مصفاة الدقم تقترب من التشغيل التجاري.. وتصدير أولى شحنات النافثا
60 % نسبة الأشغال في منطقة الصناعات السمكية بواقع 22 مشروعا
العمل على تنفيذ 6 مشاريع في الطرق ورفع قدرة الخدمات العامة
الدقم تحتل مكانة استراتيجية في قطاع الطاقة المتجددة وتستعد لتصبح مركزا عالميا للتصدير
طرح مناقصتين لأعمال الجزء العلوي من ميناء الصيد البحري وإنشاء قرية سياحية
العمل مع شركة استشارية لبناء البنية الأساسية اللازمة لجذب المهارات والابتكارات
أكد المهندس أحمد بن علي عكعاك المكلف بتسيير أعمال الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن المنطقة مقبلة على استثمارات واعدة جديدة ستضاف على الاستثمارات الحالية، وستتركز هذه الاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة والحديد والصلب والبتروكيماويات والصناعات النظيفة. ومن المتوقع أن تجعل الدقم منطقة رائدة عالميا في هذه الصناعات الحيوية.
إن ما يميز المنطقة ويجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين هو امتلاكها بنية أساسية كبيرة ومتطورة. هذا يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بهاالاقتصاد المحلي ويعزز من إمكانية استقطاب مزيد من رؤوس الأموال والمشاريع الواعدة.
وأوضح المهندس أحمد عكعاك أن الفرص الاقتصادية المتاحة والدعم القوي والقوانين الملائمة تمثل مزايا مهمة تحفز الشركات والمستثمرين على اختيار الدقم كوجهة رئيسية للاستثمارات وتطوير أعمالهم في المنطقة، مردفا أن الاقتصاد في الوقت الحالي يتطلب السرعة في اتخاذ القرارات لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة. وتلعب الهيئة دورا حيويا في هذا السياق، حيث تقدم دعما قويا للمستثمرين وتسهل الإجراءات لتحفيز الاستثمار في المنطقة، مشيرا إلى أن التشريعات والقوانين ساهمت في توفير بيئة استثمارية جاذبة ومشجعة لتيسير الاستثمار وتشجيع المستثمرين على الاستثمار.
اهتمام متزايد
وأشار المهندس أحمد بن علي عكعاك المكلف بتسيير أعمال المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى أن الدقم تستعد لأن تصبح بوابة لتصدير الطاقة النظيفة إلى الأسواق العالمية، ووضع الخطط لخفض الانبعاثات الكربونية، والتكيّف مع التغيّرات المناخية؛ سعيا لتحقيق الحياد الصفري، موضحا أن حجم الاستثمارات المتوقعة في الطاقة النظيفة بالدقم سيكون كبيرا جدا في قادم الوقت، والتي ستساعد في تعزيز قدرات البنية الأساسية للطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال، وستعمل على إيجاد فرص استثمارية في الشق السفلي والعلوي لتطوير البنية الأساسية والتكنولوجيا المتطورة، مما يعزز قدرة الدقم على زيادة نسب التصدير.
وأضاف أن الهيئة تعمل مع الشركاء لتحقيق قيمة مضافة لمشاريع الطاقة النظيفة، وتهدف إلى خلق فرص عمل جديدة واستقطاب التكنولوجيا المتطورة، وبذلك تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والبيئية في المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا أن سلطنة عمان تمتلك المقومات وموارد لإنتاج الطاقة النظيفة، مما يجعلها رائدة في هذا المجال.
وأشار إلى أن قطاعات الطاقة المتجددة شهدت اهتماما متزايدا في الآونة الأخيرة، ويأتي اهتمام المستثمرين بالدقم بالتزامن مع التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المستدامة والنظيفة. وبفضل مواردها الطبيعية وإمكانياتها، موضحا أن الدقم تحتل مكانة استراتيجية في قطاع الطاقة المتجددة. أما قطاع الحديد والصلب، فهو يحظى بنمو متسارع على مستوى العالم، وتتمتع الدقم ببنية أساسية متطورة وموقع استراتيجي يسهل تصدير المنتجات الصناعية إلى الأسواق العالمية، مما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات في هذا القطاع المهم.
وبين أن البتروكيماويات والصناعات النظيفة تعتبر من بين القطاعات الرئيسية التي تركز عليها الدقم في جهودها لتعزيز التنمية المستدامة. وتقدم الحكومة برامج داعمة ومزايا استثمارية لجذب المستثمرين وتعزيز هذه الصناعات الواعدة في المنطقة.
وأضاف المكلف بتسيير أعمال المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن المنطقة تتطلع إلى تحقيق تحول اقتصادي وتصدر عالمي في قطاعات الطاقة المتجددة والحديد والصلب والبتروكيماويات والصناعات النظيفة. وستكون هذه النقلة النوعية محط أنظار المستثمرين العالميين الذين يسعون إلى الاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها المنطقة.
