اخبار

الإمارات رائدة اقتصاد الإنترنت في المنطقة

أكد خبراء أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إنشاء مدينة دبي للإنترنت في «جايتكس 1999»، منح السبق لدولة الإمارات على مستوى المنطقة في مجال التطور التكنولوجي والريادة في اقتصاد الإنترنت.

مشيرين إلى أن الدولة تواصل في هذه الآونة ريادة العالم العربي في قطاع التقنية عبر التركيز على بناء مجتمع قائم على معرفة ومتصل بالإنترنت وتطوير بنية تحتية متميزة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.وصادف أمس الذكرى الخامسة والعشرين على إطلاق خدمة الإنترنت للعالم.

حيث استطاع آلاف البشر الوصول إلى الصفحات الأولى في الشبكة العنكبوتية التي قام بتصميمها عالم الحاسوب تيم بيرنرز لي في معهد سيرن في سويسرا. واليوم أصبحت الشبكة الإنترنت الشغل الشاغل والخبز اليومي لمليارات المستخدمين والعمود الفقري لقطاعات الاقتصاد القائمة على المعرفة والابتكار.

نمو هائل

وقال ماجد السويدي، مدير عام دبي للإنترنت ودبي التعهيد: إن إعلان سموه عن إنشاء مدينة دبي للإنترنت في «جايتكس 1999»، منح السبق للإمارات على مستوى المنطقة في مجال التطور التكنولوجي والريادة في اقتصاد الإنترنت، لافتاً إلى أنه منذ ذلك الوقت شهد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات نمو هائل، مهّد لجذب كبرى شركات التقنية والمعلومات إلى المنطقة.

وأضاف: استطاعت حكومة الدولة الرشيدة بفضل نظرتها الاستباقية تحديد الدور الكبير للإنترنت في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، فتم بعد ذلك إطلاق فكرة تحول دبي إلى مدينة ذكية في معرض «جايتكس 2013».

ليكون ذلك بمثابة تأكيد على وضوح استراتيجية الدولة في الاستفادة من الإنترنت في بناء نموذج جديد في التنمية، يهدف في النتيجة إلى تحقيق حياة أسعد لشعب الإمارات عبر الارتقاء بمستويات المعيشة وتقديم نماذج مبتكرة في مجال الخدمات ليستفيد منها الجميع.

وأشار السويدي إلى أن مدينة دبي للإنترنت تحتضن اليوم أكثر من 1500 شركة مدرجة على قائمة فورتشن 500، فضلاً عن الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، فيما يصل عدد العاملين في تلك الشركات إلى نحو 25 ألف من الكوادر المحترفة في مختلف قطاعات تكنولوجيا المعلومات.

وأضاف: توفر المدينة بيئة عمل ديناميكية وإبداعية لشركاء أعمالها، إلى جانب الدور المهم الذي لعبته في دعم مساعي دبي نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

تقدير

تقديراً لدورها الريادي، تم اختيار المدينة شريكاً استراتيجياً لمبادرة «دبي الذكية» بهدف التركيز على دعم تطوير المواهب الناشئة ورواد الأعمال وتطبيقات الهاتف المحمول ومطوري الإنترنت.

وللقيام بهذا الدور، أطلقت «دبي للإنترنت» عدداً من المبادرات وتطوير الأفكار والمواهب والتكنولوجيا مثل ديكود دبي (Decode Dubai) وهاكثون (Hackathon) وهاكمينا (HackaMENA) لتشجيع رواد الأعمال في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

وفي سياق دعم استراتيجية الابتكار ودعم طموحات دبي لتكون في طليعة الاقتصادات القائمة على التكنولوجيا المتطورة وريادة الأعمال. تقوم مجموعة تيكوم، الشركة الأم لمدينة دبي للإنترنت، بتطوير «مركز الابتكار» لتحفيز الابتكار في قطاع تكنولوجيا والمعلومات، ووسائل الإعلام الجديدة، والتعليم والعلوم. ويتوقع أن يستقطب «مركز الابتكار» أكثر من 15 ألف من الكوادر الإبداعية.

تمكين النمو

من جانبه عبّر رضوان موصللي، نائب رئيس أول لشركة تاتا للاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا عن فخر الشركة الهندية، التي تعتبر المزود لـ«عالمٍ جديدٍ من الاتصالات»، بالجهود التي بذلتها دولة الإمارات لتعزيز أداء النشاط الاقتصادي للعديد من قطاعات تطوير الأعمال من خلال تهيئة البنية التحتية للاتصالات والمعلومات .

والتي تعتبر الإنترنت عمدها الفقري، مشيراً إلى أن التكريم الذي حصلت عليه الشركة أخيراً من المنتدى الاقتصادي العالمي هو دليل على جاهزية شبكة دولة الإمارات.

وأضاف: تتطلع «تاتا» أيضاً إلى لعب دور فعّال في تمكين النمو في الإمارات بشكل مطرد في مجالات مثل السرعة والاتصالات والموثوقية، حيث تقدم خبرات محلية غير مسبوقة، وتمتلك انتشاراً واسعاً في مختلف بلدان المنطقة، مع انتشار بصمتها من خلال بنيتها التحتية وشراكاتها العالمية.

