تقارير

” أستانة” تتزين لاستضافة “إكسبو 2017”

المعرض سيجذب 1 مليار يورو من  الاستثمارات الأجنبية

قنصل  كازاخستان في دبي:  إكسبو استانا 2017،يعكس تحديات الطاقة في القرن الحادي والعشرين

مساحة المعرض 240 ألف متر مربع …وكافة المبانى ستتحول إلى مركز عالمي للأوراق المالية

 

بعد أقل من عام وتحديداً في العاشر من يونيو 2017 ، تنطلق فعاليات معرض ” اكسبو 2017 ” ، الذي تستضيفه عاصمة كازاخستان الشابة ” أستانا ” ، باعتباره معرض المعارض ، ومنتدي المنتديات الاقتصادية الدولية , الذي يعرض التطور الفكرى والابتكارات التقنية الحديثة وجذب الاستثمارات الاقتصادية لكل دولة .

 

” المعرض الأول ”

معرض ” اكسبو ٢٠١٧ ” ليس بالفريد وحسب ، ولكنه يحمل أيضا صفة ” المعرض الأول ” ، أو معرض المعارض لأنه هو الأضخم في الحجم والدقة والحرفية في التنظيم على مستوى دول كومنولث الدول المستقلة والعالم الإسلامى ، بالإضافة إلي أن كازاخستان هي الدولة الرابعة آسيوياً التي تنال شرف تنظيم مثل هذا الحدث الجم بعد اليابان وكوريا الجنوبية والصين . وقد تم انعقاد أول معرض من معارض ” إكسبو ” فى عام ١٨٥١ ، ومن ضمن ٧٠ معرضا تم تنظيمه بعد ذلك فإن هناك ١٠ معارض فقط تمت خارج حدود أوروبا وأمريكا الشمالية منها ما كان فى اليابان وكوريا الجنوبية والصين وملبورن ( أستراليا ) عام ١٨٨٦ وريودى جانيرو ( البرازيل ) عام ١٩٩٢ و بريسين ( أستراليا ) عام ١٩٨٨. وقد أشار رئيس كازاخستان نورسلطان نزاربايف خلال زيارته لمعرض ” اكسبو ٢٠٠٨ ” فى ” سرا جوسا ” إلى ضرورة تنظيم هذا المعرض فى مدينة أستانا عاصمة كازاخستان .

 

تقديرات الزائرين

يعد إقامة معرض ” إكسبو ” في أي دولة شرف عظيم لها ، وفى الوقت نفسه يشكل مسئولية كبيرة تلقى على عاتقها . والمعرض ” اكسبو 2017 ” الذى من المنتظر افتتاحه فى العاشر من يونيو 2017 ، وبستمر حتي العاشر من سبتمبر 2017 وفقا للتقديرات الأولية من المتوقع أن يستقبل المعرض ما يزيد عن خمسة ملايين زائر ( بمعدل ٥٠ ألف زائر يوميا ) من ١٠٠ دولة ، وعشر منظمات دولية . وستبلغ مساحة المعرض ١١٣ هكتار منها ٢٥ هكتار لشغل ٩٣ جناح عرض ، أما باقى المنطقة فسوف تخصص كمواقف للسيارات ولأغراض أخرى . ومن المخطط له أن تقوم الدولة بتشييد ” مدينة اكسبو ” للمشاركين وتشمل عددا من الوحدات السكنية تصل إلى ١٠٥٠ وحدة ، و ١٥ فندقا تحت فئة ٥ نجوم ، و ٢٨ فندقا مابين فئتى ٣ و ٤ نجوم . أما منطقة المعرض نفسه فستبلغ مساحة الجناح الكازاخى فيها ٢٤ ألف متر مربع وسيصبح هذا الجناح رمزا للمعرض عاما كاملاً . وهناك بعض المساحات الأخرى ستصل كل منها إلى ٤ آلاف متر مربع وسوف تخصص لأجنحة ” عالم الطاقة ” و ” الطاقة للحياة ” و ” الطاقة للجميع ” و ” طاقتي المستقبلية ” . وسوف يتم تخصيص مساحة ١٤ ألف متر مربع لعرض أنشطة مركز الفنون ، وفى هذا العام سيتم بناء أجنحة للشركات ومركزا المؤتمرات .

