حافظت آبل على مكانتها كصاحبة أعلى قيمة سوقية في العالم، وهي المكانة التي يُنتظر أن تفقدها عندما تُطل شركة “آرامكو” السعودية برأسها على أسواق الأسهم العالمية بقيمة سوقية ستتجاوز التريليوني دولار أميركي.
بلغت القيمة السوقية لشركة “آبل” 900 مليار دولار مرة أخرى مدعومة بالتفاؤل حيال مبيعاتها من جوال “آيفون إكس”، وذلك بعد تراجعها دون هذه القيمة في الجلسات السابقة.
ولا تزال “آبل” حتى الآن أكبر شركة في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية متفوقة على “ألفابت” التي تجاوزت قيمتها 700 مليار دولار للمرة الأولى في الشهر الماضي.
وارتفع سهم “آبل” بنسبة 0.3% إلى 175.4 دولار في تمام الساعة 07:46 مساءً بتوقيت مكة المكرمة بعد تحقيق مستوى قياسي جديد عند 175.50 دولار في وقت سابق بالجلسة.
كانت القيمة السوقية لـ”آبل” قد تجاوزت 900 مليار دولار للمرة الأولى على الإطلاق منذ أيام في أعقاب إعلان الشركة المنتجة لـ”آيفون” عن نتائج أعمال قوية خلال الربع السنوي المنتهي في الثلاثين من سبتمبر/أيلول.
اللافت في المستوى التاريخي الجديد أن القيمة السوقية لشركة “آبل” العملاقة قد ارتفعت خلال عام واحد بالضبط بأكثر من 294 مليار و210 ملايين دولار، حيث كانت القيمة السوقية للشركة تبلغ 508.25 مليار دولار يوم التاسع من مايو 2016، لتقفز هذه القيمة في اليوم ذاته من العام الحالي الى 802.46 مليار دولار.
وتفوق القيمة السوقية لشركة أبل جميع الاقتصادات العالمية، فيما لا يسبقها سوى فقط 16 اقتصادا في العالم، وتحتل هي المرتبة الـ 17 عالميا، متقدمة على اقتصادات عالمية كبرى ضمن مجموعة العشرين: هولندا “قيمة اقتصادها 753 مليار دولار” وتركيا “718 مليار دولار” وسويسرا “765 مليار دولار” والسعودية “646 مليار دولار”.
كما تسبق اقتصادات كبرى من خارج مجموعة العشرين مثل الأرجنتين “548 مليار دولار”، بلجيكا “454 مليار دولار”، وإيران “425 مليار دولار”، وتايلاند “395 مليار دولار”، والنرويج “388 مليار دولار”، والنمسا “374 مليار دولار”، وجنوب إفريقيا “313 مليار دولار”، وهونج كونج “309 مليارات دولار”، وماليزيا “296 مليار دولار”، والدنمارك “295 مليار دولار”، وسنغافورة “293 مليار دولار”.
كما أن قيمة الشركة السوقية تفوق قيمة أي صندوق سيادي في العالم، فيما عدا فقط الصندوق السيادي النرويجي البالغة قيمته نحو 922 مليار دولار.
السؤال الذى يطرحه نفسه كيف تطورت شركة آبل حتى يجذب سهمها المستثمرين وتقترب قيمتها من التريليون دولار ؟
لاشك أن نتائج الأعمال القوية تشكل حافزا للمستثمرين وقد وكشفت الشركة عن تحقيق صافي دخل بحوالي 10.71 مليار دولار أو 2.07 دولار للسهم في الربع المالي الرابع من تسعة مليارات دولار أو 1.67 دولار للسهم في نفس الفترة قبل عام.
وبلغت مبيعات الشركة من “آيفون” 46.7 مليون وحدة خلال الثلاثة أشهر المنتهية في الثلاثين من سبتمبر/أيلول، بينما بلغت مبيعات “آيباد” 10.3 مليون وحدة.
وارتفعت مبيعات “آبل” في الصين بنسبة 12% في الربع المالي الرابع مسجلة 9.8 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة عام 2016.
وفيما يتعلق بالربع السنوي المالي الأول – الذي ينتهي بنهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل – يتوقع محللون تحقيق “آبل” أرباحا قدرها 3.75 دولار للسهم وإيرادات بحوالي 85.16 مليار دولار، بينما تتوقع الشركة إيرادات تتراوح بين 84 مليارا و87 مليار دولار.
ولكن مسيرة الشركة أيضا عامل مساهم ومهم ففي عام 2007 أحدثت شركة آبل ثورة في عالم التكنولوجيا بإطلاقها آيفون، الذي تجاوزت مبيعاته منذ ذلك الوقت المليار وحدة، وقد وصلت مبيعاته إلى ذروتها عام 2015 عندما بيع منه أكثر من 231 مليون جهاز.
وتوسعت الشركة على مدار بضع سنوات سابقة، فلم تعد منتجاتها مقتصرة على أجهزة ماك وآيفون، بل صارت تشمل أيضًا آيباد وساعة آبل ووتش، وتلفزيون آبل، وخدمة دفع “Apple Pay”.
