أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، على ضرورة ترسيخ مفهوم الابتكار بهدف الاستفادة الأمثل من الفرص التي يوفرها الطلب المتنامي على البتروكيماويات، وخاصة في الأسواق الآسيوية.
وقال الجابر في الكلمة التي ألقاها ضمن الدورة السنوية الحادية عشرة لمؤتمر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» الذي انطلقت اعماله امس في دبي: أدنوك تخطط لمضاعفة طاقتها الإنتاجية من البتروكيماويات إلى نحو ثلاثة أضعاف من خلال رفعها من 4.5 ملايين طن سنوياً إلى 11.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025.
واضاف: ستركز ادنوك على التكامل الفعال في عمليات التكرير والبتروكيماويات، وكذلك تحقيق الاستثمار الأمثل لكافة مكونات محفظة مشتقات النافتا بما يسهم في تعزيز القيمة.
وقال الجابر ان الشركة ماضية في جهودها لتنفيذ توجيهات ورؤية القيادة الهادفة إلى تعزيز القيمة في قطاع النفط والغاز بما في ذلك التكرير والمنتجات البتروكيماوية، مشيراً إلى أهمية إيجاد نماذج جديدة للشراكات الاستراتيجية بين منتجي البتروكيماويات في الخليج العربي والاستفادة من إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية بما يعزز النمو الاقتصادي للقطاع ويضمن قدرته التنافسية.
واضاف الجابر ان التركيز على تكامل الأدوار وتوثيق أوجه التعاون بيننا كمنتجين، وتطوير سياسات التبادل التجاري والاستفادة من إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة، جميعها عوامل تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وزيادة قدرته على المنافسة عالمياً.
وأكد الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها على ضرورة تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين منتجي البتروكيماويات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية كونها خطوة أساسية لتحقيق النمو المنشود في ظل زيادة تنافسية الاقتصاد العالمي، موضحاً بأن الزيادة الكبيرة في الطلب على البتروكيماويات تتطلب صياغة نماذج لشراكات استراتيجية جديدة والارتقاء بالكفاءة التشغيلية لكافة خطوات ومراحل العمل بغرض زيادة الطاقة الإنتاجية من أجل اغتنام هذه الفرص على النحو الأمثل.
وأشار الجابر إلى أن منتجي البتروكيماويات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمامهم فرصة تتمثل في تحول النمو الاقتصادي من أسواق الغرب التي تسجّل معدلات متباطئة للنمو، إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة في الشرق، موضحاً بأن دراسات السوق تشير إلى أنه بحلول عام 2030، ستصبح آسيا المحرك الأساسي لنمو الاقتصاد العالمي، كما سيتضاعف طلبها على البتروكيماويات.
وأوضح الجابر أن صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون تشهد نمواً كبيراً بمعدل يبلغ نحو 10% سنوياً منذ عام 2000، وأن الحاجة مستمرة لتسريع وتيرة هذا النمو وزيادة الطاقة الإنتاجية من أجل مواكبة الطلب المتنامي.
نجاح القطاع
وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) ان ايرادات مبيعات الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي نحو 79.7 مليار دولار في 2015، بانخفاض8.9 % مقارنه بالعام 2014 الأمر الذي يرجع الى تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية.
واضاف السعدون، أنه على الرغم من انخفاض الايرادات فإن دول مجلس التعاون تفوقت بأدائها على بقية المناطق في العالم باستثناء أميركا الشمالية وآسيا.
واكد السعدون ان صناعة الكيماويات تعد مفتاح النجاح لقطاع الصناعة التحويلية في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، موضحا انه منذ عام 2005 نمت القيمة المضافة التي يخلقها القطاع الصناعي بالمجمل بمعدل ثابت قدره 10,3% وبرزت صناعة البتروكيماويات والكيماويات كواحدة من أفضل القطاعات أداء بمساهمة تصل الى 27 % تلاها قطاع التكرير مباشرة.
ولفت الى ان القطاع يوظف حاليا 143 الف شخص مشكلا نسبة 9% من اجمالي التوظيف في قطاعات الصناعات التحويلية في المنطقة.
واكد ان نسبة التوطين عالية في هذا القطاع بالرغم من وجود شركات عاملة فيه من القطاع الخاص، موضحا ان عملية التوطين في هذه الشركات تعد من الأهداف الرئيسة لدول الخليج، موضحا ان نسبة التوطين فيها بلغت 66 % العام 2015.
نمو
أوضح أحدث تقرير صادر عن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» بعنوان «حقائق وأرقام لعام 2015» فقد تضاعف حجم إنتاج قطاع البتروكيماويات الخليجي ليصل إلى 144.6 مليون طن في عام 2015 مسجلاً نمواً قوياً يقدر معدل نموه التراكمي بحوالي 9%، ما يعكس نجاح دول الخليج في استغلال ميزتها النسبية.
قدرة «أدنوك» على التفاعل مع المتغيرات العالمية
قال عبد العزيز عبد الله الهاجري، مدير دائرة التكرير والبتروكيماويات في شركة أدنوك، إن استراتيجية «أدنوك» الجديدة القادرة على التفاعل مع المتغيرات العالمية تركز على 4 محاور هي الكفاءة والأداء والربحية والاهتمام بالعامل البشري.
وأعلن الهاجري، أن «أدنوك» ستدشن خلال النصف الثاني من العام المقبل مصنعا لإنتاج اسود الكربون بهدف زيادة القيمة على قاع برميل النفط بتحويله إلى كربون يستخدم في صناعة البلاستيك والألمنيوم.
وأكد الهاجري، أن المجموعة قررت تدشين مصنع لإنتاج 4 ملايين طن سنوياً من الجازولين في عام 2020 ما يحقق الاكتفاء الذاتي حتى عام 2030 حيث سينتج المصنع أيضاً العطريات والصناعات المستقبلية مثل البوليستر والبولي إيثلين.
وأكد أن المجموعة تنظر دائماً إلى الدخول إلى شراكات لإضافة سعة تكريرية جديدة من اجل التصدير، كما أنها في مرحلة دراسات مكثفة لزيادة الطاقة التكريرية خاصة وأن الطلب العالمي على المشتقات البتروكيماوية ينمو بمعدل 4% سنوياً، منوهاً بأن حصة الإمارات من الإنتاج الخليجي من البتروكيماويات تبلغ 15%، وما يعادل 2% من الإنتاج العالمي.
وقال الهاجري ان الطاقة التكريرية لمجموعة «أدنوك» في الوقت الحالي تبلغ 922 ألف برميل يومياً، مشيرا الى أن المجموعة تستهدف كذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع أنواع الوقود الداخلة في النقل بأنواعه المختلفة سواء البري أو البحري أو الجوي حتى عام 2030.
أضف تعليق