اخبار

حجم الاستثمار بمدينة صحار الصناعية 2.3 مليار ريال عماني ومجمعات تخصصية ضمن خطتها المستقبلية

“مدائن” تحتفل بمناسبة مرور 30 عاما من التنمية المستدامة

-إدخال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في المصانع الحالية

– عقد انتفاع لتخصيص أرض لمشــروع محطة الطاقة الشمسية

أقامت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن” احتفالا بمناسبة مرور 30 عاما على افتتاح المدينة الصناعية بصحار بعنوان “ثلاثون عاما من التنمية الصناعية المستدامة بمدينة صحار الصناعية” وذلك تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.

وقال سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن”: إن مدينة صحار الصناعية من أكبر المدن الصناعية ويصل حجم الاستثمار بها إلى أكثر من مليارين و300 مليون ريال عماني، وأن المساحات المطورة تضاعف حجمها إلى أكثر من 29 مليون متر مربع وعدد المشاريع الموطنة في المدينة الصناعية يتجاوز 340 مشروعا صناعيا.

وأضاف سعادته إن الخطة المستقبلية ستركز في الفترة القادمة على إقامة مجمعات صناعية تخصصية والتركيز على أتمتة وإدخال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في المصانع الحالية مشيرا إلى أن الاحتفاء الذي تم تنظيمه جاء تحت شعار “ثلاثون عاما من التنمية الصناعية المستدامة”.

مؤشرات ونجاح

من جانبه قال حمد بن حمود القصابي القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لـ “مدائن”: إن مدينة صحار الصناعية تمتد على أكثر من 29 مليون متر مربع بأكثر من ضعف المساحة التي تم افتتاحها في عام 1992م والتي لم تتجاوز مليونا وثلاثمائة ألف متر مربع، فيما يتجاوز حجم الاستثمارات في مدينة صحار الصناعية مليارين وثلاثمائة مليون ريال عماني لأكثر من 360 مشروعا ويعمل بها أكثر من 12 ألف عامل وعاملة وبنسبة تعمين تصل إلى 38 % وتستحوذ مدينة صحار الصناعية بأرقامها ومؤشراتها الرقمية على أكثر من 40 % من مؤشرات مدائن التنموية.

وأضاف القصّابي: إن التعاون والتكامل والتشاركية بين مراكز التنمية تعد من أبرز مقومات نجاح الدول لتعظيم الفائدة من مكونتها الاقتصادية ومن هنا عملت مدائن مع شركائها وعلى رأسهم شركة أوكيو على إطلاق مجمع للصناعات البلاستيكية والذي سيتم تنفيذه في مدينة صحار الصناعية على مساحة مليون متر مربع وسيعمل على جذب الصناعات البلاستيكية التي تقوم على منتجات شركات مجموعة أوكيو لتكون سلطنة عمان مصدرا للمنتجات النهائية القائمة على الصناعات البتروكيماوية العمانية وتعظيم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية من ثروات عمان النفطية.

وأشار القصابي إلى انه في مجال توفير حلول الطاقة البديلة وعلى مدار أكثر من عامين عملت مدائن مع كافة الشركاء للحصول على ترخيص لتوفير حلول الطاقة البديلة، وكان نتيجة لهذه الجهود الانتهاء من كافة الإجراءات لتوطين أول مزرعة للطاقة الشمسية في المدن الصناعية التابعة لمدائن في مدينة صحار الصناعية على مساحة تتجاوز مليوني متر مربع لتوفر بذلك مزيجا للطاقة الكهربائية يساهم بتقليل الانبعاثات الناجمة عن توليد الطاقة الكهربائية بالطرق التقليدية وكذلك توفيرها بأسعار مناسبة للصناعات القائمة في المدينة الصناعية.

