أكّد راشد علي الأنصاري مدير عام شركة «الأنصاري للصرافة» أن الخطوات الاستباقية التي تتخذها حكومة الإمارات والرامية لتنويع الاقتصاد في دعم قطاع الصرافة في الدولة، ساهمت إلى حّد كبير في تعزيز قطاع الصرافة المحلي.
وتوقع الأنصاري في حوار خاص أن تواصل سوق التحويلات المالية وصرف العملات الأجنبية النمو بمعدل يتراوح بين 3 و5% بحلول نهاية العام الجاري، وهي نفس نسبة النمو التي حققها القطاع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2016.
ولفت مدير عام شركة «الأنصاري للصرافة» إلى أنه على الرغم من انخفاض أسعار النفط العام الماضي إلا أن المناخ الاقتصادي الإيجابي في الدولة كان له تأثير ملموس على صعيد تعزيز سوق التحويلات المالية خارج الدولة التي بلغت أكثر من 120 مليار درهم في العام 2015، وفقاً لتقديرات رسمية، ساهمت الأنصاري للصرافة في تحويل ما يزيد عن 40 مليار درهم منها.
وأشار إلى أن «الأنصاري للصرافة» حققت أداءً إيجابياً في العام 2015 انعكس بالدرجة الأولى في معدل النمو البالغ 15% مقارنةً بالعام 2014، لتستحوذ بذلك على حصة سوقية فاقت 30%.
وأضاف راشد علي الأنصاري إن الشركة تعتزم الاستمرار في استثمار 200 مليون درهم هذا العام، كجزء من خطتها الاستثمارية التي بدأت العام الماضي والتي تهدف إلى استثمار 600 مليون درهم خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وفيما يلي نص الحوار:
تقييم الأداء
* كيف تقيّمون أداء «الأنصاري للصرافة» خلال العام 2015؟ وما هي أبرز توقعاتكم للعام 2016؟
– شكّل العام الماضي محطة هامة للغاية بالنسبة لنا، إذ ساهمت «الأنصاري للصرافة» في تحويل ما يزيد عن 40 مليار درهم من إجمالي قيمة التحويلات المالية المرسلة من الإمارات إلى دول العالم، والبالغة أكثر من 120 مليار درهم في العام 2015، وفق التقديرات الرسمية الصادرة عن «البنك الدولي».
وأننا نتطلع بثقة وتفاؤل حيال مواصلة مسيرة الريادة والتميز خلال العام الجاري وتحقيق المزيد من النمو والتوسع ضمن السوق الإماراتية الواعدة.
* ما هي الأسواق التي كانت الأكثر استقطاباً للتحويلات المالية في العام الماضي؟
– جاءَ الوافدون من الهند والفلبين والدول العربية مجتمعة وباكستان وبنجلاديش في صدارة الجنسيات التي استحوذت على القيمة الأكبر من التحويلات المالية إلى بلدانهم الأم خلال العام الماضي.
وتربعت مصر على موقع الصدارة عربياً من حيث إجمالي قيمة تحويل الأموال من الإمارات، تلتها كل من الأردن والمغرب.
تأثير النفط
* برأيكم، إلى أي مدى تأثير تراجع النفط والتباطؤ الاقتصادي الإقليمي على حجم تدفق التحويلات المالية من الإمارات؟
– يواصل قطاع تحويل الأموال الحفاظ على موقعه الريادي باعتباره مكوّناً هاماً من مكونات صناعة الخدمات المالية في دولة الإمارات، مدفوعاً بقدرة عالية على تلبية الاحتياجات الحالية والناشئة للوافدين من مختلف أنحاء العالم.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط خلال الفترة السابقة إلا أن هناك مناخاً اقتصادياً إيجابياً في أسواق منطقة الخليج العربي، ودولة الإمارات على وجه الخصوص خلال العام الفائت، والذي كان له تأثير ملموس على صعيد تعزيز سوق التحويلات المالية.
ونتوقع أن تواصل سوق التحويلات المالية وصرف العملات الأجنبية النمو بمعدل يتراوح بين 3 و5% بحلول نهاية العام الجاري ويُعزى ذلك بالدرجة الأولى إلى الدعم الحكومي اللامحدود الذي ساهم في تطوير وتنويع وتعزيز قوة الاقتصاد الوطني، الذي يسير بخطى ثابتة للتحول نحو الاستدامة والتنوع بعيداً عن النفط.
