العام الماضي.
وذكر المعهد أنه رغم تراجع أسعار النفط العالمية، إلا أن شهية الصناديق الاستثمارية السيادية العالمية لم تهدأ تجاه الاستثمارات والصفقات الكبرى، مثل “منهاتن وست”، وصفقات صناعية كبرى أخرى سيطرت على صفقات الصناديق السيادية العالمية العام الماضي.

المشروعات
وعلى صعيد المشروعات, فقد استحوذت “بلو بولت ليمتد”، الشركة المملوكة بالكامل من قبل جهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، على حصة نسبتها 36 بالمئة من “فنيكس باور بيرو”، وهي شركة لتوليد الطاقة الكهربائية الحرارية في ليما، وذلك كجزء من صفقة لتحالف تجاري بقيمة 786 مليون دولار ويمتلك صندوق بيرو الاستثماري “سيجما” حصة مقدارها 13بالمئة من شركة “فنيكس”.
وتمتلك شركة توليد الطاقة “فنيكس باور” محطة كهربائية بنظام الدورة المركّبة بقدرة 570 ميغاوات في مقاطعة تشيلكا، جنوب ليما. وتتولى الشركة مسؤولية إنتاج 10 بالمئة من الطاقة المستهلكة حالياً في بيرو، وتُعرف أيضاً بأنها المحطة الأكثر كفاءة للطاقة الحرارية في البلاد.
وكان أول عـقـد بين جهاز أبوظبي للاستثمار وصندوق بيرو الاستثماري قد بدأ في العام 2013، وذلك خلال المعرض المتنقل للاستثمار في بيرو، والذي نظّمه مكتب بيرو للتجارة والاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة. وترأس الوفد، الذي كان آنذاك أكبر وفد مشارك من أميركا اللاتينية يزور الدولة، وزير الاقتصاد والمالية ومحافظ البنك المركزي في بيرو، وتضمن نخبة من كبار التنفيذيين وقادة الأعمال من الشركات الرائدة التي تمثّل أبرز القطاعات الاقتصادية في البلاد.

ويقول ألفارو سيلفا-سانتيستبان، مدير مكتب التجارة والاستثمار لجمهورية بيرو في دولة الإمارات العربية المتحدة “يعكس هذا الاستثمار مدى قوة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية بيرو. لقد استقطبنا استثمارات بحوالي 1.7 مليار دولار أميركي من دولة الإمارات منذ العام 2010، مما يجعل بيرو حسب معلوماتنا أكبر ثاني وجهة للاستثمار في أميركا اللاتينية. إن البعثات الاستثمارية بين بيرو والإمارات تلعب دوراً محورياً في استعراض المزايا والفرص التي تزخر بها البلاد، وأيضاً في ربط المستثمرين المحتملين بالفرص الواعدة في الأسواق”.
وتعتبر بيرو اليوم واحدة من أبرز الأسواق الناشئة في العالم، مع سجل راسخ من الاستقرار الاقتصادي في الآونة الأخيرة، يستند إلى متوسط نمو سنوي متواصل لإجمالي الناتج المحلي بمقدار 5.3 بالمئة طوال السنوات الـ 15 الماضية.

وازدادت الصادرات الإجمالية من بيرو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 700 بالمئة في الفترة ما بين 2011 إلى 2014، وقد شهدت مزيداً من النمو بنسبة 30 بالمئة بين العامين 2014 و 2015.
صفقة “جى بى ”
وصلت جي.بي للاستثمارات كبرى شركات الاستثمار المباشر في أمريكا اللاتينية إلى اتفاق مع وحدة تابعة لصندوق سيادي في أبوظبي للحصول على التمويل اللازم لشراء نحو 70 في المئة من شركة بي.آر العقارية البرازيلية.
وقالت جي.بي إن شركة تي.اتش.بي التابعة بشكل غير مباشر لجهاز أبو ظبي للاستثمار وقعت اتفاقا ملزما مع وحدة جي.بي.آي.سي التابعة لجي.بي للاستثمارات في إطار العرض المقدم لشراء حصة مسيطرة في بي.آر العقارية التي يعد بنك بي.تي.جي باكتوال البرازيلي أحد كبار المساهمين بها.
وقدمت جي.بي للاستثمارات عرضا بقيمة 1.87 مليار ريال (470 مليون دولار) لشراء حصة مسيطرة في بي.آر العقارية يوم 11 ديسمبر كانون الأول. وقبل تقديم العرض كان بي.تي.جي باكتوال يمتلك 35 في المئة من شركة العقارات البرازيلية.
وباع بي.تي.جي باكتوال أصولا لجمع سيولة واستعادة ثقة المستثمرين بعد إلقاء القبض على رئيس مجلس إدارته السابق والمساهم الرئيسي أندريه استيفيس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
برج باريس
وتعاقد جهاز أبوظبي للاستثمار مع شركة بويجيس للبناء على إنشاء برج من 38 طابقا للمكاتب في موقع مبنى لا سيزون في منطقة لا ديفينس للبنايات الإدارية في وسط باريس، وفق ما قالته شركة لاسال لإدارة الأصول التابعة للجهاز.
اشترت شركة لاسال العقار لا سيزون نيابة عن جهاز أبوظبي للاستثمار. والمتوقع أن تبدأ أعمال هدم العقار القائم حالياً منتصف العام الجاري، على أن ينتهي بناء برج المكاتب الجديد في عام 2020،.تبلغ قيمة العقد 200 مليون يورو. وتم الحصول على الأرض من صندوق يو بي اس لإدارة الأصول.
موقع سكوتلانديارد
من ناحية أخرى حصلت مجموعة أبوظبي المالية على موافقة السلطات على تطوير موقع سكوتلانديارد في وستمينستر السابق وتحويله عقاراً من 268 شقة في ستة أبراج.
و اشترت المجموعة العقار مقابل 381 مليون دولار عام 2014 ويمكنها الآن بناء عقارات بارتفاع من 14 إلى 20 طابقا في إطار الخطة التي وافق عليها أعضاء مجلس لندن (البلدية) بمعدل ثلاثة أصوات ضد صوت واحد .وسوف تنقل إدارة شرطة العاصمة لندن إلى موقع أصغر في فيكتوريا لتوفير المال.

جهاز أبوظبى للاستثمار

 

– تأسس جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976 بناءً على أوامر من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.

– هذه الأوامر تهدف نحو استثمار الفائض من أموال الحكومة في أنواع مختلفة من الأصول ذات المخاطر القليلة.

– في ذلك الوقت أعتبر هذا القرار غير مألوف، حيث كان الدارج استثمار أغلب احتياطي أموال الحكومات في الذهب أو الاستثمارات قصيرة المدى في الديون.

– يدير الجهاز حاليا كمية ضخمة من رأس المال، ويعتبر من أضخم صناديق الاستثمار في العالم.

– ولكبر حجم الجهاز، أصبحت الصناديق الاستثمارية المملوكة له مؤثرة في السوق العالمي.