وقال سياسة الهيئة تقتضي تخصيص الأراضي بطريقة مستدامة وذكية للاستغلال الأمثل وتحسين الاقتصاد المحلي، مشيرا إلى أن المنطقة تسعى لتوفير ممرات ربط بين المناطق في الدقم لتعزيز التواصل وتيسير حركة البضائع والخدمات، حيث تعمل حاليا على تنفيذ 6 مشاريع في الطرق، بالإضافة إلى رفع قدرة الخدمات العامة كالكهرباء والمياه لاستيعاب حجم الأعمال والمشاريع المستقبلية.
مصفاة الدقم
كما أكد المهندس أحمد عكعاك أن مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يحقق تقدما بوتيرة متسارعة ويقترب من بدء التشغيل التجاري الكامل، ومن المخطط أن يتم البدء في التشغيل التجاري قبل نهاية هذا العام حسب ما أعلنت عنه الشركة.
وقال المهندس أن عمليات التشغيل التجريبي لمشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية شهدت نجاحا ملموسا، حيث تم نقل النفط الخام من رأس مركز إلى وحدات المعالجة الرئيسية بالمصفاة عبر أنبوب نقل بطول 80 كيلومترًا. واستقبلت خزانات النفط الخام برأس مركز أكثر من 3 ملايين برميل من النفط الخام خلال الأشهر الماضية، كما تم تصدير أولى شحنات النافثا (المنتج الرئيسي للمصفاة) عبر رصيف تخزين وتصدير المنتجات في ميناء الدقم.
وأشار إلى أن نجاح عمليات التشغيل التجريبي واقتراب بدء التشغيل التجاري يمثل إنجازا مهما للمشروع ويعكس الجهود المبذولة في تحقيق التطلعات الاقتصادية والصناعية للمنطقة، متوقعا أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي وقطاع البتروكيماويات، ويعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز استثماري رئيسي في المنطقة، من خلال تعزيز فرص الاستثمار والتصدير للدولة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في منتجات النفط والطاقة.
الصناعات السمكية
وأوضح المهندس أحمد عكعاك أنه تم الانتهاء من البنية الأساسية لمشروع ميناء الصيد البحري متعدد الأغراض بالدقم ومن المقرر قريبا طرح مناقصة لأعمال الجزء العلوي منه، متوقعا أن يساهم التطوير بالميناء في زيادة حجم الأعمال في منطقة الصناعات السمكية.
وأشار إلى أن منطقة الصناعات السمكية بالدقم سجلت نسبة أشغال تتجاوز 60%، بواقع 22 مشروعا، حيث تم تنفيذ تسعة مشاريع حاليا، أما بقية المشاريع في مراحل تنفيذها، مؤكدا أن منطقة الدقم تلعب دورا حيويا في تعزيز القطاع السمكي وتحسين ظروف العمل فيه، ومن المتوقع أن تكون البنية الأساسية المتطورة لميناء الصيد محط انتباه المزيد من المستثمرين وتعزز من طموح الدقم في أن تكون وجهة استثمارية رائدة في قطاع الصناعات السمكية.
وجهة سياحية
وأشار إلى أن الهيئة تسعى إلى تحويل منطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى وجهة سياحية وترفيهية متميزة، وتهدف إلى تحسين نمط الحياة وتطوير البنية الأساسية لتصبح منطقة اقتصادية متكاملة وعالمية، موضحا أن خطط الهيئة تتضمن تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير مراكز الترفيه بالواجهة البحرية.
وبين أن الهيئة قامت بالتعاون مع مكاتب استشارية بدراسات مفصلة تساعد على استقطاب المستثمرين والشركات المهتمة بالمشاركة في تطوير المنطقة، كما قامت الهيئة بطرح مناقصة لإنشاء قرية سياحية في الدقم، مما يعزز التجربة السياحية ويجذب السياح للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والترفيه والاستجمام.
الذكاء الصناعي
وأضاف أن الهيئة خصصت منطقة خاصة بالذكاء الصناعي، وتعمل حاليا مع المؤسسات التعليمية لجعل المنطقة رائدة في مجال الابتكار والإبداع. كما تعمل مع شركة استشارية متخصصة لبناء البنية الأساسية اللازمة لجذب المهارات والابتكارات، موضحا أن الهيئة تركز على تطوير هذه المنطقة الخاصة لتصبح محورا للابتكار والإبداع في مجال الذكاء الصناعي، وتعزيز قدرات المنطقة لاستقطاب المواهب والاستفادة من الابتكارات الجديدة في مجال الذكاء الصناعي، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
