كشف تقرير “الابتكار في العلوم الحيوية: حالة الأسواق الناشئة”،الذي قامت بإعداده وحدة الأبحاث في (الإيكونوميست)، بتكليف من مجمع دبي للعلوم،عن مقومات نجاح الأسواق الناشئة في مجالات العلوم الحيوية. وأشار التقرير إلى أن دبي تمتلك مقومات النجاح في صناعة التقنيات الطبية، التي تعد من أفضل المجالات للأبحاث والتطوير بالنسبة للدول الناشئة.
واستضاف مجمع دبي للعلوم، العضو في مجموعة تيكوم، حفل إطلاق التقرير في فندق أرماني بدبي اليوم، وذلك ضمن جهوده لتعزيز الابتكار في مجال العلوم الحيوية والطاقة والبيئة.
يقدم التقرير رؤية شاملة حول أهمية تعزيز الابتكار في قطاع العلوم والعوائق التي تحد من تطورها، ودور الحكومة في دعم ورعاية القطاع، فضلاً عن تقديم نظرة مستقبلية حول المجالات التي تتميزبإمكانات نمو مرتفعة. ويركز التقرير على استراتيجيات الابتكار العالمية الأكثر نجاحاً في قطاع العلوم الحيوية
.
وأشار التقرير إلى العوامل الأساسية التي ستلعب دوراً مهماً في تشكيل مستقبل الابتكار في مجال العلوم الحيوية، وذكر أنالتقنيات الطبية وتقنية المعلومات الصحية تعد من أفضل المجالات للأبحاث والتطوير بالنسبة للدول الناشئة، وذلك نظراً لقلة العوائق أمام دخول هذا المجال، وإمكانية مساهمة الشركات الصغيرة فيه، علاوة على التوقعات بنمو الطلب
.
وأضاف التقرير أن الدراسات التي أجريت في دول مثل البرازيل والصين توضح أن زيادة نطاق التأمين الصحي أدت إلى تحفيز نشاط الأبحاث والتطوير في العلوم الحيوية، فيما يشكل التصدير أبرز العوامل لتحفيز النمو في الاقتصادات الأصغر حجماً. وتعد تقنية تحديد العناصر الأساسية للحمض النووي DNA ، وجراحات القلب ذات التكلفة المنخفضة، والتقنيات الصحية ضمن المجالات التي تزدهر في الأسواق الناشئة
.
ركز التقرير على استراتيجيات الابتكار الناجحة في مجال العلوم الحيوية، وقدم توصيات عن المبادرات التي يمكن للأسواق الناشئة، مثل دولة الإمارات، تبنيها من أجل تحقيق أهدافها لتطوير هذا المجال، مشيراً إلى أن ضعف التعاون والشراكات العالمية في مجال الأبحاث والتطوير يعد من أبرز تحديات الابتكار في العلوم الحيوية. وتشهد الأسواق الناشئة نمواً ملحوظاً في الشراكات الاستراتيجية مع شركات تصنيع الأدوية وقطاع التعهيد لكنها تركز على الجوانب الأضعف تأثيراً في العملية، وهو الأمر الذي يدعو دول المنطقة إلى تشجيع الشراكات لتشمل كافة مجالات الأبحاث والتطوير في العلوم الحيوية
.
ويعتبر غياب التمويل العام للأبحاث من عوائق الابتكار في العلوم الحيوية في الأسواق الناشئة أيضاً، وهو الأمر الذي يدعو الدول الراغبة فيتطوير القطاع مثل دولة الإمارات إلى دراسة أنماط التمويل التي تسهم في تحفيز الابتكار بالاستفادة من التجارب العالمية الرائدة مثل تجربة المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية
.
وتعليقاً على إطلاق تقرير “الابتكار في العلوم الحيوية: حالة الأسواق الناشئة”، قال مروان عبد العزيز، المدير التنفيذي لمجمع دبي للعلوم: “يوضح هذا التقرير المهم أن بناء القدرات في مجال الأبحاث والتطوير يسهم بشكل فعَّال في تعزيز الابتكار في العلوم الحيوية”، مؤكداً أن “تحفيزالابتكارفي العلوم الحيوية في دولة الإمارات يتطلب الاهتمام بمختلف الجوانب والمستويات في القطاع،وهيعملية تتطلبت ضافرالجهود مثل مراجعة السياسات وتشجيع التمويل العام وتقوية النظم التعليمية وإجراء الإصلاحات اللازمة في قطاع الأعمال. ورغم أن التقرير يوضح مناهج ومبادئ مهمة لتطوير قطاع العلوم الحيوية، فيجب علينا دعم هذا القطاع بما يتناسب مع متطلباتنا لتحفيز الابتكار
“.
وأضاف:”ساهم التقرير في تسليط الضوء على قدرات دبي في مجال تطوير التقنيات الطبية، وهو قطاع واعد للأبحاث والتطوير، إذ تمتلك الإمارة مقومات النجاح من حيث القدرة على الوصول إلى الأسواق الناشئة، وتوافر البنية التحتية اللازمة والخدمات اللوجيستية المتطورة، والبيئة الملائمة للابتكار. كذلك، تعتبر التقنيات الطبية من المجالات الواعدة حيث يزداد اعتماد الحقل الطبي في علاج الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكري على تطوير التقنيات وليس الأدوية فقط
وقال مروان: “نعمل في مجمع دبي للعلوم على توفير بيئة ملائمة لشركاء الأعمال لتطوير عملياتهم والمساهمة في تطوير قطاع العلوم الحيوية، وتساعدنا مثل هذه التقارير والأبحاث على التركيز على المجالات التي نحتاج لتطويرها”.
يذكر أن مجموعة تيكوم، المطور والمشغل لمجمعات الأعمال الرائدة في دبي، أعلنت خلال الشهر الجاري عن توحيد عمليات مجمع دبي للتقنيات الحيوية والأبحاث (دبيوتك) ومجمع الطاقة والبيئة (إنبارك)، التابعين لها، تحت مسمى مجمع دبي للعلوم ضمن جهودها لتعزيز الابتكار في قطاعات العلوم.
وجاء تدشين مجمع دبي للعلوم لتلبية النمو المتسارع في مختلف قطاعات العلوم في المنطقة، إذ يهدف المجمع لتقديم الدعم للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة علاوة على الشركات العالمية الطامحة لتأسيس مقارُّ إقليمية لعملياتها في منطقة الشرق الأوسط. كما يعمل مجمع دبي للعلوم علىتوفير بيئة أعمال ملائمة لتمكين الشركات العاملة في جميع قطاعات العلوم الحيوية والطاقة والبيئة من تحقيق المزيد من الإنجازات.
من جانبه قال آدم جرين، محرر وحدة أبحاث (الايكونوميست) إن “الابتكار من المفاهيم التي تستخدم لوصف العديد من النشاطات، ويهدف هذا التقرير لتوضيح مفهوم الابتكار في العلوم وموقع الأسواق الناشئة في هذا المجال












أضف تعليق