اخبار

خلدون المبارك: الإمارات تركز على التنوع الاقتصادي الطويل الأمد

افتُتحت اليوم أعمال “القمة العالمية لصناعة الطيران”، التي تُقام كإحدى فعاليات “أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء”، الذي يُنظَّم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وفي كلمة الافتتاح، أوضح خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب لشركة “مبادلة”، أن الإمارات العربية المتحدة مستمرة في خطط التنوع الاقتصادي الطويلة الأمد، وفي تبني نهج التخطيط طول الأمد، مشيراً إلى التحديات الاقتصادية العالمية الحالية، واصفاً الدولة “بواحة للأمن والأمان في المنطقة”.

ويشارك أكثر من 1,000 مسؤول تنفيذي عالمي وخبير ومتخصص في قطاعات صناعة الطيران والنقل الجوي والفضاء والطيران من 59 دولة، وممثلين عن عدد من الهيئات والشركات العالمية المتخصصة في القطاع، في القمة العالمية لصناعة الطيران، التي تستمر فعالياتها ليومين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وأكد المبارك في كلمته على أهمية الابتكار والشراكات في التنوع الاقتصادي، وأوضح كيف أن الابتعاد عن الاعتماد على النفط والغاز كان دائماً جزءاً من استراتيجية ورؤية دولة الإمارات، مشيراً إلى أن القطاعات مثل النقل الجوي وصناعة الطيران ستبقى عاملاً أساسياً في هذا الإطار. كما أشاد المبارك بالتزام الدولة القوي اتجاه هذه القطاعات بكونها تُسهم في رسالتها الاقتصادية، مضيفاً أن الظروف الاقتصادية الحالية تعزز من تركيز الدولة في هذه النواحي.

وقال المبارك: “من الضروري لأي شركة أو هيئة أن تفكر بالتحديات الاقتصادية الحالية والمستقبلية، وأنا واثق من أن الجميع يركز في الوقت الراهن على تجاوز الظروف الحالية التي يمّر بها الاقتصاد العالمي، حيث أن ليس هنالك أي مؤسسة ذات تركيز عالمي منيعة أمام ظروف التحديات الاقتصادية، والتي غالباً ما تكون غير متوقعة أو مؤكدة الحدوث. لقد مررنا بالعديد من الدورات الاقتصادية المختلفة، وعلينا أن نحذر من الوقوع في النماذج الجديدة، كما علينا أن نذكر أنفسنا بالتقلبات الدورية لهذه الصناعة”.

وأضاف المبارك أنه وبصفته الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة في “مبادلة” التي تستضيف القمة وأحد ادوات دفع التنوع الاقتصادي عبر مجموعة من القطاعات الرئيسية في دولة الإمارات، فإن الرسائل التي تلقاها من قيادة الدولة تعزز رسالة استراتيجية واحدة، الا وهي أن الاجتهاد في التشغيل هو أمر ضروري لمواجهة التقلبات، ولكن الاتجاه الاستراتيجي يبقى واضحاً والتركيز الطويل الأمد مازال ثابتاً”.

بدوره، استعرض جيمس هوجن، الرئيس والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران في الخطاب الذي ألقاه في القمة اليوم استراتيجية ورؤية الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكيف أنها عكست دائما ثقافة التعاون. وأشار “هوجن” أن تشكيل الاتحاد للطيران كان مبنياً على الابتكار والتنوع والاستفادة من سوق عالمية من خلال اتفاقيات الشراكة بالرمز والتحالفات والاستثمارات.

وصرح هوجن: “إن شراكاتنا مع مؤسسات رائدة مثل “مصدر” و”بوينغ” و”توتال” و”أي بي أم” و”ساب” فتحت لنا الباب أمام العديد من الفرص الكبيرة من خلال العمل كمصدر واحد عبر مجموعة طيران، فالأمر بالنسبة لنا يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتشغيلي، والبحث عن أوجه للتوافق تركز على تجربة وخيارات العملاء”.

وأضاف: “إن الابتكار مثل ذلك المتمثل في مقصورة “الإيوان” جاء نتيجة لسبع سنوات من الأبحاث وبرامج التطوير قادها ائتلاف الاتحاد للطيران للتصميم، وهو ما غير من تجربة السفر في عالم اليوم. ومن بين الأمثلة الأخرى على الابتكار هو عملنا مع معهد “مصدر” لمراقبة الضباب والتنبؤ به، وبرنامج الابتكار الرقمي الجديد، وعملنا نحو تطوير أفضل تجربة للمسافرين عبر موطننا الجديد المتمثل في مبنى المطار الجديد”.

وأردف هوجن: “نعمل مع أفضل خبراء التكنولوجيا في العالم لتطوير أنظمة أكثر ذكاءً للصيانة ومناولة الامتعة. وليس هناك من يحتكر الابتكار في الاتحاد للطيران، فالأفكار قد تأتي من أي شخص وفي أي مكان في الشركة، وعلينا أن نستمر في مرونتنا نظراً لأن العالم يتطور بمعدلات مختلفة. وتوفر القمة العالمية لصناعة الطيران بالنسبة لنا فرصة مميزة لتبادل الأفكار والتفكير في حلول جديدة للتحديات التي نواجهاا، ويسُرنا أن نرحب برواد القطاع هنا في أبوظبي”.

من جانبه، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: “نرى أن قطاع الفضاء هو عامل اساسي في التنوع الاقتصادي، والتحول من اقتصاد مبني على المصادر إلى آخر مبني على المعرفة، ونحن بالفعل على هذا الطريق”.

وأضاف: “تدرك وكالة الإمارات للفضاء أهمية استكشاف الفضاء في دفع إرث البشرية، ونحن نؤمن بالعمل المشترك مع كافة الجهات المتخصصة في مجال الفضاء بهدف الوصول إلى الهدف المشترك المتمثل في رفاه البشرية. ويُعد تطوير تكنولوجيا الفضاء وقطاع الفضاء بمثابة عوامل محفزة للتطور والتنوع الاقتصادي، حيث أنها توفر فرص العمل، وتسمح لنا بتمكين العلماء والمهندسين من ريادة قطاع سيعود بفوائد هائلة على حياتنا اليومية، فالعديد من التكنولوجيا التي نستخدمها اليوم تنبع من تطور حدث في صناعة الفضاء”.