بنبرة تصالحية وفى محاولة توصف بأنها نزع لفتيل حرب تجارىة محتملة بين واشنطن وبكين ,تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ امس بفتح اقتصاد البلاد أكثر وخفض الرسوم الجمركية على واردات منتجات من بينها السيارات
وصرح شي بأن الصين ستفتح السوق أمام المستثمرين الاجانب بشكل أكبر كثيرا وهي شكوى رئيسية للشركاء التجاريين ونقطة خلاف مع ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي هدد بفرض رسوم بمليارات الدولارات على سلع صينية.
وكان ثمة ترقب لكلمة شي في منتدى بوابو من أجل اسيا في اقليم هاينان الجنوبي بوصفها من أول الخطابات المهمة التي يلقيها في العام الذي يحتفل فيه الحزب الشيوعي الصيني بمرور 40 عاما على بدء اصلاحات اقتصادية وانفتاح تاريخي بقيادة الزعيم الاسبق دنغ شياو بينغ.
وقال شي ان الصين سترفع سقف الملكية الاجنبية في قطاعات صناعة السيارات وبناء السفن والطائرات “في أسرع وقت ممكن” وتمضي في تنفيذ اجراءات أعلن عنها في وقت سابق لفتح القطاع المالي.
وتابع “هذا العام سنخفض الى حد كبير الرسوم علي واردات السيارات وفي نفس الوقت سنخفض الرسوم الواردات على سلع أخرى”.
تعهدات الرئيس الصينى هى تأكيد لاجراءات سبق وأعلنت فمنذ عام 2013 أعلنت الصين التزامها بتخفيف القيود على المشروعات المشتركة الاجنبية في قطاع السيارات مما يسمح لشركات أجنبية بالاستحواذ على حصص رئيسية.والحد الاقصى للملكية في هذه المشروعات حاليا 50 بالمئة بينما لا يسمح باقامة مصانع مملوكة للاجانب بالكامل.
الأسواق تتفاعل بشكل إيجابى مع التصريحات
وتقول مجموعات أعمال ان تنفيذها تأخر كثيرا الا أن تصريحات شي دفعت التعاملات الاجلة على الاسهم الامريكية والدولار والاسهم الاسيوية للصعود. وهدأت مخاوف المستثمرين من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة أمس بقيادة المكاسب التي حققتها أسهم «باير»، بعد تقرير عن أن الولايات المتحدة وافقت على استحواذها على «مونسانتو» بينما صعد قطاع السلع الفاخرة بفعل نتائج قوية لشركة «أل في أم أتش». وهدأت مخاوف المستثمرين في شأن تصاعد الخلاف بين الصين والولايات المتحدة بعد كلمة للرئيس الصيني شي جينبينغ، ما قاد المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية إلى الارتفاع 0.7 في المئة بحلول الساعة 07:16 بتوقيت غرينتش.
تعهد شي بخفض رسوم استيراد منتجات من بينها السيارات، رفع المعنويات في القطاع وقاد مؤشره إلى الارتفاع اثنين في المئة مع صعود سهم «دايملر» 2.3 في المئة. وارتفع سهم «باير» 4.3 في المئة وكان من بين أكبر الأسهم الرابحة بعدما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن وزارة العدل الأميركية ستسمح للمجموعة الألمانية المتخصصة في الأدوية والمبيدات الحشرية، بالاستحواذ على «مونسانتو» في صفقة بقيمة 62.5 مليار دولار. وصعد سهم «أل في أم أتش» خمسة في المئة مسجلاً مستوى قياسياً بعدما حققت الشركة نمواً أكبر من المتوقع في المبيعات خلال الربع الأول بدعم من زيادة الإقبال في الصين على السلع الفاخرة.
ومن بين المؤشرات الأخرى، ارتفع «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.5 في المئة، فيما صعد «داكس» الألماني 1.3 في المئة. وفي طوكيو ارتفع المؤشر «نيكاي» القياسي لأعلى مستوى في نحو شهر في نهاية التعاملات أمس، وقادت الصعود شركات صناعة السيارات بعد كلمة الرئيس الصيني. وصعد «نيكاي» 0.5 في المئة مسجلاً 21794.32 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 15 آذار (مارس)، لكنه أقل من أعلى مستوى سجله خلال اليوم عند 21933.99 نقطة. وفتحت السوق على هبوط لكنها صعدت بعد كلمة شي. وارتفع قطاع معدات النقل 1.4 في المئة وزاد سهم «تويوتا موتور» 1.4 في المئة أيضاً، و «هوندا موتور» 2.6 في المئة و «مازدا موتور» 0.8 في المئة.
وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.4 في المئة إلى 1731.94 نقطة.وفتحت البورصة الأميركية على ارتفاع بقيادة أسهم قطاع التكنولوجيا،
الدولار يرتفع مقابل الين مع هدوء المخاوف
وفي أسواق العملات، زاد الدولار مقابل الين مع هدوء المخاوف، وأعاد الإقبال على المخاطرة مع تعافي العملات الآسيوية أيضا بعد تضررها بشدة في الأسابيع الأخيرة، وعوض اليوان الصيني، الذي انخفض هذا الشهر، بعض تلك الخسائر عبر إحراز ارتفاع محدود، وكذلك فعل الدولار الأسترالي الذي صعد بما يصل إلى نصف في المئة، وجرى تداول الدولار مستقرًا على نطاق أوسع مقابل سلة عملات رئيسية. وزاد الدولار 0.3 في المئة إلى 107.100 ين بعد أن ارتفع إلى 107.245 ين في وقت سابق. وزاد اليورو إلى 132.035 ين، وهو أعلى مستوياته منذ 14 مارس/ آذار.
وواجه الدولار صعوبات لكي يرتفع كثيرًا مقابل اليورو في الوقت الذي تمسكت فيه العملة الموحدة بالمكاسب التي حققتها يوم الإثنين إذ ارتفعت فوق 1.23 دولار. وانخفض اليورو قليلًا إلى 1.2315 دولار، وبدوره، هبط الذهب في التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1334.70 دولار للأوقية “الأونصة” بحلول الساعة 0727 بتوقيت غرينتش بعد أن ارتفع لأعلى مستوى في نحو أسبوع عند 1338.12 دولار في وقت سابق في الجلسة. ونزل الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.2 في المئة إلى 1337.80 دولار للأوقية.
وارتفعت الفضة 0.2 في المئة إلى 16.48 دولار للأوقية. وصعد البلاتين 0.2 في المئة إلى 933.5 دولار للأوقية بعد أن كسب اثنين في المائة في الجلسة السابقة، وهي أكبر زيادة في نحو شهرين. وزاد البلاديوم 0.4 في المئة إلى 933 دولارًا للأوقية وكان قد صعد ثلاثة في المئة يوم الإثنين، وهي أعلى زيادة يومية بالنسبة المئوية منذ 12 يناير/ كانون الثاني.
ترامب يثنى على الرئيس الصينى عبر تويتر
انتهز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرصة التصريحات التصالحية للرئيس الصينى شى جين بينج ليثنى على “الكلمات اللطيفة” لبكين التى قد تخفف من حدة المواجهة التجارية بين البلدين.
وكتب ترامب على تويتر “أنا ممتن جدا للرئيس شى على كلماته اللطيفة حول الرسوم وعوائق مثل تجارة السيارات، وأيضا لإحاطته بمسألة الملكية الفكرية ونقل التقنية”.
وتنبأ ترامب قائلا “سوف نقوم بتقدم كبير معا”، مشيدا بالخطاب الذى جدد فيه الرئيس الصينى التزاما سابقا بخفض رسوم استيراد السيارات.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: “بالتأكيد نحن متفائلون بكلمات الرئيس شي الودية، لكن في الوقت نفسه نحن نريد أن نرى إجراءات ملموسة من الصين، سنواصل السير قدما في العملية وفي المفاوضات حتى تحدث تلك الإجراءات”.
وتنبأ ترامب قائلا: “سوف نقوم بتقدم كبير معا”، مشيدا بالخطاب الذي جدد فيه الرئيس الصيني التزاما سابقا بخفض رسوم استيراد السيارات.
كريستوفر بولدينغ، الخبير الاقتصادي في جامعة بكين، إن «الأسواق سعيدة… لكن هذا الخطاب لن يؤدي على الأرجح إلى تفاؤل مماثل في واشنطن، التي تطالب بأفعال وليس بوعود»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتشتكي الولايات المتحدة باستمرار من «وعود صينية لا تُنفذ».
كلمة شى تضمنت انتقادات كثيرة لإدارة ترامب من دون أن يسميها، متطرقًا في خطابه إلى «سياسات لا تهتم إلا بمصلحة مجتمع واحد» و«عقلية الحرب الباردة”، وردًا على تهديدات واشنطن، نشرت بكين الأسبوع الماضي قائمة بسلع ستفرض عليها رسومًا جمركية، وتشمل بضائع تصدرها الولايات المتحدة إلى الصين وتصل قيمتها إلى 50 مليار دولار سنويًا، مثل فول الصويا والسيارات والطائرات الصغيرة.
وتفاقم النزاع، الذي أضر بالأسواق المالية، عندما هدد الرئيس الأميركي بتعريفات إضافية على سلع صينية بقيمة 100 مليار دولار. وردت بكين بأنها ستحارب «الحمائية الأميركية الأحادية بأي ثمن”، ووفقًا لمنظمة التجارة العالمية، بلغ متوسط التعريفات في الصين في عام 2017 نسبة 10 في المئة، في حين كانت التعريفات الأميركية 3.4 في المئة، و5 في المئة للاتحاد الأوروبي.
وقدّمت بكين شكوى لدى منظمة التجارة العالمية ضد خطة واشنطن فرض رسوم جمركية على وارداتها من الصلب والألومنيوم، وفق بيان نشرته المنظمة الثلاثاء، وجاء في الوثيقة أن بكين قدمت الشكوى في الخامس من أبريل/ نيسان الجاري، وطلبت فيها عمليًا «بدء مشاورات مع حكومة الولايات المتحدة» فيما يخصّ «بعض التدابير التي تطال منتجات الفولاذ والألومنيوم».
أضف تعليق