تقارير رئيسي

لماذا أعلنت الصين الحرب على العملات المشفرة؟

تحولت الصين من كونها أكبر موقع لتعدين العملات المشفرة في العالم إلى خصم قوي يكبد متداوليها خسائر فادحة.

وشهدت، الجمعة الماضية، شن السلطات الصينية حملة قوية على متداولي العملات المشفرة، تضمنت قيام المنصة الاجتماعية ويبو بإغلاق حسابات متخصصة بالعملات المشفرة.

واستندت السلطات الصينية في القرار إلى انتهاك هذه الحسابات للوائح والقوانين، وحماية الاستقرار المالي وضبط التداول، وهي الإجراءات التي سبق أن تعهدت باتخاذها الشهر الماضي.

وهي الحملة التي وصفتها مديرة حساب “Woman Dr. Bitcoin Mini” بـ”يوم الحساب” للأشخاص الفاعلين في مجال العملات المشفرة.

حزمة إجراءات

لم تكن هذه الخطوة الأولى التي اتخذتها الصين لتقييد التعامل بالعملات المشفرة، بل سبقها عدة إجراءات.

أبرز هذه الإجراءات منع الصين الشهر الماضي المؤسسات المالية وشركات الدفع الإلكتروني من التعامل بالعملات المشفرة، إلى جانب تحذير المستثمرين من تداولها أو تعدينها.

كما علقت شركات شهيرة لتعدين العملات المشفرة أعمالها في الصين استعدادا للانتقال إلى دول أخرى مثل هوبي مول وبيتكوين توب.

ويعكس تعليق هذه الشركات أعمالها حجم الضرر، لكون الصين تعد أكبر سوق لتعدين العملات المشفرة في العالم، فهي تستحوذ على 70% من حجم التعدين العالمي، وفق مؤشر جامعة كامبيردج لاستهلاك البيتكوين من الكهرباء.

الترويج لأسباب قانونية

أطلقت الصين حملة إعلامية شرسة ضد التداول بالعملات المشفرة، حيث عرضت وكالة شينخوا الرسمية سلسلة من عمليات النصب المتعلقة بالسوق الرقمية.

 

كما سلطت قناة CCTV الحكومية الضوء على استخدام العملات المشفرة في السوق السوداء والأعمال الإجرامية مثل غسل الأموال.

وبحسب “فوربس” يؤكد أحد المنظمين الماليين أن هناك تفسير قضائي المرتقب من شأنه إزالة الغموض التشريعي الذي فشل في تصنيف أعمال التداول بالعملات المشفرة كأنشطة إجرامية.

فيما قال وينستون ما، الأستاذ المساعد في كلية الحقوق بجامعة نيويورك ومؤلف كتاب “الحرب الرقمية”، إنه من المتوقع أن تصدر السلطات القضائية تفسيرا قانونيا يربط بين أعمال التعدين والتداول بالعملات المشفرة وقانون الجنايات الصيني، لتجريم تلك الأمور رسميًا، وفق تصريحاته لرويترز.

أمريكا وراء الحملة

كما ذهبت تفسيرات إلى وجود أسباب إضافية تقف وراء الحملة الصينية على العملات المشفرة، إذ أشار وينستون ما إلى أن حكومة بكين لا ترغب في خلق نموذج جديد محلّي للملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي يعرف بأنه من أكبر الداعمين للعملات المشفرة.

وتتزامن الهجمة الصينية على العملات المشفرة، مع استعداد الصين لإطلاق عملة اليوان الرقمية التي ستتيح التعامل على النقود رقميا.

 

وعلى مدار الأربعة وعشرين ساعة الماضية، خسرت بيتكوين 9.58% من قيمتها لتهبط إلى مستوى 32.857 ألف دولار، مع تراجع إيثريوم بنحو 10.38% لتسجل 2495.56 دولار، وانخفضت عملة دوجكوين بواقع 12.4% إلى مستوى 0.3267 دولار، وذلك 11:02 صباحا بتوقيت جرينيتش.