ووفقا لنتيجة المسابقة المعمارية الدولية الخاصة بأفضل تصميم لمجمع المعارض ” اكسبو ٢٠١٧ ” فقد وقع الاختيار على تصميم الشركة الامريكية ” ادريان سميث اند جوردون جيل اركيتاكتشر ” والتى تعد من الشركات المعمارية العالمية الرائدة من بين ٤٩ تصميما طرحت للمنافسة . بدأت الشركة فى التنفيذ والتى لها سابقة أعمال فى العديد من المشاريع الكبرى في أنحاء العالم فهى التى صممت برج ” خليفة ” فى دبى بالإمارات العربية المتحدة ، ومبنى ” برج المملكة ” فى مدينة جدة السعودية والذى يعتبر من أعلى مبانى العالم .

أستانا القومية

وفى ظل الاستعداد لمعرض ” اكسبو 2017 ” ، فقد تم إنشاء الشركة الكازاخية ” أستانا القومية اكسبو ٢٠١٧ ” لتنفيذ هذا المشروع وأقرت جمهورية كازاخستان قانونا يقبل تعديلات فى ٨ بنود تشريعية تشمل قانون الميزانية وقانون الضرائب . علاوة على ذلك تم إنشاء عشر مكاتب عمل إعداداً لإقامة المعرض ، ويعمل مكتب العمل الخاص بتنمية البنية التحتية وبناء منشآت المعرض تحت مظلة ” شركة أستانا القومية ” ، وتقوم وزارة الصناعة والتقنيات الجديدة فى جمهورية كازاخستان باستخدام مصادر الطاقة المتجددة وجذب الاستثمارات وتنمية السياحة . وسوف يعمل معرض ” اكسبو ٢٠١٧ ” علي تنمية وتطوير البنية التحتية للعاصمة ” أستانا ” وتوفير فرص عمل جديدة ، واعطاء دفعة قوية لتنمية المشاريع الصغرى والمتوسطة فى العاصمة والمناطق المجاورة لها فى مجال السياحة الداخلية والفندقة والخدمات .

البني والإنشاءات

الإنشاءات التى يتم تشييدها فى اطار ” اكسبو ٢٠١٧ ” سوف تجعل ” أستانا ” لتكون ميدانا دوليا عريضا فى مجال الاعلام والمعارض . وتنظر كازاخستان إلى هذا المعرض باعتباره فرصة مثلى لتنمية الحوار الخاص بضمان أمن الطاقة والبيئة والاستقرار والازدهار على الصعيد العالمى . وبعد انتهائه ستؤول ملكية منشآت المعرض إلى صندوق الاسكان فى ” أستانا ” ، خاصة أن تلك المنشآت سيتم بناؤها بطريقة حديثة تضمن لها إمكانية تفكيكها وتغيير هياكلها دون هدمها ، لأن تشييدها سوف يتم على أساس التصميم الاجتماعى والبيئى والاقتصادى الدائم . والجزء الأكبر من الطاقة التى سيستخدمها زائرو المعرض سوف يتم الحصول عليها من مصادر الطاقة المتجددة ( طاقة الشمس والرياح ) . أما أجنحة المعرض فستستخدم فيما بعد كمكاتب ومعاهد للبحوث والعلوم والتقنيات والمختبرات العلمية . ومع بداية عام ٢٠١٧ ستصبح مدينة ” اكسبو ” نموذجا للحياة البيئية الجديدة .

طاقة المستقبل

إن موضوع معرض ” اكسبو ٢٠١٧ ” ( طاقة المستقبل ) سوف يسهم كثيراً على جذب أفضل التقنيات العالمية فى مجال الحفاظ على الطاقة والتطبيقات الجديدة فى استخدام مصادرها البديلة ، كالشمس ، والرياح ، ومياه البحار والمحيطات ، ومن المتوقع أن تصبح ” أستانا ” ساحة واسعة لعرض أحدث الأبحاث والدراسات من مختلف دول العالم فى هذا المجال .

لقد أصبحت كازاخستان على أهبة الاستعداد لعرض عدد من المشاريع والدراسات الهامة والحديثة مع تطبيقاتها العلمية والعملية . حيث يندرج تحت موضوع ” طاقة المستقبل ” المصادقة على أكثر الأساليب تقدماً فى مجال الاستفادة من الطاقة فى المستقبل القريب ، وإدخال تطبيقاتها فى الصناعة كشرط ضرورى للتنمية المستدامة . ومن الأهداف الرئيسة لمشروع ” طاقة المستقبل ” التحفيز علي توليد مشاعر الإدراك بالمسئولية تجاه المجتمع الدولى عن طريق المؤسسات والمنظمات والشركات والأفراد ، بغرض تكوين دراية تستوعب مدى تأثير استهلاك الطاقة على الحياة البشرية وكافة المخلوقات الحية على الكرة الأرضية . ويعتبر ذلك مسألة هامة جدا ، حيث أن استهلاك مصادر الطاقة التقليدية فى الإضاءة والتدفئة ووسائل النقل يثير مشاعر عدم الثقة والخوف من انخفاض واستنزاف مواردها ، وانعكاس استخداماتها على صحة الناس والأمن البيئى على كوكب الأرض .

