تقارير تكنولوجيا رئيسي

هل يحدث الذكاء الصناعى تغييرات ثورية فى القطاع الزراعى؟

مع استمرار الارتفاع الكبير في عدد السكان بكوكب الأرض، يصل الطلب على الطعام إلى مستويات غير مسبوقة، فيما تواجه الأساليب الزراعية التقليدية تحديات، مثل تغير المناخ ونضوب الموارد، والحاجة المتزايدة إلى الكفاءة والتطور، بينما تشير التوقعات إلى تغيرات ثورية سيحدثها الذكاء الاصطناعي حال دخوله هذا المجال.

ومن المتوقع أن يرتفع سوق الذكاء الاصطناعي في الزراعة من 1.7 مليار دولار في عام 2023 إلى 4.7 مليار دولار بحلول عام 2028، ما يسلط الضوء على الدور المحوري للتقنيات المتقدمة في هذا القطاع.

ستُمكّن تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل خوارزميات التعلم الآلي وصور الأقمار الاصطناعية، المزارعين من جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات بشأن صحة المحاصيل، وظروف التربة، وأنماط الطقس.

ويسمح هذا النهج القائم على جمع البيانات وتحليلها باتخاذ قرارات دقيقة، وبتخصيص الموارد على النحو الأمثل، وتقليل النفايات إلى أدنى حد.

بالإضافة إلى أن أجهزة الاستشعار المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها مراقبة حالة المحصول في الوقت الفعلي، واكتشاف علامات الأمراض والآفات، ونقص العناصر الغذائية، أو الهجمات الضارة.

كما تتيح المراقبة الاستباقية للفلاحين إمكانية التدخل بسرعة، مما يمنع انتشار الأمراض، ويقلّل من الحاجة إلى استخدام مُفرط للمبيدات، وتقديم رؤى قيّمة للمزارعين بشأن المحاصيل المتوقعة.
معدات ذاتية القيادة

ظهور معدات الزراعة المستقلة هو خطوة أخرى نحو صناعة زراعية أكثر كفاءة واستدامة. ويمكن للجرارات، والطائرات بدون طيار (المسيّرات)، والحصادات التي يحركها الذكاء الاصطناعي، أداء مهام بمستوى عال من الدقة والاتساق، الأمر الذي يمثل أيضاً تحدياً للمزارعين.

لا يقلل هذا من عبء العمل على المزارعين فحسب، بل يقلل أيضاً من التأثير البيئي من خلال الاستخدام الأمثل للموارد مثل المياه والأسمدة والوقود.

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تحسين سلسلة التوريد الزراعية. وعبر مراقبة مستويات المخزون إلى توقع الطلب في السوق، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المساعدة في تسهيل حركة المنتجات الزراعية من الحقل إلى الطاولة.

ويقلل ذلك ليس فقط من الفاقد، ولكنه يقلل أيضاً من هدر الطعام، مما يضمن وصول مزيد من الحصاد إلى المستهلكين.

ولا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي في الزراعة على تطوير المزارع فقط، بل تمتد إلى الأمن الغذائي العالمي، والحفاظ على البيئة، ورفاهية السكان المتزايد.

ختامًا، لا يقتصر دمج الذكاء الاصطناعي في الزراعة على إعادة تشكيل الممارسات الحالية فحسب، بل يمهد الطريق أيضًا لمستقبل مستدام.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح بستانيًا، يراقب ويضبط بدقة كل مرحلة نمو في المزرعة، بدءًا من اختيار البذور المناسبة للتربة لزرعها إلى الحصاد وما بعده.

ويمكن أن يساعد أيضًا في تعديل الممارسات الزراعية في الوقت الفعلي لتلائم التغيّرات المناخية، ما يضمن صحة المحاصيل وعائدها بأفضل شكل.

المصدر: وكالات