تقارير

سياحة العالم تلتئم فى الإمارات

أوروبا الغربية على ثاني أكبر منطقة مصدّرة للسياحة إلى دبي

137٫9 مليار درهم حجم الاستثمارات بقطاع السياحة في العام 2022

24 مليار دولار مساهمة القطاع السياحى  بالناتج المحلي الإجمالي في دبي بحلول 2020

111 مليار درهم إجمالي إنفاق السياح داخل الدولة

حلت دولة الإمارات في المرتبة التاسعة عالمياً في حجم الاستثمار السياحي على مؤشر مجلس السياحة والسفر العالمي الذي يصنّف 181 دولة في العالم، حيث قدر حجم استثمارات دولة الإمارات في هذا القطاع بنحو 105 مليارات درهم مقارنة بنحو 92.9 مليار درهم في عام 2013 و84٫3 مليار درهم في العام 2012

حجم الاستثمارات

ويتوقع أن يرتفع حجم الاستثمارات إلى إلى 137٫9 مليار درهم في العام 2022، حيث تتركز هذه الاستثمارات في إنشاء المرافق الترفيهية العالمية والمنشآت الفندقية الفاخرة وغيرها من الخدمات السياحية المساندة والجاذبة، فيما تستحوذ دولة الإمارات على النسبة الأعلى من الاستثمارات في التطـــوير السياحي على صعيد منـــــطقة الشرق الأوسط، وبلغ إجمالي إنفاق السياح داخل الدولة 111 مليار درهم، ويتوقع أن يصل إلى 113,8 مليار درهم بحلول العام 2022.

وسجلت أرقام السياحة في الإمارات نمواً إيجابياً، حيث استقبلت أبوظبى 4.1 مليون سائح العام الماضي بزيادة 18% ، وارتفعت الطاقة الاستيعابية للفنادق إلى 20 ألف و700 غرفة.

وزار دبي 14.2 مليون سائح العام الماضى، لتقترب من تحقيق هدفها باستقبال 20 مليون سائح بحلول 2020، وفقا لاستراتيجية حكومة دبي.

ويقدر عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء بحوالي 20 ألف غرفة، تشكل الطاقة الاستيعابية لنحو 63 فندقاً قيد التنفيذ، في حين تجاوز إجمالي عدد الغرف الفندقية بالإمارة 96 ألفاً نهاية 2015، مقابل 92.3 ألف غرفة فندقية خلال 2014، وفقاً للبيانات الصادرة عن “دائرة السياحة”.

وتخطط الإمارات لتكون واحدة من المراكز السياحية الرائدة عالمياً العقد القادم، فى ظل تطوير مستمر للبنية التحتية وإطلاق المشاريع السياحية العملاقة وشركات الطيران، واستضافة إكسبو 2020.

توقعات النمو

وتشير تقديرات “دائرة التنمية الاقتصادية”، أن دبي ستحقق نمواً بمعدل 6.6% بحلول 2020، أي أسرع من نمو الصين الذي يقدر بحوالي 6.33%.

وتوقع المحللون الاقتصاديون، أن يتجاوز النمو الاقتصادي في دبي نظيره في الصين بحلول 2020 تزامناً استضافة الإمارة لـ”معرض إكسبو”.

وبحسب وزيرة الدولة ريم الهاشمي، والتي تشغل منصب العضو المنتدب للجنة العليا لاستضافة (معرض إكسبو)، من المرجح أن يضيف 24 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي في دبي، ويوفر 227 ألف فرصة عمل في الإمارات.

 

وأدى تراجع متوسط أسعار الغرف الفندقية بنحو 10% إلى تحسن القطاع على مؤشرات التنافسية وأظهر قدرة للحفاظ على مستويات إشغال مرتفعة تجاوزت 80%، ما انعكس إيجاباً على العوائد الاستثمارية المتأتية والتي تقدر 26.8 مليار درهم (7.3 مليار دولار) نهاية العام الماضي، وبالتالي يؤكد قوة النشاط على رغم التقلبات والضغوط التي تواجهها الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة.

واستقبلت دبي 4.1 ملايين سائح خلال الربع الأول من العام الجاري، وفق إحصاءات جديدة أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، محققةً زيادةً بنسبة 5.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2015، في حين حقّقت الدول الرئيسية المصدّرة للسياحة من دول مجلس التعاون الخليجي والهند نمواً كبيراً فاق عتبة 10%.

مشاريع ومبادرات

شهدت دبي مع مطلع العام 2016 بداية حيوية، خاصة مع ما تشهده من تطوير وتنفيذ لعددٍ من المشاريع والمبادرات والمناسبات التي جاءت على رأس أولويات برنامج الجذب السياحي. وشهد شهرا يناير وفبراير المزيد من الإضافات المهمة على جدول فعاليات ومهرجانات دبي السنوية، مع إطلاق مهرجان «إكس يوغا دبي»، إضافةً إلى انطلاق مهرجان دبي للتسوق بحلته المتجددة، ومهرجان دبي للمأكولات.