تنمية مستدامة

وأوضح القصابي أن المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة تعد هدفا وطنيا لمدائن بموجب نظامها المرفق بالمرسوم السلطاني رقم 32 لسنة 2015 وتحقيقا لهذا الهدف نرى اليوم مدننا الصناعية منتشرة على كامل الخارطة العمانية من محافظة مسندم (مدينة محاس الصناعية) مرورا بالمدن الصناعية في كل من البريمي وصحار وشناص والرسيل ونزوى وصور وسمائل، وعبري والمضيبي وواحة المعرفة مسقط وصولا لريسوت وثمريت والمزيونة، حيث عملت مدائن على محاكاة أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية في بناء وإدارة وتشغيل مدنها الصناعية وذلك من خلال توفير أفضل البنى الأساسية والمرافق العامة والخدمات ومواكبة أفضل التطورات والتقنيات في إدارة وتشغيل مدنها الصناعية إضافة إلى توفير البنية الأساسية والمرافق العامة عملت مدائن على تقديم أفضل الخدمات الحكومية للشركات المستثمرة لديها بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية ويوجد اليوم في كافة المدن الصناعية مركز الخدمات (مسار) الذي يوفر مكانا واحدا لمعظم الخدمات الحكومية، وللابتكار والتطوير والتدريب واحتضان رواد الأعمال دور مهم لم تغفل عنه مدائن فكانت من الأوائل ممن أطلق مبادرات في مجال حاضنات الأعمال والتدريب والابتكار الصناعي. ولتعظيم الفائدة الوطنية من هذه المبادرات تمت إعادة هيكلة هذه المبادرات تحت مظلة أكاديمية الابتكار الصناعي التي باشرت أعمالها خلال النصف الثاني من عام 2022م.

خدمة المستثمرين

وتحدث الدكتور يوسف بن سعيد الشافعي مدير الإدارة والموارد البشرية في شركة فولتامب لمحولات الجهد العالي نيابة عن الشركات والمصانع المستثمرة في مدينة صحار الصناعية قائلا: إن مدينة صحار الصناعية عملت على توفير أفضل الخدمات للمستثمرين من خلال استكمال مشاريع البنى الأساسية المختلفة والتي نأمل أن يكون مشروع الصرف الصحي جزءا منها في قادم خططها لأهميته وأن تنال المشاريع القائمة حظها من الصيانة والتجديد والتطوير مشيرا إلى أن وجود مركز الخدمات “مسار” يقدم عددًا من الخدمات لمعاملات المستثمرين المختلفة عبر منافذ خدمية ممثلة في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة تحت سقف واحد ويعمل بصفته محطة خدمة شاملة للخدمات الموفرة والتي ندعو من خلال هذا المنبر كافة المؤسسات الحكومية التي تقدم خدمات لشركات القطاع الخاص التي تقع تحت مظلة مدينة صحار الصناعية أن تكون ضمن المنافذ الخدمية التي يقدمها “مسار”.

من جانبها قدّمت أميرة اليحمدية مديرة مكتب رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء المؤسسي في مدائن عرضا مرئيا أوضحت من خلاله أن رؤية مدائن 2040 تسعى إلى إيجاد مدن أعمال بمقاييس عالمية أساسها الشراكة وأن تكون المؤسسة الذراع الحكومي المعزز للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة من خلال الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير وتشغيل مدن أعمال متكاملة الخدمات ذات سرعة استجابة للمتغيرات تعتمد أفضل الحلول والتقنيات وتلبي احتياجات ومتطلبات الأعمال وتراعي المعايير البيئية وذلك من خلال القيم المؤسسية التي تعتمدها مدائن والقائمة على الشفافية والمصداقية والمسؤولية والمساءلة والابتكار والتميز والشراكة والمساواة.

وأضافت اليحمدية: إن رؤية مدائن ترتكز على الأهداف والأولويات والبرامج الوطنية التي تعنى بالقطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي والقيادة والإدارة الاقتصادية والتعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية، وسوق العمل والتشغيل والموارد الطبيعية والاستدامة البيئية وحوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع.

