ريادة

خالد أبوظهر يكتب :حمى الذهب وتضليل رواد الأعمال

للكاتب الأمريكى مارك توين مقولة شهيرة ” إن حمى الذهب هى الوقت الملائم لبدء العمل فى تجارة المعول والمجرفة  ” لذلك فى منتصف القرن التاسع عشر وبالتزامن مع اكتشاف مناجم الذهب فى كاليفورنيا حدثت فورة هجرة إلى الولاية ، حيث أن الآلاف استقلوا القطار والعربات والسفن وحتى ساروا على الأقدام من قارتي أمريكا والعالم القديم طمعا في الحصول على ثروة سريعة ., ولأن الحفر للذهب يتطلب الحصول على معاول ومجارف  فإن التجار اللذين يبيعونهم صنعوا ثروات هائلة .

اليوم , يتصدر الاندفاع نحو الذهب المشهد الرئيسى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا م. أنا لا أعترض على تجارة  المجرف لأنني أحبذها فى البحث عن الذهب, لكن لا يروق لى الوضع بصفة عامة إذ أن ذلك من شأنه تضليل رواد الأعمال الشباب الذين يحتاجون إلى التوجيه والدعم.

إذا , كيف تسير الأمور هنا ؟ عادة ما تقدم الشركات التى هى  استشارية نفسها مع اسم براق ولامع ,ربما قد يحتوى على بعض الكلمات التى تشير إلى التمكن  مثل منصة خدمات  الأعمال ومرشد تسهيل المعاملات وغيرها . فى بداية الأمر تقوم تلك الشركات بتحصيل رسوم قليلة مقابل بعض الوعود .

مرة أخرى أنا لا أمانع إذا كانوا يتقاضون بعض الرسوم نظير القيمة المضافة .. لكن  فعليا ما يقدمونه لرواد الأعمال  هو لا شيء .. لا المجرفة .. ولا حتى المعول .. وذلك في وقت يكون فيه التدفق النقدي ضروريًا

لذلك إذا كنت رائد أعمال , اسأل نفسك دائماً ,ما هي مصلحة الشخص الذى أمامى ؟ ما الذي يبحث عنه ؟ وما هي نهاية اللعبة ؟ وهل يستحق الصفقة بالفعل ؟ ..لأنه على الرغم من كل ما تقوله الشركات ومكاتب الاستشارات ,فإنك إذا  كنت قد بدأت مشروعك  بالفعب ,فمن المحتمل أنك قادر على العثور على الأجوبة دون أن يقوم أحدهم بتسويقها نيابة عنك .. لذا قم بشراء مجرافك ولكن بالوقت والسعر المناسب ومن التاجر الذى يستحق أيضاً.