تتزايد العوامل التي تدعم أسعار النفط، الذي سجل أعلى مستويات في عدة شهور، عند 56 دولاراً يوم الجمعة (آخر تعاملات الأسبوع)، والتي بسببها قد يتحرك برنت لمستوى نحو 60 دولاراً خلال الأسبوع الجاري.

تتمثل هذه الأسباب، في تراجع إنتاج ليبيا إلى ما دون المليون برميل يومياً، إلى 900 ألف، بسبب الاضطرابات الحاصلة في البلاد، فضلاً عن الاضطرابات المستمرة في فنزويلا العضو في منظمة أوبك، وأكبر احتياطي نفطي في العالم، والذي تناقص إنتاجها إلى ما دون 2 مليون برميل يومياً، وفقا لما ورد في صحيفة “الشرق الأوسط”.

والمرونة الذي ظهرت في اجتماع كبار منتجي الخام في فيينا، يوم الجمعة، والذي توصل إلى أنهم قد ينتظرون حتى يناير (كانون الثاني) قبل اتخاذ قرار بشأن تمديد خفض الإنتاج بعد الربع الأول من العام القادم من عدمه.

وارتفعت أسعار النفط على أساس أسبوعي، نتيجة تلك العوامل، فحقق برنت مكاسب بلغت 2.2%، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.5%.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 43 سنتا، أو ما يعادل 0.8 في المئة، في التسوية إلى 56.86 دولار للبرميل، وهو مستوى يقل سنتا واحدا عن الأعلى خلال الجلسة، والذي كان أيضا الأعلى منذ مارس (آذار).

فيما زادت أسعار النفط أكثر من 15% في ثلاثة أشهر، بما يشير إلى أن اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط بواقع 1.8 مليون برميل يوميا قلص فائض المعروض عالميا. وساعدت زيادة الطلب أيضا في إحداث توازن في السوق.

عدد حفارات النفط

ومن ضمن العوامل التي من المتوقع أن تدعم أسعار النفط، في جلسة غداً الاثنين، أن شركات الطاقة الأميركية خفضت عدد حفارات النفط العاملة للأسبوع الثالث على التوالي، في الوقت الذي توقف فيه تعافي أنشطة الحفر الذي استمر 14 شهراً مع تقليص الشركات لخطط الإنفاق حين هبطت أسعار الخام.

وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة مساء الجمعة، إن الشركات قلصت عدد منصات الحفر النفطية بواقع خمس حفارات في الأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر (أيلول) ليصل العدد الإجمالي إلى 744 منصة، وهو الأقل منذ يونيو (حزيران).

ويضع ذلك عدد حفارات النفط صوب التراجع للشهر الثاني على التوالي، وأيضا صوب تسجيل أكبر انخفاض شهري منذ مايو (أيار) 2016.

ويمضي عدد الحفارات أيضا في مسار تسجيل أول انخفاض خلال ثلاثة أشهر منذ الربع الثاني من 2016.

وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 418 حفارة كانت عاملة قبل عام، حيث وضعت شركات الطاقة خطط إنفاق طموحة لعام 2017 عندما كانت تتوقع ارتفاع سعر الخام الأميركي فوق نطاق 50 دولارا للبرميل، وهو السعر الحالي.

تزايد إنتاج النفط الصخري

ومن المنتظر أن يزيد إنتاج النفط الصخري الأميركي للشهر العاشر على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول) ليسجل 6.1 مليون برميل يوميا بحسب توقعات حكومية أميركية صدرت هذا الأسبوع. ورغم أن العديد من شركات التنقيب والإنتاج قلصت استثماراتها هذا العام جراء انخفاض أسعار الخام، فإنها ما زالت تخطط لإنفاق المزيد من الأموال هذا العام مقارنة مع العام الماضي، مما يمثل ضغطا على أسعار النفط على المدى المتوسط.

لكن نحو 24 دولة مصدرة للنفط أكدت، خلال اجتماعهم الجمعة في العاصمة النمساوية فيينا، نجاح جهودها لخفض الإنتاج العالمي من الخام في توجيه السوق العالمية إلى الاتجاه الصحيح.

ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تضم 14 دولة و10 دول نفطية أخرى منها روسيا خفضت إنتاجها الإجمالي إلى ما يعادل 32.5 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، وهو ما يقل بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا عن متوسط إنتاجها خلال العام الماضي، بهدف تحسين الأسعار وزيادة عائداتها من صادرات النفط.

وذكرت الدول النفطية أن خفض الإنتاج خلال أغسطس (آب) الماضي تجاوز المستوى المستهدف بنسبة 16%.