وتأتي مشاريع تطوير وتزيين المدينة على طول الشواطئ والسواحل والمتنزهات والمساحات الخضراء، ومن بينها مشروع تطوير كورنيش الجميرا الذي يصل طوله إلى 14 كيلومتراً؛ وتطوير معالمها الثقافية والتراثية، مدفوعة بتجديد أقدم الأحياء في المدينة كجزء من منطقة دبي التاريخية، من بين المشاريع الرئيسية التي اكتسبت زخماً في الربع الأول من العام.

كما شهدت الإمارة زيادةً في مجموع فنادقها ليصل إلى 676 منشأة مع نهاية شهر مارس 2016، ما يمثّل 98,949 غرفة موزعةً على جميع فئات الفنادق والشقق الفندقية.

وتضمن المشاريع الفندقية التي تشهدها دبي استمرار محافظة المدينة على الرفاهية التي طالما اشتهرت بها مثل «بالاتزيو فرساتشي»، و«سانت ريجيس دبي»، في حين أن مجموعة فنادق الفئة المتوسطة الجديدة التي تحفّزها مبادرات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، تزيد من الخيارات المتاحة أمام الزوّار.

وعلاوة على ذلك، واصلت «دبي للسياحة» العمل عبر النظم الإيكولوجية للسفر والتجارة، إلى جانب الاستفادة من الشراكات التعاونية مع الشركاء والجهات الفعالة الرئيسية، بما يشمل التوقيع على شراكات استراتيجية في فبراير مع اثنين من أكبر جهات القطاع بالصين، «يونيون باي إنترناشيونال» و«تنيو»، واحدة من أكبر منصات خدمات السفر الترفيهي عبر الإنترنت بالبلاد.

 

السياحة الخليجية

 

وواصلت دول مجلس التعاون الخليجي تصدرها قائمة الدول الزائرة لدبي، إذ بلغت نسبة السياحة الوافدة منها 25% من عدد الزوار الإجمالي خلال الربع الأول من العام الجاري.

كما ارتفع عدد السيّاح القادمين من المملكة العربية السعودية إلى 476 ألف سائحاً خلال الفترة ما بين يناير حتى مارس 2016، مسجلةً زيادة قدرها 14% مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي جعلها تحتل المركز الأول على هذه القائمة، تلتها سلطنة عُمان التي ارتفع عدد السياح الوافدين منها إلى 322 ألفاً، بزيادة نسبتها 32%، مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2015.

كما حافظت الكويت على مكانتها ضمن قائمة الدول العشر الرئيسية، بزيادة قدرها 119 ألف سائح، وقطر التي شهدت ارتفاعاً بواقع 26% في أعداد السيّاح الوافدين منها، مسجّلة أداءً إقليمياً قوياً.

 

الهند وآسيا

وحافظت شبه القارة الهندية أيضاً على مكانتها الفعّالة، حيث ساهمت بحصة كبيرة من حركة السياحة إلى دبي، مع ارتفاع عدد سياح دبي من الهند بنسبة 17% خلال الربع الأول من العام، ليصل إلى 467 ألف سائح، واحتلت المرتبة الثانية على قائمة الدول العشر الرئيسية لزوار الإمارة، تليها باكستان التي شهدت زيادة بواقع 18% خلال الفترة ذاتها.

 

أوروبا

 

كما حافظت أوروبا الغربية على مكانتها كثاني أكبر منطقة مصدّرة للسياحة إلى دبي، حيث بلغت نسبة الزوّار القادمين منها 23% من إجمالي الزوار الوافدين إلى الإمارة في الربع الأول من 2016، وذلك رغم ما واجهه العالم من تقلبات اقتصادية.

 

وقد وصل عدد السياح من المملكة المتحدة إلى 334 ألف سائح، فحققت ارتفاعاً بنسبة 10% خلال الربع الأول من العام الحالي، محافظةً على مكانتها كثالث أكبر دولة مصدّرة للسياحة إلى دبي.

وإلى جانب المملكة المتحدة تضمنت قائمة الدول الأولى المصدرة للسياح الوافدين إلى دبي، كلاً من ألمانيا التي سجلت 171 ألف سائح، وفرنسا التي حافظت على ثباتها على مدار الربع الأول، وذلك بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي لتسجل 76 ألف سائح، بينما شهدت إيطاليا نمواً بواقع 5% بما يمثل 69 ألف سائحاً.

 

نهج ذكى

 

وقال هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، في تعليقه على هذه الإحصاءات: «لقد تأثر قطاع السفر العالمي خلال الربع الأول من هذا العام بالعديد من العوامل والأوضاع سواء كانت جيوسياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، في ظل حالة النمو الثابتة التي تشهدها معظم الأسواق.

