تقارير

رغم التقلبات ..لماذا يتحمس أثرياء العالم للعملات المشفرة ؟

أظهرت دراسة زيادة حماس الأثرياء للعملات المشفرة خلال العام الماضى ,إذ أن  العدد الهائل من هذه العملات والإقبال إلى عمليات طرح العملة جذب أغنياء العالم

و عبر 29% من المليونيرات عن درجة مرتفعة من الاهتمام بشراء أو حيازة العملات المشفرة، وقال نحو 27% إنهم مهتمون نوعا ما. ورغم ذلك قال نحو الثلث منهم فقط إنهم تلقوا معلومات بشأن العملات المشفرة من مديري ثرواتهم.

 

وضم  تقرير الثروة العالمية 2018 فصلاً خاصاً باستثمارات التشفير، حيث كشف أن هناك زيادة ملحوظة في الاهتمام بمنتجات التشفير بين المستثمرين الأغنياء.ووفقا للتقرير، فإن واحد من كل 3 مليونيرات مهتم بهذا القطاع، ويصل العدد إلى سبعة من كل عشر مليونيرات في الفئة العمرية الأقل من 40 سنة، وهذه الفئة العمرية ذات أهمية خاصة بالنسبة للصناعة المصرفية الخاصة.

وتكمن مشكلة المستثمرين الأغنياء في الحصول على معلومات حول أنواع جديدة من الاستثمارات، ولذلك فهم يطلبون المساعدة من الخبراء و تتجاهل الإدارة العليا للبنوك سوق التشفير، إذ قام تيجان ثيام في بنك “كريدي سويس” وسيرجيو إرموتي في بنك “يو بي إس” بالثناء على إمكانيات تقنية البلوكتشين دون التطرق للبيتكوين وغيرها من العملات الافتراضية المعتمدة على هذه التقنية,إذ يبدو أن المصارف الكبرى راضية عن بترك المنافسين الأصغر يملأون  هذه الفجوة، مثل بنك “فالكون” الخاص، وبنك “فريك” في ليختنشتاين أو الشركات الناشئة مثل “بيتكوين سويس” و”كريبتو فاينانس”.

العدد الهائل من هذه العملات والإقبال إلى عمليات طرح العملة جذب الأثرياء وحضر بعضهم مؤتمر التشفير في سانت موريتز بجبال الألب السويسرية  إذ سجل تقرير الثروة العالمية 195 عملية طرح لعملة من شهر يناير الماضي لأبريل الماضي بقيمة إجمالية تبلغ 6.2 مليار دولار.

 

ورغم أن الأثرياء حققوا عوائد استثمارية تزيد على 20% في 2017 للعام الثاني على التوالي, وفقا لتقرير كابجيميني للثروة العالمية للعام 2018، وأن  تلك العوائد ساعدت في أن يتجاوز مجموع ثرواتهم 70 تريليون دولار للمرة الأولى ليتجهوا صوب الـ100 تريليون دولار بحلول 2025.لكن هذا لم يعزز رضاهم عن المسؤولين عن إدارة ثرواتهم وهو أحد أسباب حماسهم للعملة الرقمية.

وجذبت الزيادة المذهلة في سعر “بتكوين” وغيرها من العملات الرقمية العام الماضي، اهتمامًا واسعًا، لكن هؤلاء المهتمين الجدد عانوا كثيرًا في 2018 مع انخفاض قيمة “بتكوين” بأكثر من 50%.ويشعر المستثمرون بقلق متزايد إزاء قضايا الأمن السيبراني، فمن الواضح أن المعايير الأمنية في هذه المرحلة ليست مرتفعة بما يكفي، وتتبع السلطات في جميع أنحاء العالم الآن أساليب مخلتفة، لكن يراها البعض جهودا معقدة لمحاولات جعل البورصات أكثر أمنًا.

ويؤكد خبراء  أن الأشخاص الذين تكبدوا أكبر الخسائر من حوادث القرصنة هم المستثمرون الأفراد (الصغار) الذين يفضلون ضخ مدخراتهم بالكامل في منصة واحدة، ما  يجعلهم أكثر عرضة لخسارة استثماراتهم في حال تعرض البورصة التي يتعاملون معها لهجمات مثل تلك التي طالت “كوين تشك” و”كوينريل”.

أما المستثمرون الكبار مثل البنوك وصناديق التأمين ربما كانوا الأقل تأثرًا بمثل هذه الاختراقات، وهذا لأنهم يستطيعون توزيع مخاطرهم عبر المنصات المختلفة، وكذلك الاستثمار بشكل غير مباشر من خلال المشتقات وغيرها من الطرق التي تكون أقل وصولًا للمستثمرين العاديين.

يرجع بعض الخبراء قابلية الاختراق الكبيرة إلى كون العملات الرقمية سوقا وليدا مقارنة بأصول أخرى مثل الأسهم والسندات، ويرجحون قدرتها على التكيف بمرور الوقت. مؤكدين أن قطاع العملات الرقمية ينبغي عليه التكيف وتحسين قدراته الأمنية مع تزايد عدد المستثمرين الكبار فيه، ويجب أن تدرك البورصات أهمية القضايا الأمنية ليس فقط لضمان سلامة أعمالها، ولكن كميزة تنافسية ستحقق لها نتائج أفضل.

“حيتان البتكوين” يستحوذون على ثلث سوق العملات

وأظهرت بيانات شركة جينلازيس، المتخصصة في مجال البلوكشين، أنه في شهر نيسان/ أبريل الماضي، كانت هناك حوالي 1600 محفظة رقمية للبيتكوين مستخدمة من قبل أفراد، تحتوي كل محفظة على 1000 بيتكوين على الأقل.

وذكر التقرير أن هؤلاء الذين يطلق عليهم “حيتان البتكوين” يستحوذون على ثلث سوق العملات، أي حوالي 5 ملايين بيتكوين، ما كشف عن عملة البيتكوين التي اعتبرت مفقودة أو لم تستخدم لعدة سنوات.

وأوضح التقرير أن سوق العملات الرقمية المسيطر عليه بشكل صارم يتناقض مع رسالة البتكوين الداعية إلى دمقرطة النظام المالي من خلال وضع نظام مالي بديل حر من قبضة البنوك المركزية، ومفتوح أمام الكل، ويشكل خطرا على العمليات التجارية الصغيرة.

وقال فيلب جرادويل، كبير الاقتصاديين بشركة جينلازيس: “هذا تركز الثروة في أيدي الحيتان يعني أن البيتكوين عرضة لخطر التقلبات، حيث ستكون تحركات عدد قليل ممن يملكون هذا الحجم من الثروة لها تداعيات كبيرة على السعر على نطاق واسع”.