تقارير

أسعار النفط على قمة 7 سنوات.. إلى أين تتجه الأسعار؟

ما تزال أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تشكل عاملا إيجابيا للنفط بالتزامن مع انتقال عديد الدول إلى الخام مقابل الغاز المرتفع.

صعدت أسعار النفط الخام في بداية التعاملات الأسبوعية، الإثنين، قرب 86 دولارا للبرميل، أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، مع توقعات باستمرار تعافي الطلب على الخام.

في بداية التعاملات الأسبوعية اليوم، بلغ سعر خام مزيج برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول 85.65 دولار للبرميل، بزيادة 0.80% أو 67 سنتا، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.

 

أما الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم نوفمبر/تشرين ثاني، فقد صعد بنسبة 1.11% أو 91 سنتا ليسجل سعر البرميل في التعاملات المبكرة 82.64 دولار.

ومع ارتفاع الطلب على الخام، فإن مستوى 90 دولارا لبرميل برنت، قد يكون قريبا، قبل نهاية العام الجاري، مع استمرار العوامل المؤثرة صعودا على أسعار البرميل، أبرزها زيادة أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا.

 أسباب الارتفاع

ما تزال أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تشكل عاملا إيجابيا لأسعار النفط الخام، بالتزامن مع انتقال عديد الدول إلى النفط مقابل الغاز الطبيعي المرتفع، في توليد الطاقة الكهربائية، وعمل المصانع.

وسجلت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعات متتالية منذ مطلع العام الجاري، بفعل زيادة الطلب من جانب الدول والمصانع في أوروبا التي تعافت من تبعات الجائحة، وارتفاع الطلب العالمي على الاستهلاك.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال في التعاملات المبكرة، الإثنين، لتسجل أسعار المليون وحدة حرارية أكثر من 29 دولارا، أما عن الغاز الطبيعي في حالته الغازية سجلت أسعاره 5.84 دولار للمليون وحدة حرارية، أي بارتفاع قدره 3.92% عن إغلاق يوم الجمعة.

وقالت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، هذا الشهر، إن أسعار الغاز الطبيعي تأتي في مستوى قياسي جديد، وذلك يعود إلى انتعاش الطلب مجددا على الغاز الطبيعي، وتراجع مخزونات الغاز في السوق الأوروبية.

وتحول النفط إلى مصدر رخيص للطاقة مقارنة مع الغاز الطبيعي لأسواق القارة العجوز، بينما يشهد الخام كذلك، زيادة في الطلب من جانب كبار المستوردين (الصين، الولايات المتحدة، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية).

ونمت واردات الدول الخمس بنسبة 6% خلال سبتمبر/أيلول الماضي، مقارنة مع أغسطس/آب السابق له، بحسب معطيات التقرير الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

** الطلب الأمريكي

كذلك، قالت وسائل إعلام أمريكية، أمس الأحد، إن واشنطن تتجه لعودة استقبال المسافرين الأجانب الحاصلين على التطعيم اعتبارا من الشهر المقبل، ما يعني أن الطلب سيرتفع على وقود الطائرات.

وتجاهلت أسعار النفط هذا الشهر، إعلان تحالف “أوبك+” زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا، في مؤشر على أن السوق بحاجة إلى مزيد من الإمدادات، وسط تراجع المخزونات المتراكمة من النفط منذ العام الماضي.

وتعتبر الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 12 مليون برميل، وأكبر مستهلك كذلك، بمتوسط يومي 17.5 مليون برميل، وثاني أكبر مستورد بعد الصين بمتوسط يومي 6 ملايين برميل.

وتشهد نسب التضخم في السوق الأمريكية قفزات متتالية، لتسجل في سبتمبر/أيلول 5.4% أعلى مستوى منذ 13 عاما، وسط استمرار زيادة الطلب المحلي على الاستهلاك، وآثار حزم التحفيز التي راكمت سيولة لدى الأفراد والشركات.

كذلك، تأثرت الأسعار صعودا، بعد تقارير من بنوك أبحاث قالت إن النفط سيواصل رحلة الصعود لما تبقى من العام الجاري.

ويوم الثلاثاء، توقع الخبراء لدى سيتي جروب بنك، بأن تواصل أسعار النفط الخام ارتفاعاتها خلال فصل الشتاء المقبل لتصل إلى مستوى 90 دولارا للبرميل، وبخاصة مع انخفاض مخزونات النفط نتيجة زيادة الطلب على النفط، بدلا من الغاز الطبيعي.

وأكد سيتي جروب على أنه رغم تمسك “أوبك+” بخطتها لإضافة نحو 400 ألف برميل يوميا للمعروض شهريا حاليا، فإن التحالف قد يعمل على زيادة إنتاج النفط الخام بنحو 800 ألف برميل يوميا، تحت ضغط من المستهلكين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة.