توقع محمد سيف السويدي، الرئيس التنفيذي لـ”جهاز قطر للاستثمار”، أن تتضاعف على الأقل الاستثمارات السنوية للصندوق السيادي في الولايات المتحدة بالأعوام العشرة المقبلة، مقارنةً مع متوسطها السنوي خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
تأتي تصريحات السويدي بعدما كشف في مقابلة مع “بلومبرغ” الأسبوع الماضي أن الجهاز يُخطط لاستثمار 500 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل. ويضاهي هذا المبلغ حجم الصندوق تقريباً والبالغ 524 مليار دولار، وأقل بقليل من نصف إجمالي التعهد الاقتصادي الذي قطعته قطر خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي، والبالغ 1.2 تريليون دولار.
في جلسة حوارية خلال “منتدى قطر الاقتصادي” المنعقد اليوم في الدوحة، قال السويدي إن الاستثمارات المزمعة “تشكل زيادة كبيرة بالتأكيد” و”تعزز وتيرة الاستثمار ربما بمقدار الضعف في بعض السنوات وأكثر من ضعف ما كنا نفعله على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية”.
وأوضح السويدي، في كلمته اليوم، أن القطاعات ذات الأولوية للاستثمارات القطرية ستكون على رأسها الرقمنة وفي قلبها الذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن “المستثمرين يتحولون بشكل متزايد إلى الرقمنة أو استخدام الذكاء الاصطناعي وهو ما يضيف في الواقع قيمة إلى النمو الاقتصادي”، في وقتٍ تبدي الصناديق السيادية الخليجية اهتماماً متزايداً بالذكاء الاصطناعي.
كان وزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري قال في وقت سابق اليوم إن جهاز قطر للاستثمار لديه استراتيجية استثمارية مستقلة بناء على المناطق والقطاعات، مشيراً إلى أن أولويات الاستثمار في الوقت الحالي تتمثل في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأدوية والرعاية الصحية والبنية التحتية والعقارات.
يُعدُّ جهاز قطر للاستثمار (QIA) ثامن أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم، ويمتلك مجموعة من الأصول المرموقة، بما في ذلك متجر “هارودز” (Harrods) في لندن وناطحة سحاب “شارد” (Shard). ولكن بعد سنوات من الصفقات الهادئة نسبياً، تُظهر خطط السويدي أن الصندوق جاهز للعودة إلى دائرة الضوء.
انضم السويدي إلى جهاز قطر للاستثمار عام 2010، وأمضى السويدي معظم سنواته الأولى بالصندوق في الأميركتين، حيث ساهم في تأسيس مكتب في الولايات المتحدة، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً للاستثمار في المنطقة.