أكد حكيم بوطهرة مدير شركة رينو الشرق الأوسط، أن الإمارات تقود مستقبل النقل المستدام بالمنطقة، إذ تتصدر مبيعات السيارات الكهربائية، وإن كان حجم المبيعات لما يزل صغيراً بالإجمال. فقد باعت رينو 150 سيارة كهربائية في الإمارات العام الماضي، فيما تحل ثانياً المملكة الأردنية الهاشمية والتي باعت فيها 100 سيارة، وأضاف بو طهرة أنهم يسيطرون على حوالي 70 % من سوق السيارات الكهربائية، والمنافسة مع «بي إم دبليو» وبالتحديد سيارتها «آي 8» مرتفعة الثمن، وتيسلا غير الموجودة في الإمارات.
تعاون
وبين بوطهرة أن الهيئات الحكومية في دبي تساعد كثيراً في تدعيم هذا النهج، حيث يعمل الطرفان معاً على تقنين إدخال السيارات الكهربائية وتهيئة البيئة القانونية، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات مثل وزارة البيئة وهيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا»، وأيضاً العمل على إدخال القوابس الكهربائية لشحن السيارات في أماكن متعددة. وقال: نعمل على نقل تجربتنا في أوروبا إلى الدولة التي تمتلك تجربة رائدة في المنطقة، ولدينا اتفاقات مع مدينة مصدر في أبوظبي.
شروط
وحول الشروط الأساسية لنجاح اعتماد السيارات الكهربائية، قال: لا بد أولاً من توفر البنية التحتية مثل القوابس للشحن، وثانياً التحفيزات للأشخاص والشركات بأن يكون عندها حسم ضريبي وإعفاء من ضرائب البيئة، والسماح بدخول خاص لوسط المدينة ومواقف مجانية، وثالثاً هناك التحفيز الحكومي ففي فرنسا مثلاً تقدم الدولة دعماً بمقدار 10 آلاف يورو تدفعه من ثمن السيارة لتشجيع الناس على اقتنائها إيماناً من الدولة بأن هذا هو مستقبل النقل، وستقوم إسبانيا بأمر مماثل هذا العام، وهذا الاستثمار الحكومي يخلق ديناميكية في الاقتصاد وفرص عمل، كما أن الانتقال إلى النقل المستدام هو قضية وقت، وعندما تعطي نفسك شروط النجاح منذ الآن ستكون متوافقاً مع مشروع المدينة المستدامة والاستغناء عن البترول في وسائل النقل.
سياسة
وحول استراتيجيتهم في الإمارات قال إنهم يعملون على بناء الثقة وتوسيع شبكة التوزيع والتوسع في مفهوم «رينو ستور» بصالات العرض ليشمل الإمارات الشمالية، بعد أن تم تطبيقه في صالة عرض ديرة في دبي وهو ما سيتم تعميمه في جميع الدول الخليجية بحلول 2017. كما يراهنون على مشاريع الخدمة السريعة، حيث يدخل الزبون إلى الكراج دون موعد وفي خلال 30 دقيقة تنتهي الصيانة الدورية، والتي تمتد إلى ساعات عمل إضافية ليتمكن الأفراد من الاستفادة منها خارج أوقات الدوام الاعتيادي.
أسواق
وشدد بو طهرة على أن رينو سيارة مقبولة السعر للجميع ولا توجد بها طرز فاخرة فهذه سياسة الشركة منذ تأسيسها، وهو ما يتوافق مع شعارها «شغف الحياة». وبين أنه في السوق الأوروبي يوجد ولاء للماركة التجارية من العملاء أكثر من السوق المحلي بالإمارات، وأن شركتهم غير موجودة بمنتجاتها في الولايات المتحدة الأميركية والصين، وأن مبيعاتهم متطابقة مع مبيعات نيسان في مجموع المناطق التي يعمل الاسمان فيها، ولكن ثمة مناطق ريادة لرينو كما في شمال إفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية وروسيا، أما في الخليج والشرق الأوسط وشمال أميركا فالسيطرة لنيسان.
