تقارير

فى عالم ما بعد “أمازون” و”نون” .. أين تقف سوق التجارة الالكترونية فى الخليج ؟

رغم النمو الكبير الذي تسجله التجارة الإلكترونية في المنطقة إلا أن حصتها من إجمالي حجم تجارة التجزئة ماتزال ضعيفة جداً ولاترقى إلى الطموحات، وخصوصاً مع الإمكانات الكبيرة لاقتصادات المنطقة، إذ تتراوح بين 2 و2.5% مقابل نحو 20% عالمياً.

وتتصدر السعودية  دول منطقة الخليج في التجارة الإلكترونية، كونها أكبر اقتصاد في المنطقة، وتتميز بقوة شرائية كبيرة وبمجتمع شبابي يستخدم الإنترنت ولديه شغف بالتسوق الإلكتروني، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك التجارة خلال السنوات المقبلة، تليها الإمارات ثم مصر والكويت، مرجِّحاً مستقبلاً جيداً للتجارة الإلكترونية في المنطقة التي يبلغ حجمها 70 مليار ريال سعودي، وخصوصاً أنها أرخص من المتاجر العادية،

تستحوذ تذاكر السفر والأجهزة الكهربائية على 40%  من حجم التجارة الإلكترونية عربياً، إذ شهدت السنوات الاخيرة نمواً في عدد البوابات العربية المتخصصة  بالتسوق الالكتروني، إستطاع بعضها تحقيق إيرادات عالية وجذب الاستثمارات العربية والأجنبية على حد سواء، مما ساهم في تشجيع فئة الشباب والمشاريع المتوسطة والناشئة لدخول عالم التجارة، لا سيما وأن هناك قلة تكلفة في هذا المجال

تشير توقعات الجهات المختصة وآخرها تقرير لـ”ليتسنجو دوت كوم” إلى نمو حجم سوق التجارة الالكترونية في الإمارات ليصل في تعاملاته إلى 36.7 مليار درهم خلال العام 2018، وهو ما يؤكد النمو المستمر لحجم قطاع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات.

 

السوق الواعدة أسالت لعاب شركات كبرى وكانت بداية القاعدة التي انطلق منها كل من أمازون ونون. أمازون تنطلق من خبرتها في السوق العالمي ووجود بنى تحتية قوية، ومن خلال استحواذها على سوق.كوم فإنها قد حصلت على: بيانات ومعلومات جيدة عن السوق من خلال سوق.كوم وبايفورت، وشبكة توزيع لوجستيه

منصة نون وهي محاولة لإنشاء نسخة محلية من مواقع التجارة الإلكترونية العملاقة مثل أمازون وعلي بابا دخلت المنافسة بقوة منذ ديسمبر الماضى ومؤخراً أطلقت حملة جنون فبراير لتخفيض الأسعار على المشتريات الإلكترونية. وكانت منصة نون قد قدمت خلال الفترة الأخيرة عددًا من العروض للمستفيدين من المملكة وخارجها

لا شك ان المنصة الجديدة وبالضخامة التي ستأتي يها سوف تنافس اشهر منصتين للتجارة الإلكترونية : أمازون وعلي بابا. وتُعد «أمازون» من أنجح المؤسسات في العالم حاليًا، إذ تبلغ قيمتها السوقية 132 مليار دولار، وأرباحها 61 مليار دولار، وذلك في تقرير لها عام 2013.

أما عن مؤسسة «علي بابا»، فتمتلك هذه الشركة العملاقة أكثر من 22 ألف موظف، ويبلغ مقدار مبيعاتها السنوية حوالى 170 مليار دولار أميركي وهو ما يعد برقماً ضخماً نسبة.

أهم العقبات التي تحول دون وصول التجارة الإلكترونية إلى إمكاناتها الكامنة فى المنطقة تتمثل فى نسبة وعي وثقة المستهلك، والثغرات في أنظمة الدفع والتوزيع، والبنية التحتية اللوجستية، والسياسات الحكومية، وأمن البيانات ومكافحة الاحتيال، إضافة إلى قلة عروض التجارة الإلكترونية من متاجر التجزئة.

 

ويعد الدفع عبر الإنترنت، وانخفاض ثقة المتسوقين، من بين أكبر العوامل الكابحة لنمو التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون، وتشير الدراسات إلى أنه ما تزال 60% من الطلبات عبر الإنترنت تفضّل الدفع نقداً عند الاستلام، وهذه الطريقة مكلفة، ليس لتجار التجزئة فحسب -لأنها تحمل مخاطر أخطاء المعاملات والنقل المادي للنقد- بل تؤثر سلباً في تدفقاتها النقدية.

