اخبار

ريم الهاشمي : “إكسبو 2020” يعزز الطموحات التنموية للمنطقة

أكدت ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، مدير عام مكتب «إكسبو 2020 دبي»، أن وزارة شؤون التعاون الدولي تعمل على توثيق علاقات الدولة بمختلف دول العالم، إدراكاً من القيادة الرشيدة إلى الحاجة الملحة لتطوير المزيد من السياسيات الرامية إلى تعزيز أطر التعاون والعمل على مواجهة التحديات التي يشهدها العالم والمنطقة.

وقالت إن إكسبو 2020 ما هو إلا تجسيد لرغبة دولة الإمارات في لعب دور محوري في توصيل رسالة إيجابية حول المنطقة إلى العالم بالاستفادة من هذا الحدث الضخم الذي يخدم كمنصة مثالية للتعبير عن آمالنا وطموحاتنا ورسالتنا للعالم، وفرصة مثالية لعرض إنجازات النهضة الشاملة التي تشهدها دولتنا في القطاعات كافة، ولاسيما في مجال تنمية الإنسان، مشددة على دور الإعلام كشريك محوري في تحقيق هذا الهدف كونه شريكاً أساسياً في تعزيز النهضة الشاملة لدولة الإمارات.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي ضمن سلسلة «جلسة مع مسؤول» بمشاركة مجموعة من رؤساء تحرير الصحف المحلية والأجنبية العاملة في الدولة بمقر المكتب، بحضور منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، حيث تحدثت الهاشمي عن الدور الذي تضطلع به كوزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي وما يشمله من مسؤوليات، وتطرقت لموضوعات عدة تتعلق بالإعداد لإكسبو، وكيفية الاستفادة من نتائج إكسبو لاسيما لفئات الشباب ورواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، منوهة بأن الإعلام كان دوماً شريكاً رئيسياً في مسيرة التنمية الإماراتية وداعماً للإنجازات الكبرى التي تحققت في إطارها.

عمق استراتيجي لمساعدات الإمارات

وأوضحت الهاشمي أن مساعدات دولة الإمارات التي تحرص على تقديمها للمجتمعات النامية تتصدر قائمتها عالمياً، من حيث النسبة من إجمالي الناتج المحلي للدولة، ولا تقتصر فقط على العون المالي، بل تذهب إلى عمق استراتيجي أهم عن طريق تأسيس نهج جديد قائم على الدعم من خلال المشروعات التنموية التي تصب في مصلحة الدول المتلقية بالمزيد من النتائج الإيجابية، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تعمل على تطوير فرص جديدة للتعاون الدولي القائم على مشاركة الخبرات التي راكمتها على مدار سنوات في مجالات عدة في مقدمتها إدارة الموانئ والمطارات، والطاقة المتجددة، والترويج السياحي، وذلك بالتعاون مع مجموعة كبرى من المنظمات الدولية ومؤسسات القطاع الخاص.

وأشارت إلى أن القيادة الإماراتية الرشيدة حددت نهجاً واضحاً أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، حيث يقوم هذا النهج على ألا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المتلقية لها، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب حتى باتت الدولة تحظى باحترام وتقدير في كافة المحافل الدولية، لاسيما في ظل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى تقديم يد العون لكل من يحتاج إليها في مختلف أنحاء العالم.

وأكدت ريم الهاشمي أن شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» الذي تم اختياره لدورة إكسبو 2020، هو في الواقع الأمر شعار رفعه أجدادنا منذ آلاف السنين، وأن تصميم شعار المعرض المستوحى من إحدى المشغولات الذهبية التي عُثر عليها في موقع «صاروج الحديد» التاريخي، يمثل رسالة للعالم بأن الإمارات كانت دوماً وستظل حلقة تواصل مهمة ومحطة لالتقاء الشعوب والحضارات، مشيرة إلى أن المشغولات الذهبية التي تم العثور عليها في «صاروج الحديد» توضح أن الأنشطة التجارية والاقتصادية كانت حاضرة على أرضنا منذ أزمنة بعيدة.

وصرحت أن التنسيق يجري مع أطراف وجهات عدة للربط بين استضافة الدولة لإكسبو 2020، والاحتفال باليوبيل الفضي لقيام دولة الإمارات في عام 2021، على أن يتم الإعلان لاحقاً عن التفاصيل وعن الأفكار المقترح تنفيذها.

