تقارير رئيسي

تسونامي كورونا يضرب اسعار النفط من جديد.. وتوقعات بتأجيل زيادة الإنتاج

ادت  مخاوف تصاعد وتيرة الإصابات بكوفيد-19 في الهند،  وتراجع الطلب  من قبل ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى جانب تغيير المستثمرين للمراكز قبيل زيادة مزمعة في إنتاج “أوبك+” النفطي اعتبارا من مايو الى تراجع  أسعار النفط

تقليص الطلب على النفط

وقال كازوهيكو سايتو كبير المحللين لدى فوجيتومي للوساطة في السلع الأساسية: “تأثرت المعنويات في السوق بسبب المخاوف من أن زيادة وتيرة الإصابات بكوفيد-19 في بعض البلدان، لاسيما الهند، ستقلص الطلب على الوقود”.

وباعتبارها ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، ومع إعلانها قرب التخلص من الجائحة، جاءت الموجة الثالثة لتقضي على جميع الآمال.

الهند

الأوضاع الصحية الكارثية لجائحة كورونا في الهند جعلت آمال المستثمرين مستحيلة، بحسب المحلل الاقتصادي جوليان لي.

وأضاف جوليان لي، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، أن الجميع من تجار النفط إلى أكبر منتجيه في العالم يشعرون بالذعر من تداعيات الأوضاع في الهند.

وفي مقال نشرته وكالة بلومبرج قال الكاتب ديفيد فيلكينج إن الموقف الراهن في الهند يعني أن جائحة كورونا قد تقتل خلال العام الحالي عددا أكبر من ضحاياها في العام الماضي.

خفض التوقعات

كانت الهند واحدة من النقاط المضيئة بالنسبة لنمو الطلب على النفط، إلى جانب الصين التي نجحت في السيطرة على الجائحة، وكل من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين تشهدان تسارعا في وتيرة التطعيم ضد الفيروس بما سمح باستئناف أنشطة السفر السياحي ببطء.

وكانت التوقعات تشير إلى عودة الطلب على النفط في الهند ثالث أكبر مستهلك له على مستوى العالم إلى مستويات ما قبل الجائحة أو تجاوزها خلال العام الحالي.

ولكن في ضوء الموقف الراهن من المؤكد أن يتم خفض هذه التوقعات بحسب جوليان لي المحلل المتخصص في اقتصادات النفط.

تراجع الطلب على وقود السيارات

من المحتمل أن يتراجع الطلب على وقود السيارات بسبب الدعوات إلى البقاء في المنزل للحد من انتشار الفيروس. ومن المتوقع تراجع نشاط مصافي التكرير في الهند في ظل التراجع المنتظر للطلب على الوقود وهو ما سيؤدي إلى زيادة في مخزون النفط الخام، ما سيؤثر سلبا في المشتريات المستقبلية للخام حتى إذا تحسن الطلب على الوقود.

وفي الوقت نفسه من المتوقع تراجع مشتريات شركات التكرير الهندية من النفط الخام إذا استمرت الجائحة والقيود المرتبطة بها. وقد بدأت الدول الكبرى المنتجة للنفط تشعر بالقلق من تداعيات الموقف في الهند. وكان تجمع “أوبك+” للدول المصدرة للنفط الذي يضم 23 دولة منها السعودية وروسيا والعراق والإمارات، يعتمد على نمو الطلب على الخام لزيادة الأسعار وتقليص التخفيضات المقررة للإنتاج.

اوبك+

من المتوقع ان تقوم  دول التجمع فى  إعادة النظر في الأمر، إذ من المقرر أن يعقد وزراء “أوبك+” اجتماعهم الشهري في وقت لاحق من الأسبوع الحالي. وعندما اجتمع الوزراء في بداية الشهر الحالي، اتفقوا على جدول زمني لتخفيف القيود على الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لكن يبدو أنه يجب تعديل هذه الخطط قبل بدء تطبيقها.ووفقا لتلك الخطط يعتزم “أوبك بلس” ضخ 2.14 مليون برميل نفط إضافى لالسوق العالمية خلال الفترة من أيار (مايو) إلى تموز (يوليو) المقبلين. وكان التجمع درس خفض مستوى المشاركة في الاجتماع الوزاري ليكون على مستوى الخبراء، لكن الأوضاع الحالية جعلت هذه الخيارات صعبة.

وكان تجمع “أوبك+” أجل تقليص خفض الإنتاج منذ كانون الثاني (يناير) الماضي على أمل عودة السوق العالمية إلى طبيعتها وتحسن الأسعار بحلول تموز (يوليو) المقبل، لكن تراجع الطلب الهندي على الخام سيجعل تحقيق هذا السيناريو أصعب، وسيجعل المنتجين يفكرون في تأجيل السماح بزيادة الإنتاج.