اخبار

حراك تجاري ومحطة للسفن السياحية العالمية بميناء خصب

تعد ولاية خصب من أجمل الولايات الساحلية في سلطنة عمان، إذ تحمل تضاريس جبلية ممتزجة مع البحر بطريقة فريدة تشكل أخوارا متعددة وأرصفة بحرية طبيعية تولد مناظر خلابة من مختلف الزوايا، وعلى الطريق المؤدي إلى ولاية خصب محطات عديدة تعكس روعة التضاريس، فتارة يكون المنظر من ارتفاع شاهق على الأفق الممتد نحو البحر، وتارة يأخذنا الشارع على جزء مقوس من البحر على شكل شاطئ صغير تصطف عليه قوارب الصيد، كما أن الولاية تقبع في بقعة جغرافية مهمة، وهي مضيق هرمز الذي تمر من خلاله مختلف السفن التجارية منها والسياحة، ما يشكل أهمية قصوى لميناء خصب الذي يستقبل سنويا عشرات السفن التجارية والسياحة التي تحمل على متنها مئات السياح الذين يتوافدون إلى الولاية منعشين بذلك النشاط السياحي في الولاية والتجاري كذلك.

معايير أمن السفن

وفي لقاء مع الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لمحطة الحاويات العالمية “أناسين كيم”، الشركة التي تدير ميناء خصب، قال: “أثبت حجم البضائع العامة في ميناء خصب استقراره طوال عام 2023، ويؤكد هذا الأداء المرونة والموثوقية في عمليات الشحن لدينا، ونتوقع زيادة كبيرة في مناولة البضائع عبر ميناء خصب، ومن المؤكد أن يؤدي تنفيذ خطة التنمية الفعالة في محافظة مسندم (مثل مدينة محاس الصناعية وغيرها من المشاريع الكبرى) إلى زيادة الأنشطة ورفع مستوى الميناء كمركز لوجستي رئيسي”.

عن أبرز السلع التي تدخل إلى ميناء خصب وتشكل النسبة الأكبر من الواردات قال الرئيس التنفيذي: “الواردات مختلفة بطبيعة الحال، لكن أكبر نسبة في واردات الميناء هي الماشية، وفي الغالب يدير ميناء خصب استيراد الماشية، ونتوقع استيراد المزيد من البضائع عبر ميناء خصب مع خطة التطوير المطبقة في محافظة مسندم، على سبيل المثال مدينة محاس الصناعية كما أشرت وغيرها من المشاريع الكبرى، وبالنسبة للصادرات يتعامل ميناء خصب مع جميع أنواع السلع مثل المواد الغذائية وقطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية وغيرها”.

وأجاب الرئيس التنفيذي “أناسين كيم” على تساؤل حول استراتيجيات تعزيز الصادرات من الميناء، بقوله: “نعمل بشكل ثابت على تعزيز مستوى الخدمة في الميناء، مع إعطاء الأولوية لتعزيز تدابير السلامة والأمن، تزامنا مع ذلك، نحن ملتزمون بتقديم حلول لوجستية مثالية مخصصة لتلبية احتياجات عملائنا، أصبح ميناء خصب الآن منشأة متوافقة تمامًا مع معايير المدونة الدولية لأمن السفن ومرافق الموانئ تحت إدارتنا، مما يضمن الالتزام بالمعايير الأمنية الدولية، بالإضافة إلى عمليات مناولة البضائع الأساسية لدينا، قمنا بتقديم خدمات جديدة مثل الخدمات البحرية، والتي تشمل التزويد بالوقود وعمليات النقل من سفينة إلى أخرى، والمزيد، وتعكس هذه الخدمات المتنوعة تفانينا في تقديم حلول شاملة ومتطورة لتلبية المتطلبات المتطورة للصناعة البحرية”.

وحول النشاط السياحي قال: “رست في ميناء خصب أكثر من 60 سفينة سياحية على متنها أكثر من 156 ألف مسافر”.

وعما إذا كانت هناك جهود لجذب المزيد من السفن السياحية وتطوير مرافق لخدمة هذا القطاع، أشار “كيم” بقوله: “بشكل استباقي شاركنا في العديد من المعارض التجارية لتعزيز أعمال الرحلات السياحية في ولاية خصب، وفي خطوة استراتيجية، أطلقنا حملة رسو ميناء مجاني لعام 2023، والتي تهدف إلى جذب المزيد من اليخوت والرحلات السياحية إلى الميناء، وأدى نجاح هذه الحملة إلى تمديدها لعام آخر في عام 2024، مما يؤكد التزامنا بجذب ودعم الأنشطة البحرية في ولاية خصب”.

