شهدت أسعار العملات المشفرة، تراجعاً جنونياً في غضون الأيام الماضية، لتتراجع القيمة السوقية من أعلى مستوياتها عند حوالي 3 تريليونات دولار في 2021 إلى أدنى مستوى وهو تريليون دولار.
كما تراجعت أشهر العملات الرقمية «بيتكوين» من 69 ألف دولار إلى 18 ألف دولار، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن مستقبلها مع استمرار الاضطراب في الأسواق العالمية.
ويتواصل هبوط بيتكوين بعد أن أبدى المستثمرون قلقهم من المشكلات المتزايدة في قطاع العملات المشفرة ومع استمرار التراجع العام عن الأصول ذات المخاطر العالية.
وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق للأمريكتين لدى أوندا إن “كسر حاجز 20 ألف دولار يظهر انهيار الثقة في قطاع العملات المشفرة”.
وتابع: “هذا ما نشهده في الآونة الأخيرة. يوجد عدد كبير جدا من العملات المشفرة والبورصات التي تتعرض لضغوط مالية هائلة نظرا لزيادة تكاليف الاقتراض”.
وتراجعت البورصات هذا الأسبوع، ويعزى ذلك إلى الخوف من أن المصارف المركزية، على رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لن تبدو متشددة في إرادة كبح التضخّم، ما يهدد بإضعاف الاقتصاد العالمي.
إن هبوط سوق العملات المشفرة يرجع لـ5 أسباب رئيسية أهمها اتجاه البنوك المركزية إلى سحب السيولة ورفع الفائدة، وكذلك ارتفاع العائدات على السندات، مع اتجاه البنوك لتشديد السياسة النقدية؛ مما يسحب رؤوس الأموال إلى الملاذات الآمنة.
وقال خبراء أن ارتفاعات التضخم القوية تحد من القدرة الشرائية الأمر الذي يؤدي إلى حالة من العزوف عن المخاطرة لدى المتعاملين بهذا السوق، واتجاه كبرى شركات التعدين إلى بيع حصص كبيرة من أصول العملات المشفرة وسط ارتفاع تكلفة التعدين لتنخفض الأرباح بشكل قوي قد يتجاوز الـ 70% مقارنة ببداية العام الجاري.
وأضافوا أنه لا يمكن التنبؤ بسعر «بيتكوين» إلا في حال عودة الأسعار مرة أخرى أعلى المستوى الـ27 ألف دولار والذي سيشير إلى نهاية الهبوط الحالي، دون ذلك فمن المتوقع أن تكون أية ارتفاعات مؤقتة لتعاود الهبوط مرة أخرى.وقد يشهد سوق العملات المشفرة مزيدًا من التراجعات على المدى القصير والمتوسط وقد يستهدف البيتكوين المستوى 15 ألف دولار.أماعلى المدى الطويل قد يفضل المستثمرين شراء العملة من قرابة المستوى 15 ألف دولار ويليه المستوى 11 ألف دولار في حال الوصول إليه.
