تقارير

كيف تدعم مبادرة اكتفاء قطاع الطاقة محلياً وعالمياً؟

أطلقت أرامكو السعودية مبادرة “اكتفاء” لتعزيز المحتوى المحلي في عملياتها، وذلك من خلال فتح فرص أمام الموردين والمصنعين المحليين، بقيمة تقارب 13 مليار ريال، وذلك تطبيقا لأهداف رؤية 2030 المتعلقة بتعزيز المحتوى المحلي.

ويعتبر اكتفاء”، أحد أبرز مبادرات أرامكو السعودية لتنفيذ استراتيجياتها في دفع عجلة تطوير قطاع خدمات الطاقة بالمملكة، والإسهام في وضع أسسِ منظومةٍ اقتصاديةٍ تساعد على استقطاب وتشجيع صناعات محلية مرتبطة بقطاع الطاقة، وقادرة على المنافسة في الساحة العالمية

ويوجه “اكتفاء” لإنفاق أكثر من تريليون ونصف التريليون ريال خلال الـ10 أعوام القادمة، إذ إنه يستهدف تأهيل 360 ألف متدرب لسوق العمل بحلول عام 2030، إضافة إلى بناء قاعدة راسخة من التحالفات بين الكيانات الاستثمارية الوطنية المتخصصة ونظيرتها العالمية.

ومنذ إطلاق برنامج اكتفاء أي قبل نحو 3 أعوام، تم تسجيل 98 منشأة محلية لتقديم خدماتها لأرامكو السعودية.

وفي الوقت نفسه، توسعت أعمال 90 منشأة محلية من خلال حصولها على اعتمادات لتشغيل خطوط إنتاج جديدة.

هذا وتشارك حاليا أكثر من 400 شركة محلية وعالمية حاليا في برنامج اكتفاء.

وقد تم تصميم برنامج اكتفاء، وإطلاقه في الأول من ديسمبر 2015، بهدف الاستفادة من العلاقة بين أرامكو السعودية ومقدمي الخدمات والمصنعين من أجل تعزيز أهداف الشركة لرفع مستوى المحتوى المحلي، مع نهاية عام 2021 إلى نحو 70%.

كما يعمل “اكتفاء” على تطوير منظومة اقتصادية متنوّعة ومستدامة لديها القدرة على المنافسة في قطاع الطاقة بالمملكة، والدفع بنحو 360 ألف خريج من 30 مركزا ومعهد تدريب إلى سوق العمل بحلول عام 2030.

وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح على أهمية برنامج اكتفاء للشركات السعودية وللشركات العالمية على حد سواء

وأضاف الفالح في لقاء خاص مع “العربية” أن برنامج اكتفاء يهدف لخدمة قطاع الطاقة في المملكة والعالم، وهو قائد حراك تعظيم المحتوى المحلي ويخدم رؤية 2030″.

وتابع “برنامج (اكتفاء) يأتي لبناء سلسلة إمداد وصناعات البترول والغاز ليس فقط لخدمة أرامكو وليس لخدمة قطاع الطاقة في المنطقة بل لخدمة العالم، وأن تكون هذه المنطقة منصة لتقديم الخدمات المتقدمة تقنياً لكافة صناعات الطاقة والبترول والغاز تحديداً في منطقة الشرق الأوسط”.

وأضاف “المحتوى المحلي هو أحد الأهداف الأساسية لرؤية المملكة 2030، تعظيم المشتريات من القطاع الخاص هنا في المملكة، وبرنامج “اكتفاء” هو قائد هذا الحراك وهناك تكامل قوي جداً بين الشركات التي تحتاج الخدمات وبين مقدمين الخدمات سواء كانوا سعوديين أو شركات دولية”.

وأشار إلى أن قطاع الصناعة العسكرية أطلق مبادرة للمحتوى المحلي مشابهة لاكتفاء.

وقال الفالح “من أكبر القطاعات التي أطلقت مبادرات مشابهة لاكتفاء هو قطاع الصناعات العسكرية، وهناك هدف واضح طرح سابقاً بأن 50% من المشتريات العسكرية تكون محلية الصنع في 2030. أسست هيئة لهذا الغرض وأسست شركة قابضة كبرى وهي شركة الصناعات العسكرية السعودية “سامي” بالإضافة لمؤسسة الصناعات العسكرية ومقرها الخرج. هذا التكامل الآن سينطلق في قطاع مهم وحساس واستراتيجي وبنفس الوقت له قيمة عالية جداً للاقتصاد بأن يتم توطينه”.

وأكد الفالح حضور كثير من شركات النفط في مبادرة مستقبل الاستثمار الشهر الماضي وحرصهم على حضور مؤتمر “اكتفاء”.

وأضاف “كثير من الشركات الكبرى في قطاع البترول مثل شلمبرجير، بيكر هيوز، جي إي كلها حضرت وبقوة في منتدى الاستثمار وشاهدنا توقيع اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار أو ما يفوق ذلك، الكثير فيها في قطاع الطاقة”.

وتابع “المملكة مازالت تقف بقوة وهي دولة جاذبة للاستثمار بكل المعايير، وممكنات الاستثمار في المملكة لم تضعف أبداً، ورأينا هذا اليوم حضورا قويا جداً من شركات عديدة وسنراه في مناسبة ثالثة قريبة عند تدشين وإطلاق مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك”

ويعَدُّ تعزيز المحتوى المحلي أحد أهداف أرامكو السعودية الأساسية. ولتحقيق ذلك، فإنه يُتطلّب إنشاء قيمة في كل جانب من أعمالها، ما ينعكس إيجابًا على التنويع وتعظيم النمو الاقتصادي طويل الأجل، وتوفير مزيدٍ من الوظائف الجيدة للمواطنين، وتعزيز الابتكار، وزيادة القدرة التنافسية على المستوى الدولي.

ويأتي على رأس أولويات أرامكو السعودية إنشاء سلسلة توريد محلية ذات مستوى عالمي تتمتع بقدرة تنافسية، وتضيف قيمة إلى المملكة.

يواكب برنامج اكتفاء استراتيجية أرامكو السعودية في دعم وتعزيز برامج المحتوى المحلي، إذ إنه من البرامج الأساسية في أعمال الشراء التي تنفذها الشركة ما يُسهم في تسريع وتيرة التوطين، والتوسّع في الفرص الاستثمارية للشركات الصغيرة والمتوسطة، بما يجعلها أكثر قدرة على النمو ومواجهة تحديات المستقبل، والإسهام الفاعل في النمو الاقتصادي.

ويعمل البرنامج كذلك على تنمية وتنويع مصادر الاقتصاد وجذب الاستثمار عن طريق رفع نسبة المحتوى المحلي في سلع وخدمات قطاع النفط والغاز. ولتحقيق نتائج ملموسة وعملية على أرض الواقع تحافظ الشركة على تنظيم منتدى “اكتفاء” الذي يمثّل منصة سنوية للالتقاء مع المُصنعين ومقدّمي الخدمات التي ترتبط بقطاع الطاقة بما يُسهم في تعزيز القيمة المضافة الإجمالية وفقًا لمتطلبات رؤية 2030، وبرنامج التحوّل الوطني 2020.

وتقوم أرامكو السعودية بعمليات تطوير لشبكاتِ التصنيع والتوريد المحلية، ضمن برنامج ِ اكتفاء الذي يسعى إلى رفع نسبة اعتمادها على المكون المحلي من 45% إلى 70%.

وبحلول عام 2021 مع وجود برنامج إنفاق رأسمالي لأرامكو للسنوات العشر المقبلة بمعدل 41 مليار دولار سنويا وبإجمالي يتجاوز 400 مليار دولار.

وقال أمين الناصر، رئيس شركة ارامكو السعودية، “كثيراً من الشركات يتم العمل معها لنرى أين وصلت إلى التوطين المحلي وماهي العقبات التي تواجهها وماذا نستطيع أن نعمل كشركة بالتعاون مع الشركات الحكومية لتذليل بعض الصعوبات والعقبات التي تواجهها الشركات وتهيئة المناخ الاستثماري المناسب لها للعمل في السعودية”.

ويستهدف برنامج اكتفاء عددا من الصناعات التي تشمل البحث والتنقيب، والهندسة والمشتريات والإنشاءات إضافة إلى النظام البيئي للمعادن، والطاقة التقليدية والمتجدّدة بجانب الكيميائيات والمياه، وتقـنية الاتصال والمعلومات ليتم توطينـها وتوفير البيئة المناسبة لصناعة محلية تسهم في تعزيز القيمةِ الإجمالية المضافة.