للاختبار والتحقق من جاهزية التصنيع والإنتاج
احتفلت الشركة العالمية لأشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة (GS Microelectronics) أمس بإرسال أول تصميم «رقائق إلكترونية متقدمة (عمان-1 وعمان-2)» الذي صممه عمانيون بعد انتهاء فترة التدريب التقني التخصصي للاختبار والتحقق من جاهزية التصنيع والإنتاج وذلك في معامل شركة التصنيع Taiwan Semiconductors Manufacturing Company (TSMC) في تايوان، وذلك ضمن البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي وبدعم من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة العمل.
رعى حفل التدشين معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة ومسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص.
وتعد هذه الخطوة من مخرجات الاتفاقية التي تمت بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة العمل مع الشركة العالمية لأشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة، التي تم توقيعها في شهر يونيو 2022م بهدف تأسيس أول مشروع استثماري في سلطنة عمان لتصميم وتصنيع أشباه الموصلات والشرائح الإلكترونية المتقدمة وتدريب عدد من الكوادر العمانية في هذا المجال.
وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: يمثل هذا الحدث إنجازا مهما في مجال أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في سلطنة عمان مما يوضح قدرات ومواهب الشباب العماني الهندسية المحلية المتمثلة في تصميم دوائر متكاملة في مختبرات ومعامل معدة ومجهزة محليا، كما تفتح المجال للاستثمارات المحلية والعالمية في البحث والتطوير والتصنيع لإنتاج هذه الرقائق المتقدمة وتوفر وظائف عالية القيمة لشبابنا الطموح.
وأضاف سعادته: إن هذه الخطوة ستعزز نمو الصناعات ذات الصلة بأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، بصفة عامة، وسيسهم نجاح شركة GSME OMAN في بناء نظام بيئي متكامل يدعم صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في سلطنة عمان.
وقال فرحات جهانجير، الرئيس التنفيذي لشركة GSME OMAN وخبير أشباه الموصلات: إن تسجيل أول شريحة مصممة محليا بنسبة 100% من قبل مهندسين عمانيين (عمان-1 وعمان-2) يعد شهادة على التزام الشركة بتعزيز النمو التكنولوجي والابتكار في سلطنة عمان من خلال الاستثمار في تطوير المواهب والخبرات المحلية، بهدف إيجاد أساس قوي لإنشاء مركز تجاري لتصميم الرقائق والتحقق منها في سلطنة عمان، مؤكدا استعداد سلطنة عمان لأداء دورها في صناعة أشباه الموصلات العالمية واستعداد GSME Oman لدخول حقبة جديدة في تصميم الرقائق الإلكترونية.
وقد أجرت GSME Oman برنامجا تدريبيا شاملا لتصميم الرقائق لأكثر من 90 مهندسا في سلطنة عمان، وتمثل هذه المبادرة التدريبية علامة فارقة لسلطنة عمان، حيث تدخل سلطنة عمان في صناعة أشباه الموصلات العالمية من خلال إيجاد بيئة جاذبة ومحفزة للشركات العالمية والمحلية لاتخاذ سلطنة عمان مقرا لعملياتها وتقديم خدماتها في المنطقة. حيث غطى البرنامج التدريبي الذي أجراه خبراء متخصصون في تصميم وتصنيع الرقائق والتحقق منها، متبنين في ذلك التقنيات المتقدمة والناشئة.
من جانبها قالت أمينة المخينية، مهندسة تصميم الدوائر الإلكترونية في شركة GSME OMAN: التدريب الميداني في مجال أشباه الموصلات وسيلة فعالة لمساعدتنا على اكتساب قدرات ومهارات جديدة لم نكن نمتلكها في مجال أشباه الموصلات، حيث تمكّن هذه المهارات المتدرب من توسيع مفاهيمه، وتعديل اتجاهاته، وترسيخ قدرته على الابتكار والإبداع في تصميم الرقائق الإلكترونية لمواكبة احتياجات السوق والتنافس على الفرص التجارية العالمية.
وتأتي أشباه الموصلات على شكل رقاقة وهي عادةً ما تكون عنصرا أو مركبا كيميائيا صلبا يوصل الكهرباء في ظل ظروف معينة، ولها خصائص كهربائية معينة تمكنها من العمل كأساس لأجهزة الحاسوب والأجهزة الإلكترونية الأخرى مما يجعلها وسيلة مثالية للتحكم في التيار الكهربائي والأجهزة الكهربائية اليومية، مثل الهواتف وأجهزة الحاسوب والسيارات والطائرات والأسلحة.
وتتم إدارة هذه الرقاقات للآلات في العصر الحديث بشكل أسرع وأقل كلفة وأكثر كفاءة، كما أنها قادت إلى التطور في التصميم والحجم مثل إنتاج هواتف حديثة وخفيفة الوزن ومعدات ذكية في مجموعة من الصناعات، حيث شهدت الصناعة نموًا مستمرًا في السنوات السابقة، إذ بلغ إجمالي إيرادات المبيعات العالمية لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية 595 مليار دولار في عام2021م وارتفعت بنسبة 1.1% في عام 2022م بقيمة بلغت 601.7 مليار دولار أمريكي.
وتسعى وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وشركاؤها من القطاعين العام والخاص إلى بناء نظام متكامل يشمل عددا من الحوافز والتسهيلات والموارد والتعاون مع قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والتمويل المالي والتسويق الإلكتروني الذي سيسهم في تنشيط وتحفيز واستضافة الشركات العالمية والمحلية لفتح مقرات عمل واتخاذ سلطنة عمان مقرا لعملياتها في المنطقة ولتقديم خدماتها لمختلف القطاعات والزبائن الذين يصنعون وينتجون الأجهزة الإلكترونية والتقنية محليا وعالميا.