مع انعقاد اللجنة اللجنة الوزارية لمراقبة إنتاج النفط فى العاصمة أبوظبى اليوم , تؤكد بعض التسريبات وجود مقترحات بخفض إنتاج النفط بنحو مليون برميل يوميا من قبل أوبك وحلفائها وذلك على خلفية تراجع أسعار الذهب الأسود خلال الـ10 جلسات الماضية
جملة التصريحات المتواترة قبيل اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة إنتاج النفط في أبوظبي أضفت نوعاً من الغموض حول توجهات اللجنة , فبينما قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إنه ستتم معرفة فيما إذا كانت السوق متوازنة أم لا بعد اجتماع أبوظبي، لافتاً إلى أنه من المبكر جدا الحديث عن مناقشة خفض الإنتاج , كشف وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي اليوم الأحد إن غالبية أعضاء أوبك ومصدري النفط الحلفاء للمنظمة يدعمون خفض المعروض العالمي من الخام.وأجاب على سؤال إن كان الخفض قد يصل إلى 500 ألف أو مليون برميل يوميا، قائلا “أعتقد أن من غير المنصف أن أعطي أرقاما في الوقت الحالي.”وقال الرمحي “نحتاج إلى توافق آراء”، مشيرا إلى ضرورة موافقة روسيا غير العضو في أوبك على أي قرار.
وتعتزم الدول الكبرى المنتجة للنفط، مناقشة الحلول التي يجب اتخاذها لتجنب انهيار أسعار النفط الآخذة بالتراجع، كما حصل عام 2014. وتُخطط هذه الدول إلى بحث إمكانية العودة إلى الحد من إنتاج الخام، خصوصا بعد أن علقت أسعار النفط بين زيادة إنتاج بعض الدول المنتجة الكبرى ومخاوف من من انخفاض الطلب.
وتسبب ذلك بتراجع يُقدر بنحو عشرين في المائة خلال شهر واحد بعدما بلغت أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وتشهد أسعار النفط سلسة من التراجعات تعتبر الأطول منذ 1984، حيث تراجع طيلة الـ10 جلسات الماضية.وقد انتهى برميل الخام الأميركي الخفيف إلى 59.29 دولار وهو أدنى مستوى له منذ 9 أشهر، أما خام برنت فقد تراجع في 9 جولات تداول من أصل 10 ليصل يوم الجمعة إلى ما دون 70 دولاراً لكن مكاسبه لهذا العام بقيت عند 5%.
التراجع الأخير في أسعار النفط , وفقاُ لمحللى أسواق النفط , ناجم بشكل خاص عن انخفاض الطلب في الصين أكبر دولة مستوردة للذهب الأسود، مع تباطؤ النمو الذي تشهده. من جهة أخرى، تبين أن العقوبات الأميركية على إيران، التي كانت تهدد بخفض العرض العالمي وزيادة الأسعار، أقل قسوة مما كان متوقعا لاسيما مع إعفاء واشنطن ثماني دول لمواصلة استيراد النفط من طهران والذى ينسجم إلى نحو بعيد مع رغبتها ب تصحيح الأسعار العالمية للنفط، التي واصلت ارتفاعها منذ بداية العام الجاري وحتى أكتوبر الماضي بأكثر من 10 دولارات للبرميل، أى إلى 76 دولارًا للبرميل. وبدون هذه الإعفاءات، كان من الممكن أن تتجاوز أسعار النفط حاجز 80 دولارًا للبرميل، خاصة مع استمرار اضطراب الإنتاج في بعض الدول على غرار فنزويلا وليبي
ومنذ كانون الأول/ ديسمبر 2016، تطبق دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) وأكبرها السعودية، ودول أخرى منتجة للنفط غير أعضاء في المنظمة، اتفاقا لخفض إنتاج الذهب الأسود. من النفط بإجمالي 1.8 مليون برميل يوميا، بينما وافقت روسيا على تخفيض هذا الحجم بمعدل 300 ألف برميل يوميا. وتم بعد ذلك تمديد مدة سريان هذا الاتفاق عدة مرات، وفي نهاية الأمر تم في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017 الماضي، تمديد مدة سريانه لتشمل عام 2018 كله . وكانت الرياض زادت إنتاجها من 9.9 ملايين برميل من النفط يوميا في أيار/ مايو الماضي، إلى 10.7 ملايين برميل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حسبما ذكر وزير البترول السعودي خالد الفالح
اللجنة الفنية لـ”أوبك+” قلقة بشأن الوضع في أسواق النفط ومن حالة الاقتصاد العالمي حسب ما أعلن مندوب الجزائر لدى منظمة “أوبك” أشرف بن حسين، السبت 10 نوفمبر / تشرين الثاني وقال المندوب للصحفيين: “نحن قلقون بشأن وضع السوق وحالة الاقتصاد العالمي ومن حالة العرض والطلب”.وأشار المندوب إلى أن اللجنة الفنية تقيم تنفيذ اتفاق فيينا الشهر الماضي عند مستوى 104 في المائة.
وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن يتخذ أي قرار في أبوظبي الأحد، بل صدور توصيات قبل اجتماع لأوبك مقرر في كانون الأول/ديسمبر القادم في فيينا لكن إذا أخفق المنتجون في البرهنة على نواياهم بأن يعكسوا مسار الارتفاع الأخير في الإنتاج، فإن أسعار النفط يمكن ان تسجل مزيدا من التراجع”.
أضف تعليق