بالرغم من ذلك، تتبع دبي نهجاً ذكياً في استقطاب السياح من أسواق مختلفة، فضلًا عن رؤية حكومتنا الرشيدة والشراكات القوية والراسخة بين القطاعين العام والخاص، ما يعكس المرونة في استراتيجية الأسواق المتنوعة التي نعتمدها، وسرعة في الاستجابة على جميع المستويات ضمن القطاع السياحي، وقوة في العروض والخدمات السياحية التي نقدمها بشكل دائم».

 

تعزيز المقومات

وأضاف المري قائلاً: «لا تزال الأسواق التي تبعد عن دبي نحو 4 ساعات بالطائرة، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي والهند، محور تركيز مهم لجهودنا المستمرة والرامية إلى استقطاب أكبر عدد من السياح لتحقيق أهداف النمو المتوقع.

ونحرص باستمرار على تعزيز المقومات السياحية في دبي، والتي تسهم في استقطاب السياح من الأسواق المختلفة، وذلك بالاعتماد على قائمة المهرجانات ومختلف المناسبات التي تنطلق فعالياتها في الربع الأول من العام، إضافة إلى افتتاح عدد من وجهات التسوق الجديدة ومعالم الجذب السياحي الفريدة. ومن المتوقع أن تتسع مساحة هذه الوجهات وتتعدد الخيارات أكثر مع دخول عدد من المشاريع والمبادرات الرئيسية حيز التنفيذ، الأمر الذي يضفي مزيداً من العمق والتنوّع إلى ما تقدمه دبي لزوارها».

 

الولايات المتحدة

 

وجاءت الولايات المتحدة الأميركية ضمن قائمة الأسواق العشرة الكبرى في الربع الأول من العام الجاري، حيث قَدِم منها 166 ألف سائح؛ إضافة إلى الصين التي شهدت ارتفاعاً بواقع 4% عن العام الماضي، بعكس إيران التي كانت السوق الوحيدة التي شهدت تراجعاً في عدد الزوار.

 

كما شهدت الفليبين التي اندرجت ضمن قائمة الأسواق العشرين الكبرى نمواً بواقع 25% خلال الربع الأول من العام الحالي، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2015، بينما زاد السياح الكنديون بواقع 9% هذا العام، مع تراجع عدد السياح الوافدين من مصر، وروسيا، والأردن، وأستراليا، وهولندا.

 

الطاقة الاستيعابية

 

وأضاف المري قائلاً: «من المتوقع أن تشهد البنية التحتية المتعلقة بالسياحة والاستثمارات الرامية لتحسين الطاقة الاستيعابية زخماً خلال عام 2016 عبر العروض السياحية التي تركز على احتياجات فئات الزوار، مثل المعالم الثقافية والتراثية والمتنزهات الترفيهية والحدائق العائلية، إضافة إلى استمرار التركيز على تحسين بيئة الأعمال، ما يرسخ سعي دبي الدائم لتكون الوجهة المفضلة للسياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والفعاليات.

 

وستواصل دبي تنفيذ المشاريع لتطوير وتحسين وتشجيع الركائز الأساسية للعروض التي تُثري الأجندة السياحية الرامية إلى استقطاب المزيد من السياح وتعزيز مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وجعله مصدراً للمنافسة المستدامة للنمو المستقبلي».

 

وأوضح المري قائلاً: «نعمل حالياً في دائرة السياحة والتسويق التجاري على وضع اللمسات النهائية لفعاليات مفاجآت صيف دبي، ولهذا فإننا نعتمد بشكل كبير على مجموعة العروض القيّمة والأنشطة الداخلية المتنوعة لتعزيز مناطق الجذب السياحي التي تزخر بها دبي، والتي لا تزال على رأس قائمة عوامل الجذب السياحي خلال هذه الفترة.

 

كما أننا نشهد تحسّناً إيجابياً مع اتجاه السياح والزوار إلى دبي لقضاء الصيف فيها، حيث شهدنا على مدار العام الماضي أعداداً هائلة من المسافرين من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تحديداً، ما يجسّد جاذبية دبي المتنامية باعتبارها وجهة رائدة للسياح على مدار العام».

سوق التوظيف

قدر خبراء في قطاع السياحة والسفر نمو حجم سوق التوظيف في قطاع السياحة والسفر في دبي بنسبة تتراوح بين 15 25% سنوياً، وذلك لتغطية احتياجات رؤية دبي السياحية التي تستهدف الوصول بعدد الزوار إلى 20 مليون زائر بحلول 2020 بالإضافة إلى مضاعفة عدد الغرف الفندقية.

 

وأكدوا أن القطاع يلعب دوراً رئيسياً في سوق التوظيف في الإمارة، مشيرين إلى أن حجم الطلب على الوظائف في السوق المحلي اقل من المعروض الناتج عن التوسعات التي يشهدها القطاع على الأرض وفي الأجواء.

وأشار الخبراء إلى ان طيران الإمارات توفر وحدها نحو 1000 وظيفة للمواطنين سنويا وتعتبر أكبر قوة توظيف في المنطقة كما تعتبر مطارات دبي من اكبر المؤسسات قدرة على استيعاب الوظائف في مختلف التخصصات.