القمة العالمية لطاقة المستقبل

محمد بن راشد ومحمد بن زايد يشهدان حفل توزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل توزيع جوائز الدورة السنوية الثامنة لجائزة زايد لطاقة المستقبل كما كرم سموهما خلال الحفل الفائزين التسعة بالجائزة، وذلك بحضور كل من فخامة أولافور راجنار جريمسون، رئيس جمهورية أيسلندا ورئيس لجنة تحكيم جائزة زايد لطاقة المستقبل، وفخامة الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو، وفخامة جيمس ميشيل، رئيس جمهورية سيشل، وفخامة تومي ريمينجساو، رئيس جمهورية بالاو، وفخامة عاطفة يحيى آغا، رئيسة جمهورية كوسوفو، وعدد كبير من الوزراء وممثلي البعثات الدولية، وقد أقيم حفل التكريم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وفازت بالجائزة لهذا العام الدكتورة غرو هارلم برونتلاند، رئيسة الوزراء النرويجية السابقة، عن فئة أفضل إنجاز شخصي تقديراً لالتزامها بدعم جهود التنمية المستدامة، وتشغل غرو منصب نائب رئيس مؤسسة الأمم المتحدة ونائب رئيس مجموعة الحكماء، وهي مجموعة مستقلة من القادة العالميين يعملون معاً من أجل السلام وحقوق الإنسان.
وفازت عن فئة الشركات الكبيرة شركة “بي واي دي” الصينية المصنّعة للمركبات الكهربائية، أما عن فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة ففازت شركة “أوف جريد إلكتريك” التنزانية، وفازت منظمة “كوبرنيك” الإندونيسية عن فئة المنظمات غير الربحية، إضافة إلى خمس مدارس ثانوية من خمس مناطق حول العالم.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الحدث أن الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، كانت وستبقى دائماً في طليعة الدول الداعمة للابتكار والإبداع في العالم، وقال سموه: “لقد نجحت دولة الإمارات من خلال احتضانها للحوارات الدولية الهامة حول التنمية المستدامة والطاقة المتجددة، في إظهار وتأكيد إمكاناتها القيادية وضمان أن يكون للابتكار دور أساسي في التصدي للتحديات المشتركة التي تواجهها دول العالم. ومن هذا المنطلق، أصبحت أبوظبي اليوم مساهماً رئيسياً في العمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات. وقد سارت دولة الإمارات على هذا النهج مستلهمة من رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فالإرث العريق للشيخ زايد قد شكل أساساً راسخاً لماضي الإمارات وسيستمر بإذن الله في رسم معالم مستقبلها المشرق”.
وأضاف سموه: “إننا من خلال جائزة زايد لطاقة المستقبل نكرم الرواد الذين يمتلكون الشجاعة لتحدي المستحيل وتحقيق الإنجازات اللافتة من خلال الابتكار في الطاقة النظيفة. وهؤلاء الرواد من أفراد وشركات ومنظمات، كانوا وسيبقون دائماً في طليعة الجهود الدولية لبناء عالم أفضل وأكثر أمناً واستدامة للجميع”.
وقد سجلت الدورة الثامنة من جائزة زايد لطاقة المستقبل رقماً قياسياً في عدد المشاركات حيث تلقت 1437 طلب مشاركة من 97 دولة. وتهدف الجائزة، التي تبلغ قيمتها الإجمالية أربعة ملايين دولار، إلى تكريم المبدعين في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، وكرّمت حتى الآن 48 من المبدعين والرواد منذ انطلاقها في العام 2008. وشهدت الجائزة على مدى السنوات الثمان الماضية نمواً لافتاً حيث تلقت منذ تأسيسها 8502 طلب مشاركة.