ورغم انخفاض صافي مبيعات آبل بنسبة 8% العام الماضي، وانخفاض صافي أرباحها بنسبة 14% مقارنًة بالعام قبل الماضي، إلا أنها لا تزال أكثر ربحًا مما كانت عليه منذ عقد، فقد كان هامش الربح 10% فقط، مقارنة مع هامش ربح يتجاوز الـ 21% اليوم
15 مرحلة فى تاريخ آبل
– التأسيس
كان أول مكتب للشركة في مرأب والدي “ستيف جوبز” بالتبني، وقد تأسست على يد “جوبز” و”ستيف وزنياك” إضافة إلى “رونالد واين” الذي جلبه “جوبز” ليمنحهما فكرة عن كيفية العمل في السوق مقابل 10% من أسهم الشركة.
ترك “واين” الشركة بعد 12 يومًا، وباع حصته مقابل 800 دولار، والتي كان من الممكن أن تساوي 72 مليار دولار الآن، بعد 40 عامًا من تأسيس الشركة.
2– سبب تسمية آبل وشعارها
وفقًا للسيرة الذاتية لـ”جوبز”، فإن فكرة تسمية الشركة بهذا الاسم جاءت لـ”جوبز” بعد عودته من مزرعة تفاح، حيث وجد أن هذا الاسم يبدو مُحببًا وليس صعبًا.
كما يفسر العديد من خبراء التكنولوجيا اختيار التفاحة بأنها كانت السبب في وصول “نيوتن” لقانون جاذبية الأرض، ووضع العديد من القوانين التي ساهمت في التطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم الآن.
ربما يدعم الشعار القديم للشركة هذا الرأي، والذي كان يجسد “نيوتن” جالسًا تحت شجرة التفاح، لكن جوبز وجد أن هذا الشعار معقد ومبالغ فيه، فتم اختزال الشعار إلى التفاحة المقضومة التي تشتهر بها الشركة الآن.
3– آبل1
هو أول منتج للشركة، صنعه “وزنياك” يدويًا، تكون من اللوحة الأم ” motherboard” ومعالج وذاكرة بسيطة، وكان على العملاء تركيب لوحة مفاتيح وشاشة له، وكان ثمنه 666.66 دولار.
4– الاستثمار في آبل
حاول “جوبز” إقناع المستثمرين بمستقبل سوق الكمبيوتر الشخصي، ونجح في جعل “مايك ماركولا” يستثمر في آبل 250 ألف دولار، وصار الموظف رقم 3 في الشركة، وله حصة الثلث في الشركة.
5– دمج آبل
في عام 1977 أُنشئت آبل رسميًا بفضل توجيهات “ماركولا”، وتم تعيين “مايكل سكوت” كأول رئيس ومدير تنفيذي للشركة، لأن “جوبز” كان صغيرًا على تولي هذا المنصب.
6– آبل 2
شهد عام 1977 أيضًا إطلاق الكمبيوتر الشخصي آبل2، والذي حقق نجاحًا كبيرًا، وتميز هذا الجهاز باحتوائه على تطبيق جداول البيانات الرائد ” VisiCalc”، والذي أسهم في بيعه إلى رجال الأعمال والشركات، وبحلول عام 1978 صار للشركة مكتبها وموظفوها وخط إنتاج لجهاز آبل 2.
7– مختبر ” Xerox PARC”
في عام 1979 سُمح لمهندسي آبل بزيارة مختبر ” Xerox PARC” لمدة 3 أيام، وهو المختبر المشهور بإنجازاته التكنولوجية التي تشمل طابعة الليزر والفأرة.
كانت هذه الزيارة مقابل شراء 100 ألف سهم في شركة آبل بسعر 10 دولارات للسهم الواحد.
8– آبل 3
في عام 1980 أصدرت الشركة آبل 3 الموجه لرجال الأعمال، وكان من المفترض أن ينافس التهديد المتنامي لشركتي “مايكروسوفت” و” آي بي إم”، لكنه كان بديلاً مؤقتًا.
وساعدت شركة ” Xerox PARC” مؤسس آبل على الخروج بأفكار مبتكرة، بعد أن أقنعته بأن مستقبل الحوسبة يتمثل في واجهة المستخدم الرسومية ” GUI”، والتي تشبه تلك المستخدمة الآن.
9– جهاز ليزا
ركز “جوبز” جهوده على تضمين هذه الواجهة في كمبيوتر ليزا الجديد، لكنه فشل بسبب الصراعات الداخلية للشركة.
وحين تم إطلاق كمبيوتر ليزا عام 1983 كانت مبيعاته كارثية، بسبب سعره المرتفع وعدم وجود دعم كاف للأنظمة.
10– جهاز ماكنتوش
قاد “جوبز” المشروع الثاني لإصدار كمبيوتر آبل ماكنتوش، والذي وصف بكونه أكثر أجهزة الكمبيوتر سهولة حتى الآن.