وعلاوة على ذلك، سيتواصل زخم التحويلات المالية بالنظر إلى التزام غالبية الوافدين في الدولة بتحويل الأموال بصورة دورية وثابتة إلى بلدانهم الأم في سبيل إعالة عائلاتهم.
الآفاق المستقبلية
* هل لكم أن تعطونا فكرة عن الآفاق المستقبلية لقطاع تحويل الأموال في دول الخليج العربي، ودولة الإمارات على وجه الخصوص؟
– يبرز قطاع التحويلات المالية باعتباره أحد القطاعات الحيوية الأسرع نمواً في منطقة الخليج العربي، الأمر الذي يعود في المقام الأول إلى تنامي مكانة الدول الخليجية كبيئة حاضنة لأعداد كبيرة من الوافدين من مختلف أنحاء العالم ووجهة جاذبة للأعمال والاستثمار والسياحة.
ويمكن القول بأنّ الآفاق المستقبلية إيجابية، بالتزامن مع تنامي قوة الدولار الأميركي الذي يرفع القيمة الشرائية للعملات الخليجية، المرتبطة بالدولار، مقابل العملات العالمية ليضمن بذلك استمرار وتيرة نمو قطاع التحويلات المالية في دول الخليج العربي في المستقبل القريب.
وتتعزز التطلعات الإيجابية حول مستقبل قطاع تحويل الأموال في الإمارات، في ظل التزام الوافدين بإرسال الأموال بصورة منتظمة إلى عائلاتهم، فضلاً عن تنامي قوة الاقتصاد الإماراتي نتيجة مواصلة تنفيذ سياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة والتي أثمرت عن نتائج ملموسة على صعيد تعزيز القدرة والمرونة على مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط التي طالت الاقتصاديات العالمية.
تحديات
* ما هي أهم أبرز التحديات التي تواجه قطاع الصرافة وتحويل الأموال في الإمارات؟
– لعل التحدّي الأوّل والأهم الذي يواجه قطاع التحويلات المالية يتمثّل في تحقيق رضا العملاء الذي بات أصعب من ذي قبل.
وبالنظر إلى أهمية بناء علاقات متينة مع العملاء، يجب على الشركات أن تدير عملياتها التشغيلية على نحو يتجاوز توقّعات وتطلّعات عملائها.
وبدورنا، نسعى في «الأنصاري للصرافة» إلى مواصلة تطوير محفظتنا الواسعة من الخدمات وبناء الشراكات والتحالفات الاستراتيجية مع كبرى المصارف والمؤسّسات المالية لضمان توفير أفضل تجربة للعملاء.
كما نولي أهميةً خاصةً لمواكبة أحدث التكنولوجيا المتطوّرة في سبيل التحسين المستمر في النظم التشغيلية القائمة، تماشياً مع مساعينا المستمرة للارتقاء بالخدمات المقدّمة للعملاء.
القيمة المضافة
وإيماناً منّا بضرورة توفير القيمة المضافة والأسعار التنافسية للعملاء، نلتزم في «الأنصاري للصرافة» بتبني أفضل الممارسات الإدارية الفعّالة التي تساعدنا على الحد من التكاليف التشغيلية للحفاظ على تقديم أفضل الأسعار التنافسية والخدمات للعملاء للتعبير عن امتناننا لهم من جهة وتعزيز ثقتهم وولائهم للشركة من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي تواصل فيه التكاليف التشغيلية بالارتفاع نتيجة ارتفاع الإيجارات والأجور وتزايد أسعار أعمال الديكور والصيانة وعقود الخدمات، إضافةً إلى تلبية متطلّبات الهيئات الحكومية الاتحادية والمحلية، لا تتوانى إدارة الشركة في بذل الجهود لتطوير حلول جديدة ومبتكرة لضمان حصول العملاء على أفضل جودة وخدمة.
ومما لا شك فيه بأنه بات يجب على شركات الصرافة تلبية المتطلبات التنظيمية الصارمة المعتمدة ضمن القطاع المالي، للتأكد من الامتثال التام وتجنب المخاطر المحتملة.
لذا فإننا نلتزم في «الأنصاري للصرافة» بتبني نظم تقنية متطورة ومنهجية متكاملة لمطابقة أعلى معايير الشفافية والموثوقية في إدارة عملياتنا التشغيلية عبر شبكة فروعنا في الإمارات، والتي تشهد بمجملها تنفيذ نحو 70 ألف معاملة يومياً تتم مراقبتها بدقة تامة باستخدام تقنيات متقدمة للغاية.
