تقارير

“دافوس” ينطلق وسط مخاوف من انهيار النظام العالمى

قال الموقع الرسمى لمنتدى دافوس العالمى، الذي من المقررانطلاق دورته الـ45 اليوم ، إن النظام العالمى الجديد يبدو على أعتاب الانهيار، وسط تحذيرات من”فوضى عالمية جديدة” تجتاح دولا نامية ومتقدمة.

 

ونشر الموقع أن الولايات المتحدة الأمريكية، التى يتبنى رئيسها المنتخب دونالد ترامب، النزعة الانعزالية والحمائية والعدائية، سواء مع الدول المجاورة، مثل المكسيك أو البعيدة  كالصين، ضمن الاقتصادات المهددة.

ويقول موقع “منتدى دافوس”، إنه رغم الاضطرابات السابقة،  فإن الاقتصاد العالمى يبدو أفضل، مما كان منذ سنوات، والأسواق العالمية فى انتعاش واضح وأسعارالبترول تواصل الارتفاع، بعد اتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” على خفض الإنتاج.

 

كما اشار إلى  مخاطر تباطؤ الاقتصاد فى الصين، إلا أن التشاؤم يهيمن على  السياسيين، ورجال الأعمال، وخبراء البنوك الذى يشعرون بأن هناك أمرا هائلا وغيرمسبوق سيحدث على مستوى العالم، لكنهم لا يعرفون كيف سيتعاملون معه، وذلك مع انتشار التيارات الشعبوية بقيادة “ترامب”، والانتخابات المرتقبة خلال العام الجارى فى ألمانيا وفرنسا وهولندا، وربما إيطاليا، والتى قد تهدد نتائجها بتفكك الاتحاد الأوروبى .

 

ويخصص المنتدى لأول مرة  15 جلسة هذا العام لمناقشة التغيرالمناخى، و9 جلسات للطاقة النظيفة، وكيفية تحقيق إيرادات مرتفعة منها، بعد أن أعلنت وكالة الطاقة الدولية من قبل أنها تحتاج إلى 13.5 تريليون دولار، لتطوير الطاقة المتجددة حتى عام 2020.

 

وقد توافد  قادة العالم  ورؤساء الشركات الكبرى على منتجع دافوس السويسرى، لحضور فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى “WEF ” اعتبارا من اليوم  وعلى مدى 5 أيام، وسط سياق سياسى لم تشهده “دافوس” منذ انطلاق المنتدى، لدرجة أن سوما شاكرابارتى، رئيس البنك الأوروبى للتنمية والتعمير “EBRD” يؤكد ظهور نسخة حديثة للعولمة، سوف تستغرق وقتا حتى تتبلور.

 

يشارك فى المنتدى الذى يحمل شعار” زعامة مسئولة”  3 آلاف من كبار رجال السياسة والاقتصاد في العالم، بينهم  كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولي، ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح، والرئيس الصيني شي جين بينج، وجو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي الذى ستنتهى  ولايته 20 يناير الحالى.

 

يحضر المنتدى أيضاً والهولندي إيرون دايسيلبلوم، رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ورجل الأعمال الصيني الشهير جاك ما، رئيس مجموعة على بابا، وبيل جيتس، مؤسس مايكروسوفت وشركة البرمجيات العالمية، والمطربة العالمية شاكيرا، فيما تغيب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لأول مرة منذ تقلدها منصبها.

 

 

من مظاهر الغموض الذى يسيطر على المنتدى الحالى، أن “ترامب” يعتزم الانسحاب من الاتفاقية التجارية الموقعة مع دول آسيا الباسيفيك، ما جعل الشركات فى تلك الدول تشعر بالشكوك فى إمكانية زيادة أنشطتها فى المستقبل، كما أن الشركات الأوروبية من التجزئة إلى البنوك، لا تعرف كيف سيكون شكل علاقاتها مع الشركات التى تتخذ من لندن مقرا لها، عندما تبدأ بريطانيا فى مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبى.

 

ومن ناحية أخرى، أعلنت اليوم لجنة البيزنس والتنمية المستدامة “BSDC”  التى تشكلت خلال منتدى دافوس العام الماضى، والتى تضم رؤساء شركات وبنوك عالمية وأكاديميين، وزعماء نقابات عمالية عن دراسة تشجع الشركات بتحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وذلك قبيل اجتماع المنتدى، كما ذكرت وكالة بلومبرج التى نشرت الدراسة التى جاء فيها أن الشركات العالمية التى باتت من أقوى الممثلين لتحمل المسئولية الاجتماعية، يمكنها تخصيص 12 تريليون دولار على الأقل فى صورة وفورات وأرباح، وتوفير حوالى 380 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030.

 

وأكد مارك مالوش براون، رئيس لجنة  “BSDC ” التى صاغت الدراسة، أن الشركات عليها دور مهم لتلعبه فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة  “SDG ” التى وضعتها منظمة الأمم المتحدة للقضاء على الفقر، وحماية كوكب الأرض من خلال العمل فى أربعة محاور: تطوير الطاقة المتجددة، وتكثيف الزراعة، ومكافحة الأمراض، وتنمية المدن والقرى، حاصة وأن 90 % من فرص العمل التى ستوفرها الشركات ستكون فى البلاد النامية، وأن الـ 12 تريليون دولار التى ستخصصها تعادل 10 % فقط من الناتج الاقتصادى العالمى المتوقع عام 2030 .

 

وأوصت اللجنة بابتكار أدوات تمويل من القطاعين العام والخاص، لتوفير احتياجات النظام المالى العالمى، ليتمكن من استخدام تلك التريليونات الضخمة فى استثمارات مستدامة يحتاجها العالم،  كما يحدد التقرير تكاليف تحقيق أهداف اللجنة بحوالى 2.4 تريليون دولار من الاستثمارات الإضافية سنوياً حتى عام 2030، وخصوصا فى البنية الأساسية، خاصة وأن الشركات لاتزال تفضل الاستثمارات طويلة الأجل، وتصر على اكتناز سيولتها النقدية فى خزائنها أوتوزيعها على المساهمين.