لذلك سوف يساعد معرض ” اكسبو ٢٠١٧ ” على دراسة مصادر الطاقة من وجهة النظر العالمية ، والأخذ فى عين الاعتبار المشاكل البشرية التى تخص ليس فقط ضمان صحة البشر ونقاء البيئة ، بل والإسراع فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية . فمن الواضح أن إيجاد الحلول المناسبة لكل هذه المسائل يرتبط بكثير من العوامل بما فيها ضرورة أن يبدأ كل فرد بنفسه .

أحدث التقنيات

يسمح موضوع المعرض بإظهار أحدث التقنيات فى مجال الطاقة صديقة البيئة ودراسة امكانات تطبيقها واستخدامها فى الدولة الغنية بموارد النفط والغاز واليورانيوم . فالموقع السياسى الاستراتيجى لكازاخستان بالإضافة لسياستها الخارجية كل ذلك من شأنه أن يساعد على تعزيز التعاون مع الدول التى تقع غربا وشرقا من السهل الكازاخى العظيم .

لا نبالغ إذا قلنا أن العالم كله يترقب افتتاح معرض ” اكسبو 2017 ” ، للوقوف علي الجديد في عالم التقنيات الحديثة ، وتطبيقلتها واستخداماتها في مختلف مجالات الحياة ، وبشكل خاص الجديد في تقنيات ” طاقة المستقبل ” التي تعتمد علي الطاقة الخضراء لمواجهة التغيرات المناخية الكبيرة التي طرأت علي كوكبنا الأرضي ، وكذلك التطلع إلي استخدام طاقة آمنة في استخدامها ، والحصول عليها بشكل أسهل وأيسر من مصادرها الطبيعية ، ولم يهمل القائمون علي المعرض أصحاب اللمسات الجمالية في عرض مهاراتهم وابتكاراتهم في هذا المجال الذي يصاحب مختلف الابتكارات ، لذلك لم يكن مستغرباً أن يطلق علي إكسبو معرض المعارض .

 

الفرص السائدة

قال أرمان إيساغالييف، قنصل عام كازاخستان في دبي والإمارات الشمالية: إن اكسبو استانا 2017، سيُعقد المعرض تحت شعار «طاقة المستقبل»، ليعكس تحديات الطاقة والفرص السائدة في القرن الحادي والعشرين، فيما سيعزز الجهود الرامية إلى إيجاد حلول الطاقة المستدامة لتلبية الطلب العالمي المتزايد، كما أن اختيار كازاخستان هذا الموضوع يعكس اعتراف قيادة كازاخستان وصناع القرار أنه حتى احتياطاتها الهائلة من موارد الطاقة الطبيعية ، محدودة في نهاية الأمر وأنه في نهاية المطاف أن الدولة وبقية دول العالم سيكون عليهما الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة واقتصادات صديقة للبيئة.

وأضاف: إن وزيرة التكامل الاقتصادي جانار أيتجانوفا التي قادت فريق تفاوض كازاخستان لدخول منظمة التجارة العالمية، ترى أن اكسبو 2017 وموضوعه الطاقة الخضراء يلفت انتباه العالم إلى اتجاهات جديدة من النمو والتنمية للقرن المقبل.

وتابع: «يأتي الحدث تزامناً مع افتتاح مشروع أبوظبي بلازا في استانا». وأضاف: يضم المشروع عناصر جذابة من السوق التقليدي القديم ومحطة السكة الحديد الخفيفة والساحات العامة التي تشق طريقها على طول مدينة أستانا «المحور الأخضر»، كما يشمل المشروع سلسلة حدائق خضراء تشكل متنفساً بين مباني المدينة مما يسمح لضوء الشمس باختراق الأجواء وتشكيل بيئة صحية، إضافةً إلى وجود طريق للمشاة.

خطة منطقية

وبين أن نجاح كازاخستان في استضافة معرض إكسبو 2017، يعد خطوة منطقية في عملية دمج البلاد وبقية دول آسيا الوسطى في المجتمع العالمي والسوق الاقتصادي، بعد عهود طويلة من انقطاعها كجزء من الاتحاد السوفييتي سابقاً.