وبالمقابل، نحرص على التنسيق عن كثب وبصورة مستمرة مع الهيئات التنظيمية المعنية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ومع وكلائنا المعتمدين في العالم، لضمان إدارة ومعالجة وتنفيذ وتدقيق المعاملات المالية وفق الاشتراطات والمعايير والقوانين المعمول بها.
خطط التوسع
* هل لكم أن تحدثونا عن خطط التوسعة التي تنتهجها «الأنصاري للصرافة» خلال العام الحالي؟
– تتمتع الشركة بمعرفة وخبرة واسعة في السوق الإماراتي، لذا سنقوم خلال العام الجاري باستثمار ما يصل إلى 200 مليون درهم لدعم القدرة التشغيلية في الشركة وتوسيع حضورنا الجغرافي وتحديث بنيتنا التحتية والتكنولوجيا المستخدمة لدينا، ورفع عدد فروعنا من 170 إلى 220 بحلول 2020.
وسوف نستمر في تقديم خدماتنا بشكل أقرب إلى الجمهور من خلال توسيع عملياتنا استراتيجيا، في ظل النمو المستمر في التعداد السكاني في الإمارات وتطور المشاريع ضمن مجتمع الأعمال، وافتتاح مكاتب جديدة للشركات من مختلف بلدان العالم.
ترقب
قال راشد علي الأنصاري: عادة ما يتسبب انخفاض قيمة عملة ما في موجة من الاهتمام بالدولار، ونعتقد أن الناس يتبعون سياسة الانتظار والترقب، وهذا ما تعكسه حالة الاضطراب في الاقتصاد المصري.
ومن الواضح أن الجنيه المصري بات الآن أكثر جاذبية، بحيث يمكنك شراء المزيد منه مقابل الدرهم، لكني أعتقد بأن الدولار الأميركي سيلقى إقبالاً من المصريين لبعض الوقت.
توقعات بتواصل مكاسب الدولار الأميركي هذا العام
توقع راشد علي الأنصاري أن يواصل الدولار الأميركي صعوده هذا العام ويحقق مكاسب كثيرة غير متوقعة للعديد من المقيمين في دولة الإمارات، مؤكداً أن التحويلات المالية من الدولة في تزايد، خاصة إلى الدول الآسيوية، حيث تتم الاستفادة من أسعار الصرف الجيدة بين الدرهم المرتبط بالدولار والعملات الوطنية للمقيمين ما يمكنهم من إرسال كمية أكبر من الأموال إلى موطنهم ونتيجة لذلك انخفضت قيمة صرف العديد من العملات الآسيوية بما في ذلك الروبية الهندية والبيزو الفلبيني والتاكا البنغلاديشي والروبية الباكستانية والروبية الإندونيسية والرينجنت الماليزي وهوما جاء في صالح مواطني هذه الدول.
وبالمقابل شهدنا تراجعاً في أعداد الزوار القادمين من روسيا ، نتيجة انخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار والدرهم. إذ إنّ ارتفاع قيمة الدرهم ينطوي على آثار سلبية على بعض القطاعات المرتبطة بصرف العملات.
إلاّ أنّ مدى تدني قيمة الروبل يعتبر حالة استثنائية، لذا يعد تأثير الدرهم القوي أقل حدة على العملات العالمية الأخرى والتي نتوقع ألاّ تتأثر بصورة كبيرة كما هو الحال مع الروبل.
وحرصاً منها على تفادي الانعكاسات التي ينطوي عليها ارتفاع قيمة الدولار والدرهم على قطاع السياحة، اتخذت دولة الإمارات إجراءات استباقية وأطلقت سلسلة من العروض لاستقطاب أعداد متزايدة من السياح وبالتالي تعويض التأثيرات الناجمة عن تنامي قوة الدرهم.
وفيما يتعلق بانخفاض أسعار التحويل في شركات الصرافة مقارنة مع التحويلات عن طريق البنوك، شاملة تحويلات الإنترنت والهاتف أوضح مدير عام «الأنصاري للصرافة» أنه نظراً لوجود فوارق لا بأس بها في أسعار صرف العملات، إضافة إلى تطبيق رسوم خدمات إضافية فوق سعر التحويل، خاصة عن طريق الهاتف، حيث التركيز يكون على راحة المتعامل بدلاً من تقديم قيمة مضافة، فإن أسعار التحويل في شركات الصرافة لاتزال أقل مقارنة مع التحويلات عن طريق البنوك.