وأضاف أنهم عقدوا شراكة مع دانغ فانغ في الصين لتأسيس مصنع رينو في يونيو القادم، حيث سيبدأ إنتاج «كادجار» رباعية الدفع، وبعد ستة أشهر يبدأ إنتاج موديل آخر في الصين، وتأتي هذه الخطوة ضمن مرحلة تركز فيها رينو على الصين والشرق الأوسط وخصوصا أسواقه الرئيسية الثلاثة وهي الإمارات والسعودية ومصر.
حيث تسعى رينو للاستحواذ على 3 % من سوق منطقة الشرق الأوسط بحلول 2017، حيث سيتم إطلاق 11 طرازاً جديداً بالفترة 2015- 2017 ما يساعد على بيع 75 ألف سيارة.
وأضاف: ننتهج من أجل ذلك تأمين منتجات تناسب المنطقة مثل البيك آب والشاحنات الصغيرة، حيث إن لدى رينو في الإمارات 7 طرز فقط وبالتالي هي لا تغطي كل السوق وإنما 30 % منه فقط، وهذه النسبة سترتفع إلى 55 % بفضل الطرز الجديدة التي ستأتي، وفي السعودية مثلاً 40 % من السوق هو لسيارات البيك أب والتجارية الخفيفة، وهي فئات لا توجد لدى رينو سيارات منها لذلك يجب أولاً امتلاك هذا النوع من السيارات، وتقضي الخطط بإنتاج أول رينو بيك أب أواخر 2017 أو أوائل 2018، أما في الإمارات فسيشهد العام الجاري دخول طراز تاليسمان الجديد في مايو، وكوليوس الرياضية متعددة الاستخدامات (اس يو في) في يونيو القادم وسيكون إطلاقها في الإمارات هو الإطلاق التجاري الأول في العالم.
نسب
وأشار إلى أن نمو مبيعات رينو العام المنصرم بلغ 38 % في دول مجلس التعاون الخليجي و 22 % إماراتياً، وهو ما يفوق نمو السوق الذي بلغ 1.8 % خليجياً و 3.2 % محلياً. وقد ارتفعت مبيعات شركتهم في الإمارات 19 % في 2015 مقارنة بالعام 2014، وقد نمت في دبي والإمارات الشمالية نحو 22 %.
مراحل
وكانت المرحلة الأولى من استراتيجية رينو بدأت سنة 2005 واستمرت لعشر سنوات تضمنت 3 أولويات جغرافية، الأولى روسيا، حيث امتلكت مصنعين وكان هدفها الاستحواذ على 10 % من الحصة السوقية، واشترت مصنع لادا افتوبوس سنة 2010. أما المنطقة الثانية في البرازيل حيث حدثوا المصنع وزادوا السعة الإنتاجية للاستحواذ على 7 % من السوق بحلول 2014، واليوم وصلت الحصة إلى 7.5 %. والمنطقة الثالثة شمال إفريقيا وبالتحديد المغرب والجزائر وتونس، حيث بنوا مصنعاً في المغرب.
أما التوسع في مصر ولبنان فيعتمد سياسة تقديم السيارات منخفضة التكلفة.
دورات
وقال بو طهرة إنه بعد الأزمة المالية في اسبانيا وايطاليا وفرنسا تراجعت المبيعات وبلغت النسبة في اسبانيا 30 % وعندما يدوم أمر كهذا لفترة 5 سنوات فإن دورة النمو ستعود بوتيرة أسرع وبالفعل ففي السنة الماضية نمت الأسواق الأوروبية 11 % والاسبانية 22 %، وهو ما يعني فرصاً كبيرة لشركات السيارات.
أساطيل وأفراد
تشكل مبيعات الأساطيل حالياً 45 % من أعمال رينو في الإمارات، ومعظمها من طرازي داستر وفلوانس سيمبول، أما الأفراد (مبيعات التجزئة) فيشترون في الغالب طرازي داستر وكابتشر سيمبول، وقال مدير شركة رينو الشرق الأوسط «عندما ندخل السيارات التجارية إلى قائمة سياراتنا سترتفع النسبة لتبلغ 60 % للأساطيل و40 % لمبيعات التجزئة، علماً أن النسبة الاعتيادية هي 55 % للشركات مقابل 45 % للأفراد الذين يتكون معظمهم الآن من الآسيويين والمواطنين والعرب، حيث يقبل المواطنون على كابتشر والسيارات الكهربائية».
أضف تعليق