إنجاز تسوية أرضية «إكسبو»

وعن الاستعدادات لإكسبو 2020، قالت الهاشمي إن الفترة المتبقية قبل الافتتاح تبلغ 1575 يوماً، وأن الأعمال كافة تجري وفق المخطط الزمني، بل تتخطاه في بعض المحاور، حيث تم تحريك 50 ألف طن من الرمال والانتهاء من تسوية الأرضية على أن يبدأ العمل في إرساء البنية التحتية اعتباراً من الشهر القادم، موضحة أن أعمال البناء من طرف الجهة المنظمة سوف تنتهي قبل الحدث بعام كامل، على أن تنتهي الأعمال الإنشائية والتجهيزية من قبل الدول المشاركة ضمن الأجنحة التي تختار أن تتولى تشييدها بنفسها قبل بدء المعرض بأربعة أشهر على الأقل.

وفي ظل سعيها لاستضافة أكثر من 180 دولة خلال الحدث، يعمل فريق إكسبو على تطوير سياسة متكاملة لأطر التعاون والشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص ليس فقط داخل الدولة بل وخارجها أيضاً، وذلك لما يمثله إكسبو من منصة مهمة وفرصة مواتية أمام المنطقة لتقديم رسالتها الإيجابية إلى العالم، مشيرة إلى أن إكسبو 2020 دبي، الذي تصل فترة انعقاده لستة أشهر يعزز الطموحات التنموية للمنطقة، ويفتح آفاقاً غير مسبوقة للتعاون مع دول العالم كافة.

ونوّهت إلى أن الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة يحظون باهتمام خاص في مرحلة الإعداد لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير، حيث تم اتخاذ تدابير عدة تيسر مشاركة تلك المشروعات بما في ذلك توقيع مذكرة تفاهم مع «مؤسسة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة» وشركة «تجاري» للشراء الاستراتيجي التي ستتيح المجال أمام عدد كبير من هذه الشركات للمشاركة في المناقصات التجارية للمشروعات المزمع تنفيذها لاستضافة المعرض، كما تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تمكين الشركات المنتمية إلى هذا القطاع المهم لتحقيق أعلى استفادة من هذه الفرصة.

وأوضحت الهاشمي أنه سيتم الاستفادة من منطقة استضافة إكسبو 2020 بشكل متكامل بعد انتهائه، حيث ستتم مواصلة البناء والعمران فيها بما يتماشى مع طبيعتها وطبيعة المناطق المجاورة لها التي ستكون بمثابة مدينة جديدة بما تضمه من منشآت وخدمات ومرافق، وتعد امتداداً طبيعياً للإمارة، منوهة إلى أن فريق إكسبو قام بدارسة عميقة للمعارض السابقة لاسيما ذات التجارب المتميزة، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من الحدث قبيل وأثناء وبعد انعقاده.

وصرحت الهاشمي أن فريق إكسبو يعمل حالياً على تطوير شراكات مع مختلف المؤسسات الوطنية، وجاءت طيران الإمارات في مقدمة الأطراف التي تعاون معها لما له أثر كواحد من أفضل وأشهر الناقلات على مستوى العالم، ولرغبتنا في بث رسالة للزائرين لحثهم على زيارة إكسبو 2020 أكثر من مرة خلال فترة انعقاده. وفي ذات الإطار نوهت إلى أن فريق العمل حريص على تعميق التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص.

التطوع يشمل المقيمين

أكدت ريم الهاشمي أن نجاح إكسبو 2020 دبي، يتوقف على مجهود مختلف الأطراف المشاركة، وأن مشاركة شباب وبنات الإمارات سوف يكون له الدور الفاعل في دعم الحدث بقوة، نظراً لأنهم بمثابة سفراء للوطن في هذه المنصة التي ستضم ممثلي أكثر من 180 دولة من مختلف أنحاء العالم، موضحة أن التطوع سيشمل أيضاً المقيمين في الدولة نظراً لما يحمله من رسالة تعبر عن روح دولة الإمارات التي تعتمد في كافة عمليات التنمية على التنوع الثقافي، والتناغم التام الذي يميز مجتمع الإمارات.

وقالت الهاشمي، إن إكسبو على مر تاريخه الممتد إلى أكثر من قرن ونصف القرن من الزمان تخلله عدد محدود من الدورات الاستثنائية التي تركت آثاراً واضحة على الدول التي عقدت فيها، ومنها إنجلترا التي استضافت الدورة الأولى للحدث وباريس وشنغهاي، مؤكدة أن دبي تعمل حالياً، وفي ضوء ما تملكه من خبرات متميزة في مجال استضافة الفعاليات الكبرى وبنية أساسية متطورة عالمية المستوى، على الإعداد لدورة ستكون استثنائية بمعايير ترقى إلى المستوى الذي يليق بمكانة دولة الإمارات ويترجم حرصها الدائم على التميز في شتى المجالات.

وحول أكبر المشاركات المتوقعة في المعرض، أوضحت المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، أن المشاركات المتوقعة في الحدث ستكون من جميع أنحاء العالم.