 

فرغم الأسس الاقتصادية المتينة، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال من بين أسواق التجارة الإلكترونية الأقل اختراقاً في العالم؛ ومع ذلك وبفضل مستويات الدخل العالية، والمعدل الرائد عالمياً لانتشار الإنترنت والهواتف الذكية، وتغيّر تفضيلات المستهلك، هناك إمكانات قوية في المنطقة، وبدأت بعض الشركات الواعية باغتنام هذه الفرص.

 

ومن التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في الخليج -خصوصاً السعودية- توفير آلية أو نظام دفع يمكن الاعتماد عليه في التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى حصر نمو ما تعرف بـ”المشروعات الناشئة”، في حين تشير البيانات المنشورة إلى أن منصة “عالم حواء” تتربع على أكثر من نحو 60% من أصحاب المواقع الإلكترونية التجارية، وتقدم الخدمة لـ250 من سيدات الأعمال.

ويرى اقتصاديون أنه على دول الخليج الدفع بعجلة نمو التجارة الإلكترونية؛ وذلك لأن المستهلكين أصبحوا أكثر إلماماً بالتكنولوجيا الحديثة، وعلى استعداد لتبني التجارة الإلكترونية، كما يمكن لمراكز البيع الإلكترونية الاستفادة من التحركات المبكرة. ولكي تلحق الدول العربية البلدان التي سبقتها في هذا المجال يجب أن تنفق ما يزيد على 90 مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة

واقع التجارة الالكترونية في العالم العربي:

  • هناك 90 مليون مستهلك فى الوطن العربى والشرق الأوسط في قطاع التجارة الالكترونية.
  • هناك حوالى 8 ملايين زائر لموقع سوق دوت كوم يومياً من العالم العربي.
  • ارتفعت التجارة الالكترونية في الشرق الأوسط بنسبة 300 % في العام 2011.
  • في السنوات العشر الأخيرة ارتفع استخدام العرب للانترنت بنسبة 2500%.
  • وصل عدد مستخدمي الانترنت العرب إلى 141 مليون مستخدم من أصل 350 نسمة.
  • يبلغ الانفاق على التجارة الإلكترونية في المنطقة 1.1 مليار دولار، ومع العام 2016، وصل  الرقم إلى 2.2 مليار .

 

أبرز 10 اتجاهات للتجارة الإلكترونية خلال عام 2018
النقط الشرح
1- جودة أفضل للصور ومقاطع الفيديو

 

 

– أصبحت الصور ومقاطع الفيديو عنصرًا أساسيًا في التسويق، حتى أن الصور الرديئة يمكن أن تقلل من قيمة العلامة التجارية.

 

– تنصح سينثيا سافارد مديرة التصميم في موقع “شوبيفاي” أصحاب المتاجر الإلكترونية بوضع صور 350 درجة لعارضي أزياء يرتدون المنتجات، أو وضع صورة متحركة تشرح مزايا المنتج.

 

– وتعكس مقاطع الفيديو عالية الجودة صفات المنتج بشكل أقرب للواقع، ويمكن وضع هذه المقاطع على يوتيوب لزيادة نسبة المشاهدة.

 

2- التسوق عبر مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

– أصبح إنستجرام وبينترست من أهم المنصات لعرض الصور في العالم، مما يمكن المتاجر من عرض منتجاتها عليها دون أن يدرك العملاء أن ذلك يتم عن عمد.

 

– ومن المنتظر أن تتجه المتاجر الإلكترونية لبيع منتجاتها عبر هذه المواقع التي يقضي عليها المستخدمون أغلب أوقاتهم.

– ويتوقع مارك كيلسو مدير وكالة التسويق “Glaze Digital” أن يصبح شراء السلع عبر إنستجرام أمرًا شائعًا قريبًا، من خلال النقر على صورة المنتج وشرائه بكل سهولة.

 

3- الواقع الافتراضي والمعزز

 

 

– سيكون استخدام الواقع الافتراضي والمعزز في 2018 على نطاق أوسع في تجربة التسوق الإلكتروني.

 

– فمن المنتظر أن تطرح العلامات التجارية سمات تسمح للمستهلكين باستخدام هواتفهم لتصور شكل المنتجات في منازلهم أو شركاتهم قبل شرائها.

 

– تشير التقارير إلى أن أكثر من 70% من المشترين سيكونون أكثر ولاءً للعلامات التجارية التي تدمج تقنية الواقع الافتراضي كجزء من تجربة التسوق.

 

4- الأتمتة

 

 

– أصبحت الأتمتة الوسيلة الأكثر فاعلية للبائعين عبر الإنترنت لتوسيع نطاق التجارة الإلكترونية، وصار هناك اتجاه لأتمتة عمليات التسويق وزيادة نسبة الزوار والمبيعات.