حاز الجهاز على شعبية بين مصممي الجرافيك الذين أحبوا الشرائح البصرية به، وذلك رغم ثمنه المرتفع للغاية.
تزامن إطلاق أول ماكنتوش عام 1983، مع تعيين الشركة لمدير تنفيذي جديد هو “جون سكولي”، وكان أصغر مدير تنفيذي لشركة بيبسي.
كما تزامن ذلك مع توتر العلاقات بين “جوبز” و”بيل جيتس”، حيث كانت مايكروسوفت تعمل في الأساس على برنامج لكمبيوتر ماكنتوش، إلا أن هذه الخطط فشلت عام 1983 حين أعلنت مايكروسوفت عن أنها تعمل على واجهة مستخدم رسومية تسمى “ويندوز”.
وفي عام 1984 أطلقت الشركة أول إعلان تلفزيوني لجعل اسم الكمبيوتر مألوفًا لدى الجمهور، وبلغت تكلفته آنذاك 1.5 مليون دولار.
11– أزمة في الأفق
حقق ماكنتوش مبيعات قوية، إلا أنها لم تكن كافية لمواجهة هيمنة “آي بي إم”، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين “جوبز” رئيس مجموعة ماكنتوش، الذي أراد القيام بالأشياء بطريقته الخاصة، وبين “سكولي” الذي أراد رقابة أكثر صرامة على المنتجات المستقبلية.
وصلت الأمور إلى منتهاها عام 1985 حين أراد “جوبز” الإطاحة بـ”سكولي”، إلا أن مجلس الإدارة وقف بجانب “سكولي” وأطاح بـ”جوبز” من مهامه الإدارية، فاستقال “جوبز” وأسس شركة الكمبيوتر “NeXT”.
ترك “وزنياك” الشركة في نفس الوقت عام 1985، قائلاً إنها تذهب في الاتجاه الخاطئ، وباع معظم أسهمه.
12– سكولي
أصبح “سكولي” متحكمًا في الشركة بعد رحيل “جوبز”، وكانت الأمور تسير بشكل رائع في البداية، حيث أطلقت الشركة لاب توب “PowerBook”، ونظام تشغيل System 7 عام 1991، والذي أضاف الألوان إلى أجهزة ماكنتوش.
دخلت آبل العديد من الأسواق الجديدة في التسعينيات، إلا أنها فشلت كلها، ففي عام 1993 قدمت الشركة جهاز ” Newton MessagePad” الذي كان “سكولي” صاحب فكرته، وكان بداية “المساعد الآلي الشخصي”.
كان ثمنه مرتفعًا (700 دولار)، مقارنة بالوظائف التي يقوم بها من تدوين الملاحظات، وتتبع جهات اتصال المستخدم.
تمثل خطأ “سكولي” الأكبر في إنفاق الكثير من الوقت والنقود على إدخال نظام تشغيل 7 في المعالج الصغير لشركتي “موتورولا” و”آي بي إم”، بدلاً من معالج إنتل.
وفي الوقت نفسه تزايد تأثير مايكروسوفت، ففي حين قدمت أجهزة ماك برمجيات ممتازة، إلا أنها كانت محدودة وتعمل على أجهزة الكمبيوتر الباهظة، بينما وفرت “مايكروسوفت ويندوز 3.0″، الذي يعمل على أجهزة الكمبيوتر الرخيصة.
14– مايكل سبيندلر
بعد الإخفاقات المتكررة، وفشل الشركة في تحقيق الأرباح في الربع الأول من عام 1993، أطاح مجلس الإدارة بـ”سكولي” وأتى بدلاً منه بالألماني “مايكل سبيندلر” الذي كان يعمل مع شركة آبل منذ 1980.
أخفق “سبيندلر” حين أكمل خطأ “سكولي” بإطلاق أول ماكنتوش يعمل بمعالج PowerPC، مما ساهم في تراجع إيرادات الشركة.
في عام 1996 تم تعيين “جيل أميليو” كمدير تنفيذي بدلاً من “سبيندلر”، وشهد عهد أميليو تراجع أسهم الشركة إلى أدنى مستوياتها منذ 12 عامًا، ويرجع ذلك إلى بيع “جوبز” 1.5 مليون سهم خلال صفقة واحدة، وقرر “أميليو” شراء شركة “NeXT Computer” مقابل 429 مليون دولار عام 1997، وإعادة “جوبز” إلى آبل مرة أخرى.
وفي يوم 4 يوليو من نفس العام أقنع “جوبز” مجلس الإدارة بتعيينه رئيسًا تنفيذيًا مؤقتًا، فاستقال “أميليون” بعدها بأسبوع، بحسب ارقام.
15– جوبز
شهدت فترة “جوبز” انتعاشة للشركة، حيث استثمرت شركة مايكروسوفت بها 150 مليون دولار عام 1997، إلا أن أكبر إنجاز للشركة يتمثل في إطلاق آيفون عام 2007
أضف تعليق