وتابع: «إن إقامة معرض في منطقة آسيا الوسطى الجديدة التي هي جسر بين الشرق والغرب في دولة حديثة والتي طورت علاقات جيدة جداً مع الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط، وكذلك مع جميع دول منطقة آسيا الوسطى وجمهوريات كومنولث، تعتبر ميزة إضافية عززت أيضاً موقف أستانا، وسيكون ذلك نقطة تحول بالنسبة لكازاخستان، وستبدأ فصلاً جديداً تماماً في التنمية الاقتصادية. وسيوفر المعرض منصة قيمة من شأنها أن تساعد على تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجالات الطاقة والتصميم التجريبي والتكنولوجيا البيئية والبنية التحتية والبناء والسياحة.

استضافة مثل هذا الحدث على غرار كأس العالم أو الألعاب الأولمبية سوف يجلب الملايين من الدولارات في الإيرادات وكشف دولي لا حصر له لثقافة واقتصاد الدولة المضيفة، فيما تتوقع حكومة كازاخستان أيضاً جذب 1 مليار يورو في الاستثمارات الأجنبية للمباني الجديدة وأنظمة النقل والطرق بما في ذلك نظام سكة حديد المدينة الجديد، وسيكون للزوار الفرصة لرؤية الثقافة المحلية والتقاليد وتطوير البنية التحتية، وكذلك القطاعات الأخرى مثل الطب والتعليم والاقتصاد.

وقال: «تجري أعمال البنى التحتية والمباني الرئيسية لإكسبو على قدم وساق، حيث تتضمن الأعمال الرئيسية الأجنحة الدولية (14 وحدة) والأجنحة الموضوعية (4 وحدات) والأجنحة التجارية (3 وحدات) وقاعة الطاقة وجناح كازاخستان الوطني وقاعة المؤتمرات.

وتغطي مساحة المعرض 240 ألف متر مربع، فيما سيتم بناء 26 مرفقاً عليها بما في ذلك المجمعات السكنية التي تضم 4000 شقة ومدرسة وروضة أطفال وفندقاً وقاعة اجتماعات ومركز للمؤتمرات والصحافة ومكتب المعرض وقاعة الطاقة والمناطق التجارية والبيع بالتجزئة، ومدينة داخلية على مساحة 500 متر وساحة المعرض ومركز للفنون.

 

وأوضح أن الخطة الموضوعة لما بعد معرض اكسبو2017 تقضي بتحويل كافة المباني التي شهدها المعرض طوال الـ 6 شهور، إلى مركز عالمي للأوراق المالية ويكون مقراً متطورا وحديثا في هذا المجال.

 

وأضاف: «سيوفر المعرض منصة كبيرة وهامة من شأنها المساعدة على تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجالات الطاقة والتصميم التجريبي والتكنولوجيا البيئية والبنية التحتية والبناء والسياحة، كما أن استضافة مثل هذا الحدث على غرار كأس العالم أو الألعاب الأولمبية سيجلب الملايين من الدولارات في الإيرادات وكشف دولي لا حصر له لثقافة واقتصاد الدولة المضيفة، وسيكون للزوار الفرصة لرؤية الثقافة المحلية والتقاليد وتطوير البنية التحتية وكذلك القطاعات الأخرى مثل الطب والتعليم والاقتصاد».

 

أهمية كازاخستان

لقد أصبح تفهم العالم المعاصر في ازدياد تجاه مدى أهمية كازاخستان ، التى تقع على حدود أوروبا وآسيا وتساهم مساهمة بالغة فى مجال تعزيز التعاون بين الدول التى تمتد من المحيط الأطلسى إلى المحيط الهادئ . فالعلاقات الدولية فى اطار الاتجاه العالمى” الغرب – الشرق ” والتى تتكون من الاتصالات الأطلسية بين الولايات المتحدة الامريكية والغرب ، والعلاقات بين أوروبا وآسيا ، والتعاون متعدد الأطراف فى منطقة المحيط الهادئ وآسيا ، كل ذلك يشكل دائرة عالمية واسعة ولكن التعاون بين الاتحاد الاوروبى ودول آسيا يعتبر حتى الآن حلقة ضعيفة فى الدائرة المذكورة . واختيار أستانا لاستضافة ” اكسبو ٢٠١٧ ” يحقق فرصا جديدة لتنشيط وتنمية التعاون بين الدول الأوروبية والآسيوية .