 

– أكثر من 50% من المتسوقين عبر الإنترنت يفضلون استخدام تطبيقات الماسنجر في التواصل مع الشركات والمتاجر أكثر من الطرق التقليدية مثل البريد الإلكتروني والهاتف.

 

– لذلك أصبح من الضروري للمتاجر الإلكترونية أن تتضمن تطبيق شات بوت في طرق تواصلها مع العملاء، من أجل القيام بالمحادثات التفاعلية الآلية.

 

5- التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي

 

 

– يرتبط التعلم الآلي بالأتمتة، فلا يمكن توفير الوقت بالاعتماد على الأتمتة، بل يجب استخدام الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات أفضل وزيادة نسبة تحول زوار الموقع إلى عملاء.

 

– فالتعلم الآلي يجعل تجربة العملاء مثالية وأكثر تخصصًا، خاصة وأن العملاء صاروا أكثر اتجاهًا نحو المساعدين الافتراضيين والبحث البصري.

 

6- البحث الصوتي

 

 

– سوف يصبح البحث الصوتي مستخدمًا على نطاق أوسع في 2018، خاصة وأن مساعد جوجل الصوتي ومساعد أمازون “أليكسا” أصبحا أكثر انتشارًا.

 

– تشير الدراسات إلى أن 20% من عمليات البحث على جوجل التي تتم باستخدام الهاتف تكون من خلال البحث الصوتي.

 

– شهدت السنوات القليلة الماضية اتجاهًا متزايدًا لاستخدام الأجهزة التي تستقبل الأوامر الصوتية مثل أمازون إيكو وجوجل هووم.

 

 

 

7- التجارة الإلكترونية عبر الجوال

 

 

– فيما مضى كان البائعون عبر الإنترنت يركزون على تصميم مواقعهم الإلكترونية لتناسب أجهزة سطح المكتب.

 

– في 2018 سيتم التركيز على إنشاء مواقع  تناسب الجوالات وتجعل تجربة المستخدم عليها فريدة من نوعها، وسيكون التركيز على أجهزة سطح المكتب ثانويًا.

 

– ومن المتوقع أن تصل قيمة التجارة الإلكترونية عبر الجوال 600 مليون دولار في عام 2018، وأن تأتي 40% من إيرادات التجارة الإلكترونية من الهاتف العام المقبل.

 

8- العملات الإلكترونية والبلوك شين

 

 

– أصبحت العملات الإلكترونية أكثر شيوعًا واستخدامًا في المتاجر الإلكترونية، وأصبحت الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت وشوبيفاي وسترايب تدعم عملة البيتكوين.

 

– من المنتظر أن تشهد 2018 تحولاً في طريقة الدفع التي سوف تشمل الدفع مقدمًا قبل إجراء المعاملات، وتقليل مخاطر الاحتيال عند الدفع.

 

– رغم ذلك لا تزال صناعة التجارة الإلكترونية تتعامل بحذر مع تقنية البلوك شين وهي تقنية تشفير تقوم على سرية المعاملات بين طرفين، دون حاجة لوجود وسيط أو طرف ثالث.

 

– من بين عمالقة التجارة الإلكترونية التي أصبحت تستخدم البلوك شين مجموعة علي بابا، وذلك من أجل تتبع أصل ومنشأ المنتجات الغذائية، وتقليل كمية المنتجات المزيفة المبيعة.

 

9- سهولة الدفع

 

 

– أصبح هناك عدد هائل من وسائل الدفع عبر الإنترنت مثل باي بال، أبل باي، شوبيفاي باي.

 

– ومن المنتظر أن يشهد عام 2018 تراجعًا في الدفع بالطرق التقليدية مقابل الطرق الجديدة.

 

10- الأعمال الموجهة للأعمال تعتمد على التجارة الإلكترونية

 

 

– فيما مضى كانت الشركات تستخدم الطرق التقليدية للتعامل مع بعضها، وإجراء المعاملات التجارية الضخمة.

 

– إلا أن الأعمال الموجهة للأعمال B2B والمعاملات بين الشركات صارت تعتمد على التجارة الإلكترونية بشكل كبير.

 

– ففي عام 2017 وصل حجم التجارة الإلكترونية بين الشركات 7.7 تريليون دولار.

 

– ومن المنتظر أن يزداد عدد منصات B2B، مما يتيح الفرصة للعملاء للتسوق من أكثر من مكان، واختبار تجربة تسوق أكثر فاعلية من المنصات الموجهة للعملاء.