تقارير موضوعات

تعرف على إيجابيات وسلبيات تمويل الديون

تحتاج الشركات خلال مراحلها الأولى إلى التدفقات النقدية لمواصلة أو بناء أعمالها. ويرتكز نوع التمويل الذي تحتاجه الشركة إلى متطلباتها، خصوصاً وأنه لدينا نوعان أساسيان من التمويل: تمويل الديون وتمويل الأسهم.
ويشير مصطلح تمويل الديون بطبيعة الحال إلى اقتراض المال دون التخلي عن الملكية. وبالتالي، عندما تجمع الشركة المال لزيادة رأس المال العامل أو تغطية نفقات رأس المال، فإنها تقترض مبالغ نقدية من أحد البنوك أو المقرضين أو أي مؤسسة مالية أخرى بسعر فائدة ثابت. ووفقاً للشروط الواردة في اتفاقية الإقراض، يتم تسديد المبلغ الأصلي مضافاً إليه قيمة الفائدة بشكل كامل قبل تاريخ الاستحقاق المحدد سلفاً. وعادة ما يتم تسديد أقساط ثابتة إلى الجهة المقرضة لتغطية مبلغ القرض.
أما مصطلح تمويل الأسهم، فهو زيادة رأس المال مقابل بيع أسهم أو حصص في ملكية الشركة. ومن الممكن طرح هذه الأسهم للبيع لصالح أفراد العائلة والأصدقاء وغيرهم من صغار المستثمرين وكذلك أصحاب رؤوس الأموال أو المستثمرين الداعمين. وخلافاً لتمويل الديون، فلا حاجة لإعادة المال عند تعرّض الشركة للإفلاس، كما أن الأموال التي تم الحصول عليها تكون معفية من الفوائد، ولكن الجهة مالكة الشركة تفقد جزءاً من ملكيتها بما يعادل المبلغ المقبوض من المستثمر. وفي هذا النوع من التمويل لا حاجة لتسديد أقساط لإعادة المبلغ المدفوع، وإنما تغدو الجهة المقرضة شريكاً في نجاح أو فشل الشركة.
وعلى غرار مختلف أشكال التمويل، ينطوي تمويل الديون على العديد من الإيجابيات والسلبيات المحتملة التي يضعها حسن صافي، الشريك في وكالة “ميتس للاستشارات الإدارية”، أمامنا في دائرة الضوء:
الإيجابيات:
•      مواصلة امتلاك زمام الأمور في الشركة دون تدخل البنك أو الجهة المقرضة في أسلوب الإدارة
•      يعتبر استكمال سداد مبلغ القرض كاملاً نهايةً للعلاقة التجارية بين الطرفين
•          تعتبر الفائدة المدفوعة محسومة الضرائب (في البيئة الخاضعة للضريبة ولا ينطبق ذلك بالضرورة على دولة الإمارات)، مما يقلل صافي الالتزامات المترتبة على المقترض
•             الإلمام الكامل بمبلغ الدين والفائدة المترتبة عليه شهرياً، ما يتيح سهولةً أكبر في وضع الميزانية والخطط المالية
•         يمكن أن تكون القروض طويلة أو قصيرة الأجل.
السلبيات:
•      عند الاعتماد بشكل رئيسي على الدين ومواجهة صعوبات في التدفقات النقدية، تواجه الشركات مشكلات في سداد القروض المترتبة عليها. ويقود ذلك إلى الكثير من المخاطر التي قد تحدّ من القدرة على زيادة تمويل أسهم الشركة والتي ستبدو بدون شك “عالية المخاطر”.
•          يتعيّن امتلاك تصنيف ائتماني جيد بما فيه الكفاية للحصول على التمويل، وإلا فيجب رهن الشركة أو حتى في بعض الأحيان الأصول الشخصية أو تقديم ضمانات للبنك أو الجهة المقرضة لتغطية القروض.
•           ينبغي الالتزام بمعايير الانضباط المالي لتسديد الأقساط في المواعيد المحددة، واتباع سياسة مالية حكيمة عند استخدام القرض.
•       يتعيّن تسديد المبلغ المستحق خلال فترة محددة، وإلا فإن الأصول التي تم تقديمها للجهة المقرضة كضمان يمكن أن تكون عرضة للخطر.
•       في بعض الأحيان، تقف الديون عقبةً في وجه نمو الشركات بسبب ارتفاع تكلفة سداد القرض.
يتعيّن على الشركات الصغيرة والمتوسطة فهم متطلباتها التمويلية قبل اتخاذ أي قرار بخصوص تمويل الديون أو الأسهم. ونوصي بأن يتم إجراء نقاشات داخلية مع الفريق المالي للشركة أو التواصل مع مستشارين خارجيين للمساعدة على اختيار نموذج التمويل الأكثر ملاءمةً للشركة.