وقال إن العدد الأكبر من المتعاملين يرغب في البحث عن أفضل أسعار التحويل وكذلك المفاصلة على سعر الصرف، وهذا الخيار لم يكن متوافر عند استخدام التقنيات الإلكترونية.
لذا فقد قمنا بإطلاق خدمتنا الإلكترونية التي توفر طريقة سهلة ومريحة لإرسال الأموال مع ضمان توفير أفضل سعر.
وأضاف أن الخدمة توفر أعلى معايير الأمن الرقمي بما يعزز من مكانتنا كواحدة من أهم العلامات التجاريّة الموثوقة وذات المصداقية العالية.
ونحن واثقون من أن خدمتنا الرقمية هذه سوف تحظى بإقبال واسع لاسيما من عملائنا المهتمين بالتكنولوجيا.
التحويل المالي عبر الإنترنت والأكشاك ذاتية الخدمة
تشهد شريحة عملاء شركات الصرافة الذين يفضلون إجراء معاملاتهم المالية من خلال القنوات الرقمية تزايداً ملحوظاً لأنهم يجدونها آلية فعالة لإنجاز المعاملات، كما انها تغنيهم عن الحضور إلى الفروع.
وأشارت شركة الأنصاري للصرافة إلى إنها تسعى على الدوام إلى تزويد عملائها بمختلف الخدمات والمنتجات عبر مجموعة واسعة من القنوات مع ضمان تقديم أعلى المستويات الأمنية، فقد قامت بتوفير خدمات التحويل المالي عبر الانترنت والأكشاك ذاتية الخدمة.
وقال راشد الأنصاري إنه من خلال طرحنا لبوابتنا الإلكترونية (eExchange)، فإننا ندخل رسمياً في عالم التحويلات المالية الرقمية، حيث نقدم أسعاراً تنافسية لعملائنا الذين يقومون بإجراء تعاملاتهم المالية عبر الإنترنت.
أما أكشاك الخدمة الذاتية فهي إضافة أخرى لمحفظة منتجاتنا، وهي تقدم نفس مستوى الراحة لعملائنا الكرام.
وأضاف إن هذه الخدمات تتوفر منذ بضعة أشهر، حيث نلاحظ بالفعل نمواً واعداً في استخدامها.
كما تلقينا ردود فعل إيجابية من عملائنا الحاليين وبعض ردود الأفعال القيمة التي ستساعدنا على تحسين خدماتنا بحيث تلبي الاحتياجات المحددة للعملاء.
وتعتبر القنوات الرقمية أساسية لنمو أعمالنا على المدى الطويل، كما أننا نقوم باتخاذ الإجراءات والاستثمارات الضرورية لإعداد منصات الخدمات الرقمية المتكاملة.
وأشارمدير عام شركة «الأنصاري للصرافة» إلى أن الخدمات الجديدة تواكب خطط الشركة للتوسع محلياً وخارجياً كما نسعى كذلك إلى تنفيذ خطتنا للتوسع على المستوى العالمي في المستقبل القريب لإضافة قيمة إلى قطاع التحويلات المالية العالمي.
الحلول التكنولوجية تلبي أفضل الخدمات للعملاء
قال راشد الأنصاري إن الشركة تعمل في هذا المجال منذ حوالي نصف قرن وهو ما يدل على مكانتنا القوية كشركة للصرافة.
وعلى مدى خمسين عاماً لم نكتسب المعرفة والخبرة حول العمل والسوق واحتياجات العملاء فحسب، بل تعلمنا كيفية التعامل مع هذه الأمور بفاعلية أيضاً.
وقمنا بنشر الحلول التكنولوجية المتطورة لتزويد عملائنا بالمنتجات والخدمات ذات الكفاءة من حيث توفير الوقت والتكاليف.
ومن أجل الوفاء بمتطلبات عملائنا الكرام وتلبية احتياجاتهم، نواصل تقديم المنتجات الجديدة مثل بطاقات إعادة تعبئة رصيد الهاتف المحمول وبطاقات الائتمان ودفع فواتير الخدمات العامة.
ويعتبر رأس مالنا البشري هو رصيدنا الأقوى لأن موظفينا يمثلون اسم الشركة أمام العملاء.
وتم اختيار فريق عملنا متعدد اللغات بعناية، بالإضافة إلى توفير تدريب مكثف للموظفين ضمن 5 مراكز متخصصة تابعة في الإمارات.
أضف تعليق