وقال فخامة أولافور راجنار جريمسون، رئيس جمهورية أيسلندا ورئيس لجنة تحكيم جائزة زايد لطاقة المستقبل: “حققت جائزة زايد لطاقة المستقبل في دورتها الحالية المزيد من النجاحات، وإن الرقم القياسي لعدد المشاركات هذا العام هو شاهد حي على روح الريادة التي تتحلى بها دولة الإمارات في هذا القطاع. ومما يزيد هذه الجهود تميزاً هو حجم ونوعية المشاركين الذين يتطلعون للانضمام إلى هذا المجتمع العالمي، بدءاً من المبدعين الذين يقدمون ابتكارات تساهم في تنمية مجتمعاتهم، إلى الشباب الذين يشكلون أجيال المستقبل من القادة والمبتكرين، وصولاً إلى الأفراد الراغبين في تحقيق تغيير إيجابي في العالم”.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة والمدير العام لجائزة زايد لطاقة المستقبل: “جاء تأسيس الجائزة تحقيقاً لرؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، إذ كانت رؤيته قائمة على ضرورة إعطاء التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة أهمية قصوى لدفع جهود التنمية في الدولة. واليوم، بات هذا النهج الحكيم المبني على استشراف آفاق المستقبل يشكل الدعائم الأساسية التي تعتمد عليها جائزة زايد لطاقة المستقبل لنشر أسس التنمية المستدامة والمساهمة في ازدهار المجتمعات حول العالم”.
وأضاف معاليه: “تأتي أهمية الجائزة أيضاً من كونها تساهم في تحفيز الأفكار الجديدة وتبادل المعلومات التي من شأنها أن تؤسس لمستقبل أكثر استدامة. ونحن على ثقة بأننا من خلال تكريم مثل هذه الأفكار المبدعة ورعايتها، سنتمكن من تقديم الدعم لهؤلاء الرواد ممن كان لهم فضل كبير في تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل. وهذه الرؤية هي التي ستتيح لدولة الإمارات القيام بدور فعال في ضمان حصول الجميع على الطاقة والمياه، وصولاً إلى تأمين المستقبل الآمن والمستدام للجميع”.
تجدر الإشارة إلى أنه بدءاً من ضمان الحصول على الطاقة النظيفة في القرى الأفريقية الريفية ووصولاً إلى تمكين النساء في بنجلادش للانخراط في وظائف كفنيات تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، استفاد أكثر من 202 مليون شخص حول العالم من الإجراءات المستدامة التي اتخذها الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل. كما أنه من خلال الانجازات التي كرمتها الجائزة، بات الأمن المائي حقيقة واقعة بالنسبة لملايين الأسر في جميع أنحاء بنغلاديش والهند وغانا والفلبين، وأصبحت مصادر الطاقة المتجددة تزود الكهرباء لشريحة كبيرة من السكان يقارب عددهم مجموع سكان إيطاليا (أكثر من 60 مليون)، وأسهمت كذلك بالحد بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية.
وتكرم جائزة زايد لطاقة المستقبل المبدعين والرواد في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة ضمن خمس فئات، هي الشركات الكبيرة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية، وأفضل إنجاز شخصي، وفئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية. ويتم تقييم طلبات المشاركة في كل عام وفق أربعة
معايير محددة، هي التأثير، والابتكار، والريادة، والرؤية بعيدة المدى. وبنهاية عملية التقييم، تتولى لجنة التحكيم اختيار الفائزين في جميع فئات الجائزة.
وقد تم إطلاق فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية عام 2012 في إطار التزام القيادة الإماراتية الرشيدة بمبادرة “الطاقة المستدامة للجميع” وتوعية أجيال المستقبل حول قضايا الاستدامة. وقد ساعدت هذه الفئة من الجائزة، التي تقام هذا العام في دورتها الرابعة، 19 مدرسة حتى الآن على دمج تقنيات الطاقة المتجددة والاستدامة في مرافقها ومناهجها التعليمية.
وتضم قائمة الفائزين الخمسة في فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية كلاً من مدرسة “إس أو إس إتش جي شيخ” الثانوية من الصومال (عن قارة أفريقيا)، وأكاديمية العلوم الكورية (عن قارة آسيا)، ومؤسسة غابرييل بلازاس التعليمية من كولومبيا (عن منطقة الأمريكيتين)، ومركز الأبحاث العلمية الطلابية من ألمانيا (عن قارة أوروبا)، ومدرسة كشمير الثانوية من نيوزيلندا (عن قارة أوقيانوسيا).