واختتم حديثه بأن هناك دراسات لتوسيع الميناء سيتم الكشف عنها لاحقا.

انتعاش سياحي

وحول وضع النشاط السياحي في الولاية، وأثر الحراك في ميناء خصب، قال المرشد السياحي يوسف الشيزاوي: “منذ أن انتهت أزمة كورونا انتعشت الحركة السياحية في ولاية خصب ومحافظة مسندم عموما، حيث ازداد عدد السفن السياحية، وهناك اهتمام كبير من قبل الحكومة في تنمية المشاريع السياحية والاقتصادية، فقد تم إنشاء السلك الانزلاقي الأطول في العالم في ولاية خصب مما زاد عدد سياح المغامرة، وكذلك تم تدشين خدمة أوتاكسي في ولاية خصب مما سهل على السياح التنقل والتجول في الولاية، أذكر ذلك كخدمات تعني الكثير للسائح عندما يصل إلى ولاية خصب سواء عبر الميناء أو عبر البر أو حتى جوا، فعدد السياح الكبير الذي نتمنى وصوله لا بد وأن يقابل بخدمات تشجعه على الزيارة القادمة، كما تم افتتاح الممشى الصحي في ولاية خصب بطول 2500 متر وهو ممشى رائع وجميل ويحتضن عددا من المقاهي وألعاب الأطفال، كما أن الحركة التجارية زادت فقد تم إنشاء بعض المقاهي والمطاعم وتم التنافس بينهم بالخدمة فكلا منهم يحاول أن يقدم الخدمات الأفضل للزائرين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام وزارة التراث والسياحة في تطوير البنية التحتية التي تخدم الأهالي والزوار من إنشاء دورات المياه في المزارات السياحية، وتأتي خطط عمان 2040 لتضع مسندم على خارطة السياحة العالمية”.

تطور الخدمات

في حين قالت إيمان بنت صالح الصلتية صاحبة شركة “زري خصب للسياحة”: “منذ تواجدنا في ميناء خصب بداية من عام 2012 كشركة سياحية شهدنا تطورا ملحوظا في عدد السفن السياحية الزائرة إلى ميناء خصب، حيث إنها تزداد في كل عام، وحسب ما هو معروف كل سفينة سياحية تحمل ما بين 500 إلى 3000 سائح، ومع ازدياد السفن تطورت خدماتنا كمؤسسة صغيره وتوسعنا في تقديم الخدمات، وهذا لا يمنع من وجود بعض الملاحظات التي نتمنى تجاوزها من قبل إدارة ميناء خصب، فمثلا هناك بعض السفن السياحية التي لا تستطيع الرسو في الميناء بسبب كبر حجمها، وعمق المرفأ في ميناء خصب لا يتناسب معها، فيضطر الربان للرسو وسط البحر، ومن ثم نقل السياح في قوارب صغيرة إلى المرفأ، وهذا يشكل صعوبة لجميع السياح على متنها، وربما يمتنع الكثير من النزول إلى القوارب الصغيرة، ما يحول دون وصول عدد كبير من السياح، لذلك نتمنى مع التطور الملحوظ أن يتم توسعة المرفأ بما يتناسب ورسو هذه السفن العملاقة”.

وتابعت الصلتية: “النشاط السياحي في ميناء خصب هو سبب في تنمية مؤسستي التي تهدف للترويج لمسندم كوجهة ومقصد سياحي، وكذلك إثراء تجربة السائح والتعريف بالتراث الثقافي للمحافظة من خلال بيع الهدايا التذكارية الحرفية المصنوعة بأيدي حرفيين من مسندم، ويعيش السائح العادات والتقاليد الخاصة بالمحافظة من خلال تجربة الحناء والملابس التقليدية وتجربة الضيافة للتعرف على المأكولات الشعبية، كما نقدم في (زري خصب) خدمات الإرشاد السياحي الذي يلبي طلب السياح، حيث إن القائمات على المشروع يحملن ترخيص الإرشاد السياحي، وقد شاركنا في معارض دولية وعالمية وحازت المؤسسة على العديد من الجوائز والتكريمات، وكل هذا يعكس تطور النشاط السياحي في الولاية وأثر الميناء في التنمية السياحية”.