وتابع: استثمرنا في الشرق الأوسط أكثر من 250 مليون دولار في أنظمة الكابلات والشبكات التي تربط المنطقة مع بقية العالم. واليوم، نحن نعمل باستمرار على تطوير عروضنا.

سلاح ذو حدّين

من جانبه قال ديمتريس رايكوس، مدير عام لشركة «إسيت» في منطقة الشرق الأوسط إن التطور الذي شهدته الشبكة العنكبوتية خلال العقدين الماضيين ساهم في التأثير جلياً على حياة البشر الشخصية والعملية وحل مكان الموارد التقليدية المتعارف عليها في مجالات الاتصال والمعرفة. وبفضل الشبكة العنكبوتية يمكن للأشخاص من جميع الأعمار، والجنس.

والخلفيات الأكاديمية والثقافية من أداء وظائفهم على اكمل وجه إضافة إلى نشاطاتهم الشخصية المرتبطة بالشبكة.

وأضاف: لا شك بأن الشبكة العنكبوتية هي مكان تشكل فيه عوامل الأمن والخصوصية والاستخدام المفرط مبعث قلق كبير. وأضاف: على مدى 25 عام قمنا بتعليم وتثقيف الأشخاص حول كيفية حماية بياناتهم والمعلومات الخاصة بهم بأفضل الطرق.

ارتباط وثيق

وقال الإعلامي محمد النعيمي الذي بدأ في استخدام الإنترنت منذ أن كان طالباً في الجامعة: إن ارتباط الإنترنت أصبح وثيقاً جداً في حياة سكان الدولة، مضيفاً أن الشبكة العنكبوتية ساهمت إلى حد كبير في أن يكون أفراد المجتمع منتجين وفاعلين وقادرين على التفاعل مع مختلف العناصر والظروف المحيطة بهم، ووفرت لهم تربة خصبة لتعزيز روح المبادرة والابتكار.

وأوضح قائلاً: باتت الإنترنت اليوم تشكل جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، ولم يعد بإمكان الدول والمؤسسات والأفراد الاستغناء عنها، وأعتقد أن نسبة كبيرة من شباب الإمارات يقضون وقتاً لا يقل عن ثلاث ساعات يومياً، ولكن يمكنني القول إنهم تمكنوا من الاستفادة من استخدام الإنترنت بشكل مسؤول وآمن وبناء، يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.

تغلغل

قالت بوي تشي لي، رئيس قسم التسويق في شركة زيروكس للشرق الأوسط وإفريقيا: إن اعتماد الشركة على الإنترنت بدأ بشكل طبيعي في مركز زيروكس بارك في مدينة باولو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية حيث كان جزءاً من نمو وتطور الشركة.

وأضافت: تغلغلت الإنترنت في جميع نواحي عملنا بدءاً بتعاملنا مع عملائنا ومروراً بخدماتنا ليساعدنا على تقديم خدمات أفضل. فعلى سبيل المثال تقدم زيروكس تقنية «كونيكت كي» التي تتألف من لوحة ذكية في الطابعات المتعددة المهام MFPs والخدمات الممتدة على الإنترنت.

ثورة بقطاع الصيرفة في الدولة

صرح عارف الرملي، رئيس الخدمات المصرفية الإلكترونية والابتكار في بنك المشرق أن الإنترنت أحدثت ثورة في قطاع الصيرفة في الدولة منذ عام 2000 وذلك على صعيد تحسين خدمة العملاء من جهة وأداء البنوك من جهة أخرى. وأضاف الرملي في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي»:

من دون شك أن القطاع المصرفي كان وما يزال أحد أكبر المستفيدين من الفرص التي فسحت الإنترنت المجال لها. فاليوم 80% من استفسارات العملاء باتت تتم عبر القنوات المرتبطة بشبكة الإنترنت إلكترونياً ورقمياً.

كما سهلت الإنترنت على العميل إمكانية المقارنة بين العروض والمنتجات في البنوك وسمحت للعميل بالوصول إلى خدمات البنك من تحويل وتسديد فواتير واستثمار طوال 24 ساعة. وباختصار أعتقد أن الإنترنت وضعت عميل البنك في دفة القيادة بالنسبة لتطوير المنتجات والخدمات.

وأشار إلى أن مجال تعزيز أداء البنوك الإماراتية من خلال الاستفادة من تقنيات الاتصال التي جلبتها الإنترنت ما يزال كبير جداً، مشيراً إلى أن مواصلة إطلاق حلول مصرفية رقمية مبتكرة لعملاء المشرق تعكس مدى التزام البنك في المساهمة في مسيرة تطوير القطاع المصرفي في الدولة.

الخيار الاول

وتابع: لا نتطلع إلى تقديم خدمات وحلول مصرفية تقليدية فقط، وإنما هدفنا هو أن نصبح الخيار الأول للعملاء، وأفضل بنك في تقديم أحدث الحلول المصرفية المبتكرة عبر القنوات الإلكترونية.

كما أننا مستمرون بالاستثمار في التكنولوجيا للسنوات القادمة وسوف نوفر لعملائنا أفضل الحلول والخدمات المبتكرة عبر القنوات الإلكترونية والتي توفر لهم الراحة والملاءمة وبالتالي الحصول على تجربة مصرفية مميزة.