عقد انتفاع

تضمن برنامج الحفل توقيع عقد انتفاع بين “مدائن” وشركة الوادي للطاقة الشمسية (سولار وادي) لتخصيص أرض لمشــروع محطة الطاقة الشمسية بمدينة صحار الصناعية كأول محطة في المدن الصناعية التابعة لمدائن وسيتم إنشاء محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بطاقة تصل إلى 100 ميجاوات كجزء من الاستراتيجية الشاملة لـ “مدائن” في توفير جزء كبير من احتياجات الطاقة لمستأجريها من مصدر مستدام للطاقة المتجددة وبما يتماشى مع أهداف الاستدامة في رؤية مدائن 2040 واستمرارا للجهود التي تبذلها المؤسسة في التوجه نحو استغلال مصادر طاقة أكثر استدامة والمساعدة في تقليل البصمة الكربونية للقطاع الصناعي في سلطنة عمان، حيث تهدف المحطة لتوفير تكلفة كهرباء خاصة بالمستأجرين في مدينة صحار الصناعية كمرحلة أولية وذلك بالتزامن مع جذب مستثمرين جدد وزيادة القدرة التنافسية لجميع الشركات داخل المدن الصناعية في مدائن والمناطق الحرة والذي بدوره سيحدث تأثيرًا إيجابيًا على عملياتهم التجارية والاقتصاد العماني بصورة عامة علاوة على ذلك تقدم المحطة حلولا للطاقة المستدامة للبيئة الاقتصادية والاجتماعية لجميع المستثمرين في مدينة صحار الصناعية بالاعتماد على مصدر طاقة شمسية متجدد والمساهمة في طموحات وأهداف حكومة سلطنة عمان في تحويل الاقتصاد العماني إلى اقتصاد وطني متطور ومتنوع ومستدام على النحو المنصوص عليه في رؤية عمان 2040″.

تكريم

وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي يحكي تاريخ مدينة صحار الصناعية والمراحل التي مرت بها والمشاريع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التي استقطبتها وساهمت في تنشيط الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل كثيرة للمواطنين كما تضمن الفيلم لقاءات مع عدد من المتقاعدين من مدينة صحار الصناعية والعاملين الذين أمضوا أكثر من ثلاثين عاما فيها بالإضافة إلى استعراض تجربة رائد الأعمال فيصل الحوسني صاحب مصنع “فجر للمياه المعدنية” والذي تحدث عن قصة نجاحه في مجال ريادة الأعمال والتحديات التي واجهته وكيف استطاع التغلب عليها.

كما تم خلال الفعالية تكريم الشركة العمانية لدرفلة الألمنيوم (أوارك) وذلك نظير حصولها مؤخرا على جائزة “رواد الجودة” ضمن مؤتمر دايكن العالمي للموردين في شمال أمريكا ويُعد مصنع أوارك الذي تأسس عام 2011 من أكبر مشاريع القيمة المضافة في مجال صناعة الألمنيوم التحويلية في المنطقة وهو المصنع الوحيد من نوعه في سلطنة عمان ويتميز بقاعدة زبائن واسعة حول العالم.

كما كرّمت “مدائن” خلال الحفل مجموعة من الشركات التي أكملت 27 عاما في مدينة صحار الصناعية.

يذكر أن المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن” تهدف من خلال مدينة صحار الصناعية وبقية المدن التي تعمل تحت مظلتها إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتوطين رأس المال الوطني، وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة إضافة إلى إدخال التكنولوجيا الحديثة وإكساب العاملين المهارات الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم وإيجاد فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية بالإضافة إلى تشجيع الصادرات وتنمية التجارة الدولية وتشجيع إقامة الصناعات التصديرية وتنشيط القطاعات الاقتصادية العاملة بالسلطنة مثل: قطاع النقل والقطاع المصرفي والقطاع السياحي وغيرها من القطاعات…